لبنان يمدّد وقف رحلاته الجوية حتى 12 إبريل

27 مارس 2020
طائرات الخطوط اللبنانية مركونة في مطار بيروت (فرانس برس)
+ الخط -
مدّد لبنان اليوم وقف جميع رحلاته الجوية التجارية والخاصة حتى 12 إبريل/نيسان المقبل، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الصادر أمس الخميس، بتمديد حالة التعبئة العامة التي كان من المفترض أن تنتهي في التاسع والعشرين من مارس/آذار الحالي.

وأصدر المدير العام للطيران المدني بالتكليف المهندس فادي الحسن، تعميماً رقم 2/11، إلى جميع شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، يقضي بتمديد وقف جميع الرحلات الجوية التجارية والخاصة حتى 12 إبريل ضمناً.

ويستثنى من التعميم الطائرات العسكرية، طائرات الإسعاف الجوي، الطائرات التي تعبر الأجواء اللبنانية، طائرات الشحن، الطائرات التي تنقل كلا من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، أفراد المنظمات الدولية، قوات اليونيفيل والأشخاص العاملون لدى الشركات المرتبطة بعمليات الحفر في البلوك رقم 4.

وتعيش شركات السياحة والسفر في لبنان واحدة من أسوأ الأزمات التي مرّت بها على التاريخ، بحيث باتت مهددة بالإفلاس والإقفال مع إقفال المطار وتعليق الرحلات.

ويرى وزير السياحة اللبناني السّابق أواديس كيدانيان (تولى الوزارة من 2016 حتى 2019)، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ شركات كبيرة تواجه خطر الإفلاس وقد تكون مقبلة على الإقفال النهائي، ولا سيما إذا طالت أزمة كورونا، وهي التي سبق أن عانت من وضع صعب جداً في الثلاثة أشهر الأخيرة.

ويشير كيدانيان إلى أنّ القطاع السياحي في لبنان مرّ بمراحلٍ ثلاث قبل الوصول إلى الانعدام الكامل، الذي خلّفته أزمة كورونا. المرحلة الأولى، ما قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، حيث كانت الأرباح تصل إلى ملياري دولار سنوياً من مبيع تذاكر السفر.

بيد أنّ الخسائر بدأت تظهر في المرحلة الثانية، أي بعد الانتفاضة الشعبية، وذلك ربطاً بأزمة الدولار وارتفاع سعر الصرف، ما فرض على شركات السياحة بيع التذاكر بالدولار، مع تجاوز سعر الصرف عتبة الألفين ووصوله إلى 2500 ليرة، في حين كانت شركة طيران الشرق الأوسط تبيعها وفق السعر الرسمي، أي (1515 ليرة تقريباً).

ويضيف "هذا الواقع جعل الزبون يحجز بطاقات السفر مباشرة عبر طيران "الشرق الأوسط MEA"، ما أدى إلى انخفاض حركة البيع بنسبة 80% عند شركات السياحة، مقارنةً مع الفترات نفسها إنما للسنوات السابقة.

من جهته، يشير زياد العجوز، صاحب وكالة "العجوز للسياحة والسفر"، إلى أنّ الاستمرارية صعبة جدّاً لأن الوضع للأسف كارثي وأصبحنا ندفع للموظفين وعددهم 25 شخصاً من لحم الحيّ، مع حرصنا على عدم خفض الرواتب، فكيف السبيل إلى الصمودِ؟!

ويلفت العجوز لـ"العربي الجديد" إلى أنّ مبيعات الوكالة تراجعت كثيراً في الأشهر الثلاثة الأخيرة بحدود 40 إلى 50 في المائة، وذلك على صعيد القطاع السياحي ككلّ وعالم التذاكر، أما خسائر الرحلات والعطلات التي تتضمّن سلّة الأعياد فقد وصلت إلى 70% تقريباً. 

أضاف أن شركته تعدّ الرقم واحد لناحية الرحلات إلى الصين، وتحديداً إلى جوانزو. ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، لم تبع الوكالة أي تذكرة، كما أن 80% من الحجوزات ألغيت عبر الزبائن، حتى تلك التي حجزت في يوليو/تموز المقبل.

وأقرّ مجلس الوزراء اللبناني، أمس الخميس، تمديد فترة التعبئة العامة في البلاد حتى يوم 12 أبريل/نيسان المقبل، بعد التوصية التي رفعها إليه المجلس الأعلى للدفاع، وسط تأكيد رئيس الحكومة حسان دياب أن فترة احتواء فيروس كورونا الجديد تمتدّ لخمسة أسابيعٍ.

وأصدرت الحكومة اللبنانية إجراءات إضافية في إطار التشدد في مكافحة وباء كورونا العالمي، إذ تقرّر تعليق العمل بين الساعة السابعة مساءً والخامسة صباحاً في جميع المحلات التجارية والسوبرماركت ومؤسسات تصنيع وتخزين وبيع المواد الغذائية على اختلافها، ويستثنى من ذلك المطاحن والأفران والصيدليات والمصانع التي تنتج المستلزمات الطبية على اختلافها وتنوعها.

وتنفيذاً للإجراءات، يمنع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات خلال الفترة المشار إليها أعلاه عملاً بمراقبة النقل والانتقال، على أن تكلّف القوى العسكرية والأمنية كافة تنفيذ هذا القرار.
المساهمون