"كُنّا نبحث عن أي بلد آمن، أي مكان يمكننا العيش فيه. قرّرنا التوقف بمجرّد أن نرى أي يابسة. وصلنا إلى تايلاند لنعتقل من قبل رجال يرتدون زياً عسكرياً، ونُرمى مجدداً في البحر". هذا عبدول، وهو من الروهينغا غير المعترف بهم في ميانمار. غادر البلاد مع شقيقه على قارب يحمل 129 شخصاً. على الرغم من معاناته، يقول إنه مستعد لتكرار الأمر. "لا أريد العودة إلى ميانمار. قد أقتل هناك".
لأحمد قصة أخرى. يقول: "ولدتُ في حمص وأردت العيش فيها حتى النهاية. لكن هذه الحرب الشرسة لم تترك لنا أي خيار آخر سوى التخلي عن كل شيء. حرصاً على مستقبل أطفالي، كان علي المجازفة. اضطررت إلى أن أدفع ثمانية آلاف دولار للمهرب عن كل فرد من عائلتي. لم يسبق لي أن فعلت أمراً غير قانوني في حياتي. لكن لم يكن هناك حل آخر".
أحمد الذي يعيش اليوم في مخيم في قبرص، يضيف: "سأفكر في خياراتي. لكن بالتأكيد، لن أبحر مرة أخرى. غادرت حرصاً على مستقبل أطفالي. لا أريد أن أموت معهم في البحر. الحياة لم تنته بعد".
غادر عزيز وشقيقه من أفغانستان إلى إيران. رأى والده يقتل أمام عينيه، حين كان في العاشرة من عمره فقط. خلال رحلته من إيران إلى أثينا، أضاع خاتم والده، كل ما تبقى له منه. وما زال حتى اليوم من دون مستقبل.
قصصٌ نقلتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. الأسماء مستعارة لكن القصص حقيقية. لا تنتهي معاناة هؤلاء بمجرد تركهم البلد الذي يشكل خطراً على حياتهم. بحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يعيش معظم لاجئو العالم، أي 86 في المائة، في بلدان العالم النامي، في مقابل 70 في المائة قبل 10 سنوات.
وتشير المفوضية إلى أن هناك أكثر من 43 مليون لاجئ ونازح حول العالم. وتعتني اليوم بنحو 36.4 مليون شخص، 15.6 مليون نازح داخلياً، و10.4 ملايين لاجئ، و2.5 مليون عائد، و6.5 ملايين شخص من عديمي الجنسية، وأكثر من 980,000 شخص من طالبي اللجوء، و400,000 شخص آخرين يقعون في دائرة اهتمامها.
وتوضح اتفاقية العام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد "بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف".
اقرأ أيضاً: 60 مليون نازح ولاجئ عبر العالم في 2014