لبنان: انقسام داخل 14آذار حول سيناريوهات تصعيد حزب الله

20 يونيو 2015
جعجع مطئمن لعقلانية حزب الله (Getty)
+ الخط -
ينتظر اللبنانيون توضّح الصورة الضبابية التي تخيّم على ساحتهم، وانتهاء حالة الجمود السياسي المستمرة في البلاد بفعل الأزمات المتلاحقة، بدءاً من الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ووصولاً إلى "الشلل الحكومي" الذي فرضه حزب الله، وحليفه تكتل الإصلاح والتغيير (برئاسة النائب ميشال عون) على خلفية ملف التعيينات الأمنية. لكن في المجالس السياسية اللبنانية تدور نقاشات من نوع آخر حول سيناريو أسوأ من التعطيل أو الشلل الحاصلين سياسياً، ويميل باتجاه تهديد الأوضاع الأمنية التي لا تزال مستقرّة، على الرغم من الحروب والمعارك المحيطة من سورية إلى اليمن مروراً بالعراق.

اقرأ أيضاً: لبنان يدخل الشلل الحكومي بعد فراغ الرئاسة وتعطيل البرلمان 

قسّمت مواقف حزب الله الأخيرة والمواقف الصادرة عن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، فريق 14 آذار إلى أكثر من تيار يختلفون حول قراءة الوضع في لبنان، وما ستؤول إليه الأمور على وقع ما يجري في المحيط العربي.
ويقود التراجع الميداني للنظام في سورية وحليفه حزب الله، جنوبي وشمالي سورية، عدداً من مسؤولي 14 آذار إلى "استشراف خطر بات يهدّد اللبنانيين بشكل جدي". يعتبر هذا التيار أنّ بندقية حزب الله إذا ما خابت آمالها في سورية "ستعود إلى لبنان، للبحث عن انتصار مهما كان نوعه، أكان ميدانيا أم سياسيا، في محاولة تعويض معنوي عن الهزيمة في سورية".
لا يتردّد أصحاب هذه القراءة عن الإشارة إلى تخوّفهم من جرّ حزب الله اللبنانيين إلى "حرب أهلية، أو على الأقلّ إلى اقتتال أهلي محدود بغية فرض وقائع سياسية جديدة"، قد تبدأ بمحاولة فرض رئيس للجمهورية، أو قد تصل إلى التصعيد في فرض ما بات يعرف بـ "مؤتمر تأسيسي جديد"، أي نسف صيغة الدستور الحالية واتفاق الطائف.
يقول عضو كتلة تيار المستقبل، النائب أحمد فتفت، لـ "العربي الجديد" إنّ "لا أحد مطمئن في هذه اللحظة"، مشيراً إلى أنّ "مشاكلنا اللبنانية المحلية أضيفت إلى المشاكل الإقليمية، وبتنا في مرحلة حذر شديد". يضيف فتفت أنّ الحذر مطلوب على المستويات، تحديداً "في التأكيد أكثر من أي وقت على منطق العيش المشترك الذي يحاول البعض ضربه". ويشير فتفت إلى أنّ "التهديد الأمني في لبنان متعلق بالتطورات في سورية"، مشدداً على أنه "بسقوط النظام في سورية تنتظر ردة فعل، فحواها تقديم توازنات إقليمية جديدة".

اقرأ أيضاً: "المستقبل" يتهم "حزب الله" بممارسة سياسات انتحارية في لبنان 

على ضفة أخرى، ينقل زوّار معراب، مقرّ إقامة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لـ "العربي الجديد" عن الأخير جملة من التطمينات الأمنية والسياسية. يستند اطمئنان جعجع إلى مجموعة وقائع، أولها "كون الدولة لا تزال موجودة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية فاعلة"، بالإضافة إلى كون "شكل القرار الرسمي اللبناني لا يزال أيضاً موجوداً، على الرغم من البطء الحاصل فيه ومن الشلل الذي بات مفروضاً على الحكومة".
بحسب رأي جعجع، يقول زوّاره إنّ "الشلل الحكومي لم ينسف وجود الحكومة، ووجود الدولة التي يمكن أن تستعيد نشاطها في غضون أيام". ويضيف هؤلاء أنّ قراءة جعجع تستند في الوقت نفسه على "كون التركيبة اللبنانية لن تسمح بأيّ خلل أمني كبير في البلد"، مع إشارته إلى ما معناه أنّ "حزب الله لا يزال طرفاً عقلانياً يمكن مناقشته، على الرغم من الحرب التي يشارك فيها".
اطمئنان جعجع تشاطره فيه شخصيات في تيار المستقبل تشارك في الحوار مع حزب الله، أبرزها وزير الداخلية نهاد المشنوق، بحسب ما يقول لـ "العربي الجديد"، متابعون لمجالس فريق 14 آذار. وبينما تتابع هذه النقاشات وتتعارض في الوجهة، إلا أنها تتقاطع على أنّ أزمة حزب الله في الحرب السورية باتت واقعاً، ونتائجها تظهر في سورية كما في لبنان، من خلال التعطيل الذي يمارسه الحزب في شتّى المؤسسات.
المساهمون