تنشطُ في لبنان، خلال هذه الفترة، ورشَةُ المهرجانات الخاصَّة بالجوائز. مُنَافسةٌ بدأت قبل سنوات، وأصبحَت كالعرف المُتداول بشكل موسميّ، من جائزة "موركس دور" التي تبلغ عامها السابع عشر، إلى جائزة "بياف" التي تستظلُّ بحضورٍ عربيٍّ ودوليٍّ لتكريم النُخب، وصولاً إلى بعض الحفلات التي أقيمت قبل أسبوعين في لبنان ومنها، مهرجان "الزمن الجميل" وجائزة "MC".
أسماء كثيرة، كُرِّمَت في بيروت قبل سنوات، ولم تغب التُهم التي تحدثت عن رشاوى تُدفع من أجل هذه الجوائز، ولو أنها دخلت في منظومة التصويت الجماهيري، إذ يرشِّح الناس من يستحق هذه الجائزة. وهذه السنة، أعطت جائزة "موركس دور" الإذن لإذاعتين لبنانيتين بالتصويت لمرشحيها، من خلال برنامجين متشابهين. وذلك بعد سنوات من التشكيك بمصداقية هذه الجائزة، تحديداً، ومهاجمة عددٍ من الفنانين لها، كان آخرهُم الكاتبة والممثلة اللبنانية، كارين رزق الله، التي شنَّت هُجوماً عنيفاً على المسؤولين عن "موركس دور"، ومنعتهم عبر القضاء من استعمال أو حتى ذكر اسمها في الحفل المزمع إقامته، ولا حتى ترشيح مسلسلاتها لأي من الجوائز.
صورة لا تبتعد عن الضغوط والمحسوبيات التي تتحكّم، بكافة فروع الحياة اللبنانية. ومنها ما يتعلق بالفن أو بالثقافة والإعلام، ومن الطبيعي دخول المال وتحويل جزء من هذه المهرجانات إلى "بازار" وتبادل مصالح مالية بشكل مكشوف.
"موركس دور"
قبل أيام، عقدت لجنة جائزة "موركس دور" التي يترأسها الطبيبان فادي وزاهي حلو اجتماعاً، لتعلن أن السادس عشر من مايو/ أيار المقبل هو موعد الحفل الذي سيُقام، كما جرت العادة في لبنان، وتحضره شخصيات من مختلف مجالات الفنّ من لبنان والعالم العربي. وعلى الرغم من الضائقة المادية التي يعانيها القائمون على الجائزة، بدا واضحاً أن الاستعدادات باتت جاهزة، وأن الرعاية التجارية، والإعلانات، ستتكفل بموسم آخر للحفل المُكلف جداً. لكن، حتى اليوم لم تقرر المحطة التلفزيونية التي ستنقل الاحتفالية السنوية، بعد سنوات من تولي تلفزيون المستقبل لذلك، وحصر نسبة المشاهدة التلفزيونية بمتابعي الشاشة الزرقاء في لبنان والعالم، ولو أن مفاوضات كان يجريها الطبيبان حلو مع قناة "الجديد" اللبنانية، لكنها لم تصل إلى حدود الاتفاق النهائي بشأن نقل الحفل مباشرة على الهواء.
وعلم أيضاً، أن مجموعة من المرشحين لهذه الجائزة، لم يُبلغوا بعد، بانتظار الأسبوع الثاني من شهر مايو/أيار المقبل، إذ ستكلف اللجنة مجموعة لإبلاغ بعض الفائزين، ولو أن أسماء كثيرة وضعت على لائحة الفوز، ومنهم نجوم من القاهرة كعمرو يوسف، لكن اللجنة فشلت في إقناع الفنان السوري، جورج وسوف، لتكريمه مباشرة على المسرح. ويرى وسوف أن ذلك لا يعنيه بشيء، وبأنّه لن يضيف إلى مسيرته الفنية التي بلغت أكثر من ثلاثين عاماً في دنيا الغناء الشعبي، ولا إلى جماهيريته. اعتذار "الوسوف" عن موركس هذا الموسم، سيحمل زميله عاصي الحلاني إلى تسلم جائزة عن مشواره الفنّي الطويل، وأعماله الغنائية والفنية التي قدمها لسنوات.
بياف
ويعقد الطبيب، ميشال ضاهر، اجتماعات بشأن جائزة مهرجانات بيروت الدولية "بياف" للسنة السابعة. يحاول ضاهر منافسة "موركس دور" عبر استقطاب أسماء عالمية، ومن مجالات مختلفة مثل الطب والهندسة والعمارة والغناء وحتى التمثيل. فكرّم السنة الماضية المغنية الفرنسية، ايلين سيغارا، ومصمم الأزياء الإيطالي الشهير، روكو باروكو، والممثلة التركية مريم أوزرلي المعروفة بالسلطانة "هويام". لكن لم يُعرَف ما إذا كان ضاهر قرَّر إقامة حفله قبل بداية شهر رمضان أم بعده، وعلم أنه الآن في مرحلة تصفيات الأسماء المرشحة للجائزة السنوية، وأن محطة MTV اللبنانية ستكون هذه السنة أيضاً الناقل الحصري للمهرجان الذي يُقام في بيروت.