لاغارد تنتقد ضعف منطقة اليورو... وميركل تدعو لإصلاح صندوق النقد والبنك الدوليين

28 مارس 2019
لاغارد متحدثة في مقر "بنك فرنسا" الخميس (فرانس برس)
+ الخط -

برز تصريحان اليوم في الساحة الأوروبية، اقتصادياً، الأول لمديرة صندوق النقد الدولي حذرت فيه من ضعف اقتصاد منطقة اليورو، والآخر للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت فيه إلى إصلاحات اعتبرتها ضرورية لصندوق النقد والبنك الدوليين.

فقد اغتنمت لاغارد منصة "بنك فرنسا" في ذكرى العام العشرين لإطلاق العملة الأوروبية الموحدة، لتحذّر من أنّ دول منطقة اليورو ليست مرنة بما يكفي للصمود أمام أزمة اقتصادية جديدة، رغم اعترافها بأنّ المنطقة باتت في وضع اقتصادي أفضل.

لاغارد، نقلت عنها "فرانس برس" قولها من باريس، إنّ اتحاد دول اليورو "ليس مرناً بما يكفي" للخروج سالماً من "عواصف اقتصادية غير متوقعة"، معترفة بأن المنطقة باتت الآن "أكثر مرونة عما كانت عليه قبل عقد حين حدثت الأزمة المالية العالمية"، إلا أنها تابعت "لكنها ليست مرنة بما يكفي".

وأبلغت المشاركين في المؤتمر الذي نظمه المصرف المركزي الفرنسي بأنّ "النظام المصرفي آمن، لكن ليس آمناً بما يكفي. الرفاه الاقتصادي أفضل بشكل عام، لكن مكاسب النمو لا يتم مشاركتها بما يكفي".
وتأتي تحذيرات لاغارد في وقت تتضاعف إشارات تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا، خصوصاً في ألمانيا أكبر اقتصاد في القارة وفرنسا ثاني اقتصاد.

وفي المقابل، من ألمانيا، دعت المستشارة ميركل، اليوم الخميس، إلى إصلاحات للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، اللذين يشكلان قلب النظام المالي العالمي، لجعلهما أكثر تكيفاً مع عالم يشهد تغيرات سريعة.

وقالت إن البنك الدولي بحاجة إلى زيادة لرأس المال وإن صندوق النقد يحتاج إلى تغيير نظام الحصص الذي يخصص الحقوق التصويتية للدول الأعضاء، حسبما أوردت "رويترز".

وكررت المستشارة الألمانية دعوتها في الأيام القليلة الماضية إلى إصلاحات للمنظمات الدولية لاستيعاب الصعود السريع للصين. وأضافت في تصريحات مشتركة للصحافيين مع رئيس "المنتدى الاقتصادي العالمي"، كلاوس شواب، أنه "يتعين أن تحدث أشياء ننتظرها منذ سنوات".

أسهم أوروبا تتخلى عن مكاسبها

في غضون ذلك، تخلت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة لتغلق على تراجع اليوم الخميس، متأثرة بخسائر لأسهم البنوك وسط آفاق قاتمة للنمو الاقتصادي العالمي والضبابية التي تحيط بانفصال بريطانيا، وهو ما طغى على تفاؤل ببعض التقدم في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1%، وتخلى المؤشر داكس الألماني الشديد التأثر بالتجارة عن مكاسبه ليغلق منخفضاً 0.08%، في حين نزل مؤشرا الأسهم الإسبانية والإيطالية في بورصتي مدريد وميلانو أكثر من 0.5% لكل منهما.

واشتد الهبوط بعد صدور بيانات تظهر أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة تباطأ أكثر من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، في أحدث حلقة في سلسلة بيانات اقتصادية ضعيفة صدرت حول العالم.

وكانت مكاسب المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني هي الأعلى بين مؤشرات المنطقة، إذ ارتفع 0.6%، بدعم من تراجع الجنيه الاسترليني بعد تصويت استرشادي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء انتهى إلى طريق مسدود، وفقاً لبيانات "رويترز".
وتكبد مؤشر قطاع البنوك الأوروبي أكبر الخسائر بين قطاعات المؤشر ستوكس الأوروبي، مع استمرار انخفاض عوائد السندات وهو ما يبقي على المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وجاءت البنوك السويدية بين أكبر الخاسرين، في ظل مخاوف من انتشار فضيحة غسل أموال تركزت حول سويد بنك، أكبر مصرف في البلاد، إلى البنوك الأخرى.

وهبط سهم سويد بنك 7.8%، بينما تراجع سهما إس.إي.بي وهاندلسبانكن أكثر من 6%، لتشكل البنوك الثلاثة أحد أكبر الضغوط على المؤشر ستوكس 600.

وانخفض مؤشر قطاع السيارات مع هبوط سهم فيات كرايسلر 2% بعدما قال الرئيس التنفيذي لشركة نيسان موتور إنه ليس على دراية بالمناقشات الخاصة بتقديم شريكها الفرنسي رينو عرضاً للاستحواذ على الشركة الإيطالية.

وكان سهم مجموعة لينده الألمانية للغازات الصناعية من بين أكبر الرابحين، مع صعوده 1.8% بعدما رفع بنك يو.بي.إس السعر المستهدف لسهم الشركة.
المساهمون