06 مايو 2014
السيسي والإرهاب
"فوضوني للقضاء على الإرهاب"... قالها عبد الفتاح السيسي قبل عشرة أشهر، في خطابٍ دعا فيه الشعب المصري إلى التظاهر في الشوارع، للقضاء على "الإرهاب المحتمل". كانت حجته الكبرى أن اعتصام "الإخوان المسلمين" في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة بؤرة للإرهاب "على حد قوله"، ولا بديل من فضه، للخلاص منه.
منذ ذلك اليوم، بدأت سلسلة من المجازر في كل مكان في مصر.. فض اعتصامات ومظاهرات واعتقالات بالجملة لقيادات "الإخوان" وذويهم، وعمليات إبادة جماعية لبدو سيناء، للقضاء على "الإرهاب"، وغلق القنوات التلفزيونية التابعة لـ"الإخوان"، بحجة أنها تنشر الفتنة وتحرّض على العنف.
وإلى ذلك كله، هناك دخول عناصر الأمن الجامعات بكثافة، والتعرض بكل أشكال العنف للطلبة والطالبات في الحرم الجامعي، واستهداف النشطاء وملاحقتهم أمنياً ومعنوياً، وبحملات التشويه الإعلامي ضد كل من لهم صلة بثورة 25 يناير.
هذا كله وأكثر حدث منذ حصول السيسي على تفويض الشعب "للقضاء على الإرهاب المحتمل". وأخيراً، هناك الحملة الضخمة "نعم للدستور للقضاء على الإرهاب"، والتي شارك فيها كل رموز نظام حسني مبارك، والقبض على من يروج "لا"، بحجة أنه يدعو إلى الإرهاب. وعلى الرغم من اختلافي مع "الإخوان المسلمين"، ونظامهم وسياستهم، وعلى الرغم من أني لست ممن فوّضوا السيسي، يأتي السؤال: هل نجح السيسي، بعد هذا كله في القضاء على الإرهاب؟ أو على الأقل منع حدوثه "بما أنه محتمل"؟
أترك الاجابة لك، عزيزي القارئ، حيث لا أملك متسعاً من الوقت، لسرد كل العمليات الإرهابية التي حدثت منذ ذلك الوقت. ويبقى السؤال الأهم: على الرغم من أن جميع قيادات "الإخوان" في السجون، وتم فض الاعتصامات التي قيل إنها بؤر للإرهاب.. من هم مرتكبو هذه العمليات الارهابية؟
فإذا كانت الحجة، بعد كل عمل إرهابي، أن مجموعة أنصار بيت المقدس تعلن مسؤوليتها، فلماذا لم نسمع عن عضو واحدٍ منهم تم القبض عليه؟ وإذا كانت الحدود مع مصر منفذاً للإرهاب، كما يقال، إذاً، لماذا لا يُحاكم السيسي على فشله في تأمين الحدود؟
ماذا فعل السيسي ليكون المنقذ؟ ماذا فعل لاستمرار مسرحيته السخيفة، تحت مسمى القضاء على الإرهاب؟ لماذا السكوت عمّا فعله بكل من يعارضه، وتركه كل من يحمل السلاح ويتاجر به، ويعبث بأمن مصر؟
لماذا يتحدث الإعلام عن تسجيلات مكالماتٍ "تافهة" للنشطاء، وترويجها بما هي دليل عمالةٍ وخيانةٍ لتدمير مصر، على الرغم من عدم التحقيق فيها، ولا نسمع عن تسجيلاتٍ لإرهابيين؟
لماذا يصر القضاء على أن يحبس شباباً، كل تهمتهم التعبير عن غضبهم بمظاهرات سلمية، ويهدي البراءة لقتلة شهدت على جرائمهم مصر كلها؟ لماذا تتحدثون، يا أهل السلطة والإعلام في مصر، دائماً عن احترام الدستور والقانون، وأنتم أول من يخترقهما ويهينهما؟
إذا كنتم تتسترون خلف إعلامٍ كاذبٍ، لإخفاء ما بكم من قبح، فجرائمكم أكبر كثيراً من أن تستر خلف أكاذيبهم.
ليس ثمة عاقل يمكن أَن ينكر وجود الإرهاب في مصر، فالإرهابي هو من يقتل ويعتقل كل من يعارضه. هو كل من يشوه وينكل ويجرّم كل من يخالفه، يسيطر، بكل ديكتاتوريةٍ، على كل أنظمة الدولة لصالحه. هو من يشيع العداوة بين أطراف الشعب بإعلامه. هو من يحتفل بقتل الإنسانية في الوطن. وإذا كنا نتحدث عن مصر، فلن يحصل استقرارها إلا بتحقيق العدل واحترام الإنسانية فيها.
أؤمن بأن الحق في النهاية سينتصر، مهما تجاوز الظالمون المدى. أؤمن بأن الثورة ستنتصر قريباً، ويبقى صوت الهتاف "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية".
منذ ذلك اليوم، بدأت سلسلة من المجازر في كل مكان في مصر.. فض اعتصامات ومظاهرات واعتقالات بالجملة لقيادات "الإخوان" وذويهم، وعمليات إبادة جماعية لبدو سيناء، للقضاء على "الإرهاب"، وغلق القنوات التلفزيونية التابعة لـ"الإخوان"، بحجة أنها تنشر الفتنة وتحرّض على العنف.
وإلى ذلك كله، هناك دخول عناصر الأمن الجامعات بكثافة، والتعرض بكل أشكال العنف للطلبة والطالبات في الحرم الجامعي، واستهداف النشطاء وملاحقتهم أمنياً ومعنوياً، وبحملات التشويه الإعلامي ضد كل من لهم صلة بثورة 25 يناير.
هذا كله وأكثر حدث منذ حصول السيسي على تفويض الشعب "للقضاء على الإرهاب المحتمل". وأخيراً، هناك الحملة الضخمة "نعم للدستور للقضاء على الإرهاب"، والتي شارك فيها كل رموز نظام حسني مبارك، والقبض على من يروج "لا"، بحجة أنه يدعو إلى الإرهاب. وعلى الرغم من اختلافي مع "الإخوان المسلمين"، ونظامهم وسياستهم، وعلى الرغم من أني لست ممن فوّضوا السيسي، يأتي السؤال: هل نجح السيسي، بعد هذا كله في القضاء على الإرهاب؟ أو على الأقل منع حدوثه "بما أنه محتمل"؟
أترك الاجابة لك، عزيزي القارئ، حيث لا أملك متسعاً من الوقت، لسرد كل العمليات الإرهابية التي حدثت منذ ذلك الوقت. ويبقى السؤال الأهم: على الرغم من أن جميع قيادات "الإخوان" في السجون، وتم فض الاعتصامات التي قيل إنها بؤر للإرهاب.. من هم مرتكبو هذه العمليات الارهابية؟
فإذا كانت الحجة، بعد كل عمل إرهابي، أن مجموعة أنصار بيت المقدس تعلن مسؤوليتها، فلماذا لم نسمع عن عضو واحدٍ منهم تم القبض عليه؟ وإذا كانت الحدود مع مصر منفذاً للإرهاب، كما يقال، إذاً، لماذا لا يُحاكم السيسي على فشله في تأمين الحدود؟
ماذا فعل السيسي ليكون المنقذ؟ ماذا فعل لاستمرار مسرحيته السخيفة، تحت مسمى القضاء على الإرهاب؟ لماذا السكوت عمّا فعله بكل من يعارضه، وتركه كل من يحمل السلاح ويتاجر به، ويعبث بأمن مصر؟
لماذا يتحدث الإعلام عن تسجيلات مكالماتٍ "تافهة" للنشطاء، وترويجها بما هي دليل عمالةٍ وخيانةٍ لتدمير مصر، على الرغم من عدم التحقيق فيها، ولا نسمع عن تسجيلاتٍ لإرهابيين؟
لماذا يصر القضاء على أن يحبس شباباً، كل تهمتهم التعبير عن غضبهم بمظاهرات سلمية، ويهدي البراءة لقتلة شهدت على جرائمهم مصر كلها؟ لماذا تتحدثون، يا أهل السلطة والإعلام في مصر، دائماً عن احترام الدستور والقانون، وأنتم أول من يخترقهما ويهينهما؟
إذا كنتم تتسترون خلف إعلامٍ كاذبٍ، لإخفاء ما بكم من قبح، فجرائمكم أكبر كثيراً من أن تستر خلف أكاذيبهم.
ليس ثمة عاقل يمكن أَن ينكر وجود الإرهاب في مصر، فالإرهابي هو من يقتل ويعتقل كل من يعارضه. هو كل من يشوه وينكل ويجرّم كل من يخالفه، يسيطر، بكل ديكتاتوريةٍ، على كل أنظمة الدولة لصالحه. هو من يشيع العداوة بين أطراف الشعب بإعلامه. هو من يحتفل بقتل الإنسانية في الوطن. وإذا كنا نتحدث عن مصر، فلن يحصل استقرارها إلا بتحقيق العدل واحترام الإنسانية فيها.
أؤمن بأن الحق في النهاية سينتصر، مهما تجاوز الظالمون المدى. أؤمن بأن الثورة ستنتصر قريباً، ويبقى صوت الهتاف "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية".