15 سبتمبر 2019
لا يمكن الوثوق بترامب
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
كنت على صواب عندما قلت إن الولايات المتحدة الأميركية لن تجرؤ على ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن كل هذه الحشود العسكرية والسياسية وإرسال مزيد من الجنود إلى المنطقة ما هو إلا تكبير الحجر، وكما يقال في الأمثال "من كبّر حجرهُ ما ضرب".
لا خيار أمام واشنطن وحلفائها حيال الأزمة مع طهران إلا فرض مزيد من العقوبات التي لم تثن عزيمة طهران عن المضي نحو الاستحقاقات الوطنية. وها هي ترسل (أي طهران) مزيدا من الإنذارات إلى الاتحاد الأوروبي المحتار في أمره، والذي يريد المحافظة على شعرة معاوية.
ترامب المأزوم داخلياً مع النائبات الأربع وتهديده لهنّ بالعودة إلى بلادهنّ إذا لم يجدن الراحة في الولايات المتحدة، يعيد البلاد والعباد إلى الشوفينية الأولى، التي تتطلب تنقية العرق الأبيض وتميّزه على بقية الأعراق، والحق له في قيادة البلاد، متناسياً الاندماج الذي قامت عليه بلاده، وبدون هذا الاندماج لم تر هذه البلاد النور، والتي تعد هذه السياسة الأخطر على مستقبل البلاد، إضافة إلى الدعم المطلق لإسرائيل وتعاميها عن جرائمها وتنصّلها من تنفيذ المئات من القرارات الدولية.
معظم سكان الولايات المتحدة ممتعضون من هذه التصرفات الحمقاء التي يعبّر عنها ترامب بتغريداته المقززة، والتي تبعث على التشاؤم، وربما تعيد البلاد إلى أفكار مارتن لوثر كينغ وشعاره الشهير "لدي حلم"، بمواجهة الرجل الأبيض الذي سيطر عقوداً طويلة على الحكم، حتى جاء الرئيس السابق باراك أوباما، عام 2009، كاسراً هذا الروتين. وعلى ذكر أوباما، فإن زوجته تهاجم ترامب، وتصفه بأقذع الأوصاف، وتذكّره بأن الولايات المتحدة وطن الجميع.
ترامب يسرّب بعض الفيديوهات التي تقول بحكمه الأبدي للولايات المتحدة على سبيل المزاح، إلا أن بين سرديات الدعابة والمرح تفوح رائحة استراتيجية تحاك ويعمل عليها ليل نهار، والأيام ستثبت ذلك! لأن ترامب أفضل رئيس أميركي أعطى إسرائيل كل ما تصبو إليه بطريقة وقحة وفجة، كيف لا وهو الذي يتوعد الفلسطينيين بمزيد من الإجراءات لتصفية قضيتهم، والتي يتبناها صهره، جاريد كوشنير، عبر ما يسمى صفقة القرن؟
بدأ ترامب أولى جولاته بعد إعلانه رئيساً للولايات المتحدة، إلى السعودية، في قصة تذكّرنا بالثعلب الذي كبر وأصابه بعض الوهن فعجز عن اصطياد الخراف، فقرّر بمكره المعروف أن يتقرّب من الخراف، فقال لكبير الخراف، إنه عائد للتو من الحج، ومهاجمة الخراف حرام شرعاً، وبالتالي فإنه قرّر أن يأكل حلالاً، فقام الكبش بنقل الرسالة للخراف في القطيع في محاولة لطمأنتهم، بأن الثعلب لم يعد يشكل أي خطر عليهم، والجميع (أي القطيع) معزوم على الحمّام للاغتسال على حساب الحج ثعلب فكان الرد بالموافقة.
كان الثعلب جائعاً جداً، واللحم والشحم باديا من تحت الصوف المبلل، والثعلب يكظم جوعه وعصافير بطنه تزقزق، وفي غمرة الفرح والمرح بالماء، صرخ الثعلب: لماذا الغبار بالحمام؟ فقال له الكبش الكبير: أين الغبار يا حجي؟ فقفز الثعلب وأمسك بالكبش الكبير وأرداه قتيلاً وقتل معه خرافاً كانت منهمكة في اللعب بالماء، لتستمر مسيرة "الحجي ثعلب" في المكر والخديعة والفطرة التي انجبل عليها.
واشنطن وحكامها لا يمكن الوثوق بهم، والبقاء في صف العداء معها أشرف وأنبل من السير في تنفيذ مخططاتها الجهنمية التي تستهدف الإنسانية، والسيطرة على العالم، لضرورة الاستكبار العالمي وتكريساً لأطماع الصهيونية العالمية، التي تنشر الفوضى والدمار لكل من يعادي مشروعها الخبيث.
لا خيار أمام واشنطن وحلفائها حيال الأزمة مع طهران إلا فرض مزيد من العقوبات التي لم تثن عزيمة طهران عن المضي نحو الاستحقاقات الوطنية. وها هي ترسل (أي طهران) مزيدا من الإنذارات إلى الاتحاد الأوروبي المحتار في أمره، والذي يريد المحافظة على شعرة معاوية.
ترامب المأزوم داخلياً مع النائبات الأربع وتهديده لهنّ بالعودة إلى بلادهنّ إذا لم يجدن الراحة في الولايات المتحدة، يعيد البلاد والعباد إلى الشوفينية الأولى، التي تتطلب تنقية العرق الأبيض وتميّزه على بقية الأعراق، والحق له في قيادة البلاد، متناسياً الاندماج الذي قامت عليه بلاده، وبدون هذا الاندماج لم تر هذه البلاد النور، والتي تعد هذه السياسة الأخطر على مستقبل البلاد، إضافة إلى الدعم المطلق لإسرائيل وتعاميها عن جرائمها وتنصّلها من تنفيذ المئات من القرارات الدولية.
معظم سكان الولايات المتحدة ممتعضون من هذه التصرفات الحمقاء التي يعبّر عنها ترامب بتغريداته المقززة، والتي تبعث على التشاؤم، وربما تعيد البلاد إلى أفكار مارتن لوثر كينغ وشعاره الشهير "لدي حلم"، بمواجهة الرجل الأبيض الذي سيطر عقوداً طويلة على الحكم، حتى جاء الرئيس السابق باراك أوباما، عام 2009، كاسراً هذا الروتين. وعلى ذكر أوباما، فإن زوجته تهاجم ترامب، وتصفه بأقذع الأوصاف، وتذكّره بأن الولايات المتحدة وطن الجميع.
ترامب يسرّب بعض الفيديوهات التي تقول بحكمه الأبدي للولايات المتحدة على سبيل المزاح، إلا أن بين سرديات الدعابة والمرح تفوح رائحة استراتيجية تحاك ويعمل عليها ليل نهار، والأيام ستثبت ذلك! لأن ترامب أفضل رئيس أميركي أعطى إسرائيل كل ما تصبو إليه بطريقة وقحة وفجة، كيف لا وهو الذي يتوعد الفلسطينيين بمزيد من الإجراءات لتصفية قضيتهم، والتي يتبناها صهره، جاريد كوشنير، عبر ما يسمى صفقة القرن؟
بدأ ترامب أولى جولاته بعد إعلانه رئيساً للولايات المتحدة، إلى السعودية، في قصة تذكّرنا بالثعلب الذي كبر وأصابه بعض الوهن فعجز عن اصطياد الخراف، فقرّر بمكره المعروف أن يتقرّب من الخراف، فقال لكبير الخراف، إنه عائد للتو من الحج، ومهاجمة الخراف حرام شرعاً، وبالتالي فإنه قرّر أن يأكل حلالاً، فقام الكبش بنقل الرسالة للخراف في القطيع في محاولة لطمأنتهم، بأن الثعلب لم يعد يشكل أي خطر عليهم، والجميع (أي القطيع) معزوم على الحمّام للاغتسال على حساب الحج ثعلب فكان الرد بالموافقة.
كان الثعلب جائعاً جداً، واللحم والشحم باديا من تحت الصوف المبلل، والثعلب يكظم جوعه وعصافير بطنه تزقزق، وفي غمرة الفرح والمرح بالماء، صرخ الثعلب: لماذا الغبار بالحمام؟ فقال له الكبش الكبير: أين الغبار يا حجي؟ فقفز الثعلب وأمسك بالكبش الكبير وأرداه قتيلاً وقتل معه خرافاً كانت منهمكة في اللعب بالماء، لتستمر مسيرة "الحجي ثعلب" في المكر والخديعة والفطرة التي انجبل عليها.
واشنطن وحكامها لا يمكن الوثوق بهم، والبقاء في صف العداء معها أشرف وأنبل من السير في تنفيذ مخططاتها الجهنمية التي تستهدف الإنسانية، والسيطرة على العالم، لضرورة الاستكبار العالمي وتكريساً لأطماع الصهيونية العالمية، التي تنشر الفوضى والدمار لكل من يعادي مشروعها الخبيث.
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
محمد عياش
مقالات أخرى
25 اغسطس 2019
21 يونيو 2019
18 مايو 2019