"يوم خرجنا من بلادنا، كنت في العاشرة من عمري. أهمّ ما في الأمر أننا أخرجنا معنا ست دجاجات. كنا ثمانية أشخاص. شعرنا بالجوع فقمنا بشيّها. وحصل كل منا على نصيبه منها. كانت أياماً قاسية جداً ومرّة". هكذا بدأت الحاجة لطفية السيد من دير السد في فلسطين سرد قصتها. ولدت في فلسطين وعاشت فيها حتى بلغت العشر سنوات. بعدها، هُجّرت منها بفعل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
تحفظ في ذاكرتها كل معالم التهجير. خرجت مع أمها وأبيها وأشقائها السبعة. خرجوا سيراً على الأقدام. توجهوا إلى بلدة رميش الجنوبية، ومنها إلى بنت جبيل، ثم إلى مخيم عين الحلوة، حيث حطوا رحالهم منذ ستة وستين عاماً، خوفاً من إسرائيل. يومان أو ثلاثة ويعودون إلى بيوتهم، هكذا قيل لهم.
تقول السيد: "بعد مجيئنا إلى مخيم عين الحلوة، مكثنا فيه ثلاثة أيام، ثم عدنا إلى مدينة صور وبقينا فيها ستة أشهر. أقمنا في خيمة قبل أن نعود إلى فلسطين. ما إن وصلنا إلى بيتنا حتى علم الجنود الصهاينة بالأمر، فاقتادوا والدي إلى عكا. فتشردنا". تضيف: "نقلوا والدي من عكا إلى الحدود اللبنانية. رموه على الحدود فعدنا إلى لبنان، وتحديداً إلى مخيم عين الحلوة، وما زلنا فيه حتى اليوم".
تقول بحسرة: "كان والدي صاحب أملاك في فلسطين، لم نكن نحتاج إلى شيء، ولم يكن يعمل، بحكم استفادته من أملاكه. لكنه اضطر بفعل اللجوء إلى العمل في لبنان كحارس في مخفر". تضيف "خرجنا من فلسطين وفي جعبتنا القليل من التين المجفف، والبرغل وست دجاجات. وفي الطريق إلى لبنان شعرنا بالجوع فجلسنا على حافة الطريق وتناولنا ما كان معنا من طعام، لنصل إلى عين الحلوة وقد نفد كل ما كان معنا من غذاء". تتابع "رحلنا على أساس أن الأمر مسألة يومين قبل العودة، غير أنه وبعد استقرارنا في عين الحلوة، طال اللجوء، وسكنّا في خيمة، وبدأنا بتلقّي المساعدات من الأونروا".
تروي: "كنا ننام على ضوء الباخرة، ونشاهد البحر من هنا، إذ لم يكن المخيم مزدحماً، ولم تكن البيوت المتلاصقة كما الآن. وكنا نعمل، لكننا بتنا اليوم من دون عمل، ولا نجد عملاً حتى". وتردف: "عندما تقطع الكهرباء، أستخدم قنديل الكاز حتى أستطيع الرؤية".
وتختم بحزن: "قمت بزيارة مدينة صور، لأنني لم أزرها منذ 48 عاماً، فلم أعرفها ونسيت المكان الذي أقمنا فيه في بدايات اللجوء، فوقفت حائرة في المكان، وتذكرت بيتي في فلسطين، وتحسرت على وضعنا وعلى شعبنا الفلسطيني كله".
تحفظ في ذاكرتها كل معالم التهجير. خرجت مع أمها وأبيها وأشقائها السبعة. خرجوا سيراً على الأقدام. توجهوا إلى بلدة رميش الجنوبية، ومنها إلى بنت جبيل، ثم إلى مخيم عين الحلوة، حيث حطوا رحالهم منذ ستة وستين عاماً، خوفاً من إسرائيل. يومان أو ثلاثة ويعودون إلى بيوتهم، هكذا قيل لهم.
تقول السيد: "بعد مجيئنا إلى مخيم عين الحلوة، مكثنا فيه ثلاثة أيام، ثم عدنا إلى مدينة صور وبقينا فيها ستة أشهر. أقمنا في خيمة قبل أن نعود إلى فلسطين. ما إن وصلنا إلى بيتنا حتى علم الجنود الصهاينة بالأمر، فاقتادوا والدي إلى عكا. فتشردنا". تضيف: "نقلوا والدي من عكا إلى الحدود اللبنانية. رموه على الحدود فعدنا إلى لبنان، وتحديداً إلى مخيم عين الحلوة، وما زلنا فيه حتى اليوم".
تقول بحسرة: "كان والدي صاحب أملاك في فلسطين، لم نكن نحتاج إلى شيء، ولم يكن يعمل، بحكم استفادته من أملاكه. لكنه اضطر بفعل اللجوء إلى العمل في لبنان كحارس في مخفر". تضيف "خرجنا من فلسطين وفي جعبتنا القليل من التين المجفف، والبرغل وست دجاجات. وفي الطريق إلى لبنان شعرنا بالجوع فجلسنا على حافة الطريق وتناولنا ما كان معنا من طعام، لنصل إلى عين الحلوة وقد نفد كل ما كان معنا من غذاء". تتابع "رحلنا على أساس أن الأمر مسألة يومين قبل العودة، غير أنه وبعد استقرارنا في عين الحلوة، طال اللجوء، وسكنّا في خيمة، وبدأنا بتلقّي المساعدات من الأونروا".
تروي: "كنا ننام على ضوء الباخرة، ونشاهد البحر من هنا، إذ لم يكن المخيم مزدحماً، ولم تكن البيوت المتلاصقة كما الآن. وكنا نعمل، لكننا بتنا اليوم من دون عمل، ولا نجد عملاً حتى". وتردف: "عندما تقطع الكهرباء، أستخدم قنديل الكاز حتى أستطيع الرؤية".
وتختم بحزن: "قمت بزيارة مدينة صور، لأنني لم أزرها منذ 48 عاماً، فلم أعرفها ونسيت المكان الذي أقمنا فيه في بدايات اللجوء، فوقفت حائرة في المكان، وتذكرت بيتي في فلسطين، وتحسرت على وضعنا وعلى شعبنا الفلسطيني كله".