تتوالى فصول أزمة اللاجئين الموجودين في محطة القطارات الرئيسية في العاصمة المجرية بودابست، وآخرها رفض عدد من المهاجرين مغادرة منطقة بيتشكي قرب الحدود النمساوية، إثر توقف القطار الذي استقلوه من دون أن يعرفوا وجهته المقصودة، بعد أربعين كلم من انطلاقه من محطة كيليتي الرئيسية في بودابست.
ورفض المهاجرون طلب عناصر الشرطة المجرية منهم التوجه إلى مخيمات من أجل تسجيلهم بعد إجبارهم عَلى النزول من القطار، ما أدى إلى تدافع بين الطرفين. وقد عمد المهاجرون، صباح اليوم الجمعة، إلى تنفيذ اعتصام أمام سكة الحديد مانعين القطارات من العبور، ومطالبين بترحيلهم عن المجر، إلا أن الشرطة أكدت أنها لن تسمح لهم بالمغادرة ما لم يتم تسجيلهم.
وأعلنت الشرطة المجرية، صباح اليوم، أن 50 من مستقلي قطار الأمس الخميس تم تسجيلهم وباتوا ليلتهم داخل مخيم للاجئين.
وما زال العدد الأكبر منهم متواجدين داخل المحطة الرئيسية في بودابست، ولم تسجل أعمال عنف إنما الأجواء المشحونة كانت سيدة الموقف بين الجانبين، خاصة أنهم يعانون من ضعف المرافق الخدمية ولا يلقون أي اهتمام أو رعاية من السلطات، وهم يقضون أوقاتهم داخل خيم صغيرة يحملونها بعد أن حل المطر، وجلّ ما يحصلون عليه وجبة طعام تقوم بتقديمها إحدى المنظمات الدولية المهتمة بمساعدة المهاجرين.
وعلى الرغم من المعاناة يرفض الكثيرون منهم مغادرة المحطة إلى مسافات أبعد، وكلهم أمل بأن تفتح المحطة ويسمح للقطارات بالتحرك نحو النمسا وألمانيا.
وكان المجلس المحلي في العاصمة المجرية قد صادق أمس على إقامة مخيم مؤقت يتسع لنحو 1000 من اللاجئين، على أن يتم تشييده خلال الأسبوعين القادمين. وقال عمدة المدينة ستيفان تالوس "على الرغم من أنه ليس من واجبنا إقامة المخيم لكننا نقوم بهذه الخطوة بدافع إنساني وحماية لأنفسنا".
وتعتبر المجر حالياً نقطة انطلاق للمهاجرين، وتشير الأرقام إلى وصول 50 ألف مهاجر خلال شهر أغسطس/آب فقط، آملين في مواصلة رحلتهم إلى دول أوروبا الغربية.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تطالب بحماية اللاجئين وعدم إبعادهم