لقب الدوري أو الابتعاد عن الكبار..هل ينقذ محرز أرسنال؟

04 اغسطس 2016
أرسنال سيعاني الموسم المقبل بدون صفقات جديدة (Getty)
+ الخط -


يرضى جمهور أرسنال كل موسم بأداء متباين ومركز مؤهل إلى دوري الأبطال، مع نتائج معقولة في منافسات البطولة الأوروبية، ربما فوز بالكأس وربما لا، هذه هي دورة حياة مشجع المدفعجية منذ عدة سنوات، لدرجة أن فينغر نفسه لم يعد يتحدث كثيراً عن الفوز ببطولة الدوري، وحتى في ظل أسوأ مواسم الكبار على الإطلاق بالنسخة الأخيرة، فشل زعيم شمال لندن في تحقيق شيء يذكر، ليخرج خالي الوفاض وتستمر المشاكل بلا حلول.

موسم فاصل
طال انتظار مشجعي الأرسنال، ولم يعد مجرد الوصول إلى ذات الأذنين أو حتى تحقيق الكأس أمراً مرضياً، وتعالت الانتقادات في وجه أرسين فينغر، وكان آخرها وأهمها من الأسطورة تيري هنري، الرجل الذي قالها مرارا وتكرارا منذ عام كامل بأن هذه التشكيلة لن تحقق الدوري أبدا، ليكسب الرهان في النهاية ويخسر مدربه كل البطولات المتاحة.

يعتبر هذا الموسم مختلفاً، لأن المنافسة ستكون أقوى، مان سيتي مع بيب غوارديولا، كونتي يقود تشيلسي، ومورينيو يعود من بوابة الأولد ترافورد، بينما يجب ألا ننسى توتنهام بوكيتينو وليفربول الواثق رفقة يورغن كلوب، وبكل تأكيد يبقى ليستر رانييري مرشح قوي باعتباره حامل لقب البطولة، لذلك فإن موقف آرسنال صعب للغاية، لأن المراكز من الثاني إلى الرابع لن تكون متاحة بسهولة.

يحتاج فينغر إلى صفقات إضافية، هذا الفريق أصبح أقوى مع غرانيت تشاكا، لاعب الارتكاز الذي سيحل مشاكل كثيرة، خاصة بصعوبة إخراج الكرة من الخلف إلى الأمام، خصوصا مع إصابات كازورلا الكثيرة، لأن كوكلين قوي في افتكاك الكرات فقط، بينما النني يزيد هجوميا بشكل أفضل، ليبقى السويسري هو حجر الأساس في وسط المدفعجية، لكن مع أسماء جديدة، والكل يتحدث عن لاكازيت ومحرز.

المهاجم رقم 9
يعاني جيروه من التركيز أمام المرمى، هو مهاجم مساعد بلغة الكرة، يحصل على الكرات الهوائية، يلعب كمحطة للاستلام والتسليم، يفتح الفراغ أمام زملائه، لكن من الصعب بل المستحيل أن يحملك طوال موسم كامل ويقودك إلى بطولة الدوري. تكرار نفس الخطأ بمثابة الحماقة، ومواصلة الرهان على أوليفيه بمفرده أمر خاطئ، حدث ذلك مع أرسنال وفرنسا في يورو 2016.

ألكسندر لاكازيت خيار مثالي، هو مهاجم شاب وقوي، يملك شخصية قوية أمام المرمى، وخريج مدرسة ليون المعروفة بقوة أبطالها.

وبعيداً عن معدلاته التهديفية المرتفعة، فإنه لاعب شامل، يمتاز بأداء المراوغات ومباغتة المدافعين، وليس من السهل إيقافه في أي ركن بالثلث الهجومي الأخير، بالإضافة إلى تسجيل الأهداف بكلتا القدمين، إنه مهاجم أقرب إلى أسلوب وطريقة لعب لويس سواريز.

وجود لاكازيت أمام لاعب مثل سانشيز سيكون خياراً مثالياً، فالنجم اللاتيني أثبت عدم كفاءة عندما يلعب بمفرده في الهجوم، لكنه يصبح أفضل مع قدومه من الخلف من دون رقابة، وسيصنع ثنائية رائعة رفقة نجم ليون، مع الحفاظ على نفس طريقة اللعب تقريبا، مزيج بين 4-2-3-1 و4-3-3 وفق ظروف المباراة.

ساحر الصحراء
يريد محرز الرحيل هذا الموسم من ليستر، أمور عديدة جعلت النجم الجزائري يفكر في ذلك، كانتقال زميله كانتي إلى تشيلسي، وعدم ضم ليستر لأي نجم كبير في الميركاتو، بالإضافة إلى صعوبة تكرار نفس الإنجاز في عامين متواصلين. رانييري نفسه المدرب قال عبارته الشهيرة، "نفكر في الوصول إلى 40 نقطة"، بالطبع تمثل هذه المقولة محاولة ذكية للهروب من الضغط، لكنها لا تكفي لاستفزاز النجوم الكبار، ومن بينهم رياض بكل تأكيد.

أرسنال هو النادي الأقرب من بين الجميع، فكرة استقدام محرز ليست بالصعبة، حتى في ظل تواجد تشامبرلين، والكوت، رامسي، والبقية، فكل هؤلاء بلا استثناء لا يقدمون مستوى ثابتاً طوال الموسم، مع كثرة تعرضهم للإصابة، والفريق الكبير يجب أن يضم أكثر من خيار في كل مركز، حتى يضمن المنافسة بقوة على كافة البطولات.

محرز لاعب مهاري وجريء، يستطيع التصرف بالكرة في جزء من الثانية، ومبادر للغاية أمام المرمى، لذلك يسجل ويصنع كثيرا، ويتفوق على جميع أقرانه في تشكيلة المدفعجية الحالية، أي يحتاجه فينغر بقوة مع المهاجم لاكازيت، من أجل العودة مرة أخرى إلى منصات التتويج.

إذا راهن فينغر على خطة 4-2-3-1، فإن أفضل توليفة ممكنة لثنائية المحور ستكون تشاكا كلاعب ارتكاز خلفي وبجواره أرون رامسي أو محمد النني، كبوكس صريح بين الدفاع والهجوم، للاستفادة من قوة التسديد وعامل تسجيل الأهداف. بينما يبقى الثلاثي الأفضل بين أقدام كل من سانشيز، أوزيل، ورياض محرز، مع تشامبرلين وإيوبي والبقية كبدلاء على الخط.

يحتاج أرسنال إلى دماء جديدة، أسماء تسجل أهدافاً عديدة، الشراسة الهجومية هي من تنقص هذه المجموعة باختصار، وثنائي بقيمة "لاكازيت-محرز" سيفتح أبواباً مغلقة تجاه مرمى الخصوم.البريميرليغ في الفترة المقبلة، سيكون عبارة عن منافسة الكل في الكل بالنسبة للمدفعجية، إما مركز أول وفوز باللقب أو خروج شبه حتمي من صندوق الأربعة الكبار.

المساهمون