لاعب الشارع صار بطلا.. قصة صعود محرز إلى القمة

07 يناير 2017
ريال محرز استحق جائزة الأفضل في أفريقيا (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -
حصل رياض محرز على جائزة أفضل لاعب أفريقي رسميا، واستحق محارب الصحراء هذا التتويج بقوة، بعد الموسم التاريخي الذي قدمه مع ليستر سيتي، وتحقيقه لقب الدوري الإنكليزي في أكبر مفاجآت العام، ليؤكد الجزائري عودة الوجوه العربية إلى القمة من جديد، بعد سنوات طويلة من تفوق ممثلي غرب ووسط أفريقيا على معظم مراسم القارة السمراء.


تحدي الملل
بعيدا عن الأرقام والإحصاءات فإن تتويج محرز مختلف هذه المرة، لأن الجمهور الأفريقي تملكه شعور بالملل من مشاهدة نفس الوجوه خلال السنوات الماضية، مع حضور شبه مستمر للعاجي يايا توريه ثم الغابوني أوباميانغ، لكن هذه المرة كل شيء مرتبط بالتجديد، لأن محرز جاء من بعيد من دون تخطيط، وحقق عنصر المفاجأة الذي جعله يتفوق على كل منافسيه داخل المستطيل وخارجه.


يقول محرز عن مغامرته مع ليستر، لقد حدث كل شيء بسرعة، طلبوا مني الانضمام للفريق لكنهم أخبروني بكل صراحة أنهم لا يثقون في قدراتي بنسبة 100 % لكن المدرب في النهاية هو من اختارني، لذلك يدين رياض بالكثير إلى كلاوديو رانييري، الرجل الإيطالي الذي جعله لاعبا أفضل، وأقنع ملاك النادي بالتوقيع مع الجزائري براتب مميز وعرض كبير في النهاية.


تفوق محرز على أوباميانغ وساديو ماني، لأنه يملك ثقة مفرطة في قدراته، خصوصا أنه منذ صغره اعتاد اللعب مع الأكبر سنا، كان عمره 15 عاماً وينافس آخرين في العشرين، لذلك آمن بحلمه دون خوف وتحول إلى البطل المتوج في إنكلترا، بعد نجاحه في لعبة التحولات والمرتدات، وحصوله باستمرار على الكرة في الثلث الهجومي الأخير، ليصنع الفارق رفقة فاردي والبقية.


كرة الشارع
قبل تحقيق الدوري الإنكليزي بالموسم الماضي، أجرى موقع "فور فور تو" الإنكليزي مقابلة مع رياض محرز، وتحدث فيها اللاعب عن جانب مهم في مسيرته الكروية، حينما لعب الكرة وتعلم فنونها في الشارع أولا قبل انتقاله إلى أندية المحترفين. ويؤكد مدربه القديم أن اللعب في الشارع ساعده على المراوغة وهزيمة المدافعين، مع أداء الكرات الثابتة بإتقان، بالإضافة إلى التحكم في الهجمة بالقدمين، لكنه كان ضعيف للغاية تكتيكيا.


هدوء الجزائري لا يوصف، لذلك تعلم من مدربيه ورفاقه دون أن يقلل أبدا من نفسه، لأنه كان على قناعة تامة بقوته كلاعب كرة قدم، لذلك استفاد من الأندية الفرنسية التي تدرب فيها، وعمل منذ اليوم الأول على تقوية قدراته البدنية، وتعلم أمورا جديدة على مستوى الخطط، حتى تحول تدريجيا من لاعب مزاجي إلى نجم محترف يستطيع التعامل مع كافة الضغوط.


ويضيف محرز في حواره مع الصحيفة بأن والده كان سببا رئيسيا في احترافه الكرة، بسبب إصراره على مشاركة نجله في الأندية منذ سن السادسة. وبعد وفاته نتيجة أزمة قلبية، صمم الشاب الصغير وقتها على المواصلة من أجل تحقيق حلم والده الراحل، وبالتالي فإن رياض ولد نجما حتى قبل أن يعرفه الجمهور، بسبب تألقه في إمبراطورية الشوارع بلا قوانين أو قواعد، وتحقيقه لطلب مثله الأعلى بأن يصبح نجما محترفا.


الحلم الكبير
مع كامل التقدير والاحترام لما حققه محرز مع ليستر، إلا أن المحك الحقيقي سيكون مع منتخب بلاده في بطولة أفريقيا 2017، لأن الجمهور الجزائري بأكمله يريد تحقيق هذا اللقب بعد غياب طويل، خصوصا مع الجيل الذهبي الحالي الذي قدم شيء يذكر في مونديال البرازيل 2014، بعد صعوده إلى ثمن النهائي وخروجه بشق الأنفس أمام الألمان.


وتعتبر هذه البطولة فرصة ذهبية لمحرز، لأنه لم يترك بصمته بعد مع محاربي الصحراء، وفي حالة حصوله على الذهب في النهاية سيؤكد من جديد أنه أفضل نجم أفريقي ربما لموسم آخر إضافي. وبعد غياب سفيان فيغولي وبعض النجوم، فإن كافة الأمنيات ستتجه إلى محرز، وبراهيمي، وسليماني، ثلاثي الهجوم في خطة المدرب ليكنز.


بين 4-3-3 و 4-4-2 وحتى 4-2-3-1، يأتي دور محرز في مركز صناعة اللعب، إنه الجناح المهاري على الخط، الذي يستلم الكرة ويدخل إلى العمق مستخدما قدرته على مراوغة المنافسين، وبالتالي يجب أن يستغل المساحات الشاغرة خلف دفاع فرق القارة، ليقود بلاده إلى المجد، ويجمع بين الإنجاز الفردي والجماعي في آن واحد.

المساهمون