مرّ نحو ثلاثة أشهر على بدء الحرب في اليمن. خلال هذه الفترة، فرّ أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى مناطق أخرى تعيشُ استقراراً نسبياً، فيما لجأ آخرون إلى دول أفريقية مجاورة. فقصف مقاتلات التحالف العربي بشكل متواصل، واستمرار المواجهات المسلحة في المدن والأحياء المكتظة بالسكان، وانعدام الخدمات الأساسية، جميعها عوامل ساهمت في زيادة نسبة النزوح.
تركَ توفيق محمد (39 عاماً) مدينته عدن في أبريل/نيسان الماضي، وسافر إلى جيبوتي بحراً، آملاً في الحفاظ على حياته وأسرته المكونة من خمسة أفراد. يحكي عن سوء الأوضاع المعيشية، علماً أن وضعه المالي يعدّ أفضل عن غيره من اللاجئين، الذين يعيشون في مخيم بلدة أوبخ قبالة الساحل اليمني تحت إشراف منظمات دولية. يقول: "طالت الحرب واشتقت لبقية أفراد أسرتي. لا أستطيع العودة إلى عدن لأنها ما زالت محاصرة"، لافتاً إلى أن سكان عدن يعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب الحرب. "الناس يتضورون جوعا وعطشاً".
عند ساحل المخاء اليمني، استغرقت عملية نقل أم رشاد وأطفالها الأربعة إلى ساحل جيبوتي نحو 18 ساعة، في مقابل 25 ألف ريال يمني (116 دولارا أميركيا) عن كل فرد. كانت تجربة السفر عبر القارب الصغير مرعبة. ظل الركاب يصرخون طوال الوقت، خشية انقلاب القارب أو استهدافهم من قبل السفن الحربية التي تحاصر السواحل اليمنية. طيلة النهار، ظلوا عرضة لأشعة الشمس. وفي الليل، كان رذاذ مياه البحر البارد يبلّل ملابسهم. تضيف: "وصلنا إلى جيبوتي وبقينا أياماً في الميناء قبل السماح لنا بالدخول إلى مخيم أوبوخ"، مشيرة إلى أنها وأطفالها لم يقيموا كثيراً في المخيم بسبب شدة الحر وازدحام اللاجئين وعدم توفر الخدمات الأساسية، ما اضطرها للخروج إلى المدينة والبحث عن منزل للإيجار.
إلى ذلك، يعمد بعض التجار اليمنيين المقيمين في جيبوتي منذ سنوات، إلى جمع أموال وتبرعات بهدف مساعدة النازحين في المخيم وميناء جيبوتي. في السياق، يقول محمد البذيجي، وهو تاجر يمني يقيم في جيبوتي، لـ "العربي الجديد"، إن إمكانات دولة جيبوتي، وتمويل المنظمات المشرفة على مخيمات اللاجئين، لا تستطيع تلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة، ما يدفعني إلى المساعدة".
يحكي البذيجي عن الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات، ويرى أن عدم توفر أجهزة تكييف، بالإضافة إلى الظروف الصحية، مشكلتان أساسيتان يعاني منها اللاجئون بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى غلاء المعيشة في جيبوتي. ولا يتجاوز عدد اللاجئين اليمنيين في مخيم أوبوخ" 1500 شخص، وهناك أكثر من 7000 شخص يقيمون في العاصمة جيبوتي لإتمام بعض المعاملات. أما في الصومال، فقد وصل عدد اللاجئين اليمنيين إلى 3410 أشخاص، علماً أن الرقم قابل للارتفاع.
وأدت الحرب إلى موجات نزوح جماعي من المدن إلى الأرياف، منهم فتحية السامعي التي لا تفكر بالعودة إلى مدينة تعز (وسط). تقول لـ "العربي الجديد": "خرجت من المدينة مجبرة، بسبب القصف العشوائي. أيضاً، كان القناصة يعتلون أسطح المنازل"، مشيرة إلى أن الخدمات العامة في الريف ضعيفة، الأمر الذي يعقد الحياة فيها. تخشى استمرار الحرب لفترة طويلة، وقد بدأت ببيع بعض مقتنياتها بهدف المساهمة مع زوجها في توفير الغذاء لأفراد الأسرة.
وفي محافظة المحويت (غرباً)، يضطر مئات النازحين من محافظات صنعاء وصعدة وعمران (شمالاً) إلى الإقامة في بعض المرافق الحكومية بعد عجز الحكومة والمنظمات الدولية عن توفير خيام لهم. ولم يجد جبر السودي أي مأوى له وأسرته غير أحد مكاتب مبنى بيت الثقافة. في أحيان كثيرة، يكون عاجزاً عن إطعام أطفاله. يضيف: "تكتفي الأسر هنا بأكل وجبة واحدة طوال اليوم، لأننا لا نملك المال ولأن المنظمات والجمعيات والسلطات المحلية عجزت عن مساعدتنا".
يتابع السودي: "ينتشر البعوض بشكل كبير"، لافتاً إلى أن المستشفى الحكومي الوحيد في المدينة "لا يرأف بأوضاع النازحين، ويرفض علاج المرضى مجاناً".
إقرأ أيضاً: يمنيون إلى جيبوتي
تركَ توفيق محمد (39 عاماً) مدينته عدن في أبريل/نيسان الماضي، وسافر إلى جيبوتي بحراً، آملاً في الحفاظ على حياته وأسرته المكونة من خمسة أفراد. يحكي عن سوء الأوضاع المعيشية، علماً أن وضعه المالي يعدّ أفضل عن غيره من اللاجئين، الذين يعيشون في مخيم بلدة أوبخ قبالة الساحل اليمني تحت إشراف منظمات دولية. يقول: "طالت الحرب واشتقت لبقية أفراد أسرتي. لا أستطيع العودة إلى عدن لأنها ما زالت محاصرة"، لافتاً إلى أن سكان عدن يعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب الحرب. "الناس يتضورون جوعا وعطشاً".
عند ساحل المخاء اليمني، استغرقت عملية نقل أم رشاد وأطفالها الأربعة إلى ساحل جيبوتي نحو 18 ساعة، في مقابل 25 ألف ريال يمني (116 دولارا أميركيا) عن كل فرد. كانت تجربة السفر عبر القارب الصغير مرعبة. ظل الركاب يصرخون طوال الوقت، خشية انقلاب القارب أو استهدافهم من قبل السفن الحربية التي تحاصر السواحل اليمنية. طيلة النهار، ظلوا عرضة لأشعة الشمس. وفي الليل، كان رذاذ مياه البحر البارد يبلّل ملابسهم. تضيف: "وصلنا إلى جيبوتي وبقينا أياماً في الميناء قبل السماح لنا بالدخول إلى مخيم أوبوخ"، مشيرة إلى أنها وأطفالها لم يقيموا كثيراً في المخيم بسبب شدة الحر وازدحام اللاجئين وعدم توفر الخدمات الأساسية، ما اضطرها للخروج إلى المدينة والبحث عن منزل للإيجار.
إلى ذلك، يعمد بعض التجار اليمنيين المقيمين في جيبوتي منذ سنوات، إلى جمع أموال وتبرعات بهدف مساعدة النازحين في المخيم وميناء جيبوتي. في السياق، يقول محمد البذيجي، وهو تاجر يمني يقيم في جيبوتي، لـ "العربي الجديد"، إن إمكانات دولة جيبوتي، وتمويل المنظمات المشرفة على مخيمات اللاجئين، لا تستطيع تلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة، ما يدفعني إلى المساعدة".
يحكي البذيجي عن الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات، ويرى أن عدم توفر أجهزة تكييف، بالإضافة إلى الظروف الصحية، مشكلتان أساسيتان يعاني منها اللاجئون بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى غلاء المعيشة في جيبوتي. ولا يتجاوز عدد اللاجئين اليمنيين في مخيم أوبوخ" 1500 شخص، وهناك أكثر من 7000 شخص يقيمون في العاصمة جيبوتي لإتمام بعض المعاملات. أما في الصومال، فقد وصل عدد اللاجئين اليمنيين إلى 3410 أشخاص، علماً أن الرقم قابل للارتفاع.
وأدت الحرب إلى موجات نزوح جماعي من المدن إلى الأرياف، منهم فتحية السامعي التي لا تفكر بالعودة إلى مدينة تعز (وسط). تقول لـ "العربي الجديد": "خرجت من المدينة مجبرة، بسبب القصف العشوائي. أيضاً، كان القناصة يعتلون أسطح المنازل"، مشيرة إلى أن الخدمات العامة في الريف ضعيفة، الأمر الذي يعقد الحياة فيها. تخشى استمرار الحرب لفترة طويلة، وقد بدأت ببيع بعض مقتنياتها بهدف المساهمة مع زوجها في توفير الغذاء لأفراد الأسرة.
وفي محافظة المحويت (غرباً)، يضطر مئات النازحين من محافظات صنعاء وصعدة وعمران (شمالاً) إلى الإقامة في بعض المرافق الحكومية بعد عجز الحكومة والمنظمات الدولية عن توفير خيام لهم. ولم يجد جبر السودي أي مأوى له وأسرته غير أحد مكاتب مبنى بيت الثقافة. في أحيان كثيرة، يكون عاجزاً عن إطعام أطفاله. يضيف: "تكتفي الأسر هنا بأكل وجبة واحدة طوال اليوم، لأننا لا نملك المال ولأن المنظمات والجمعيات والسلطات المحلية عجزت عن مساعدتنا".
يتابع السودي: "ينتشر البعوض بشكل كبير"، لافتاً إلى أن المستشفى الحكومي الوحيد في المدينة "لا يرأف بأوضاع النازحين، ويرفض علاج المرضى مجاناً".
إقرأ أيضاً: يمنيون إلى جيبوتي