كينجي غوتو... يرفع عدد الصحافيين المقتولين إلى 10

02 فبراير 2015
+ الخط -
كان ذاهباً لإنقاذ صديقه. المراسل الحربي المستقل، كينجي غوتو، الذي أعدمه تنظيم "الدولة الإسلامية" ليل السبت - الأحد، انضمّ إلى شهداء الصحافة في العالم، بعدما عاد إلى سورية في أغسطس/آب الماضي إثر معرفته باختفاء صديقه، الرهينة الياباني الثاني الذي أعدمه "داعش"، سائح الحرب، هارونا يوكاوا.

وفي رسالة لأحد أصدقائه، نقلتها "رويترز"، أكد غوتو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنّه سيعود إلى اليابان، لكنّه اختُطف من قبل التنظيم الإرهابي، قبل أن يُعدم في يناير/كانون الثاني من العام الحالي.

وكينجي غوتو من مواليد 1967، وهو صحافي مستقل، أسّس عام 1996 في طوكيو شركة إنتاج تزود قنوات التلفزة اليابانية بتحقيقات عن الشرق الأوسط. وبدأ العمل كمراسل حربي متفرغ عام 1996 أيضاً، وكوَّن سمعة طيبة، بوصفه صحافيًا حذرًا وموثوقا به لدى عدة محطات تلفزيونية يابانية، ومنها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كي).

أكدت الحكومة اليابانية صحة الشريط، الذي بثه "داعش" ويظهر قتل غوتو. اليابان دانت إعدام مواطنها، ووصفت ذلك بأنّه "عمل دنيء"، مؤكدةً أنّها "لن تستسلم في وجه الإرهاب". كما دانت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا إعدام الصحافي، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بأشد العبارات، الاغتيال الوحشي لكينجي غوتو، الذي يكشف العنف الذي تعرض له كثيرون في سورية والعراق".

وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في حديثه عن غوتو: "كان حريصاً خلال تغطيته الأوضاع في سورية أن يُظهر لنا مأساة الشعب السوري إلى العالم".

من جهتها أيضاً، دانت المنظّمات المعنيّة بحقوق الإنسان وحرية الصحافة عمليّة إعدام غوتو. وأكدت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين CPJ من جديد أنّ سورية هي البلد الأخطر على الصحافيين، وقُتل فيها ما لا يقلّ عن 80 صحافياً. وأشارت إلى أنّ حوالى 20 صحافياً لا يزالون رهن الاختطاف في سورية، وأغلبهم لدى "الدولة الإسلاميّة".

ومن بين الصحافيين المختفين في سورية، سمير كساب وإسحاق مختار، اللذان يعملان لدى "سكاي نيوز عربية". وإضافةً إلى الرهينتين اليابانيين، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ منتصف أغسطس/آب 2014 الماضي، عن إعدام خمسة رهائن غربيين، هم: الصحافيان الأميركيان جايمس فولي وستيفن سوتلوف، وعامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ، وعاملا الإغاثة البريطانيان ديفيد هينز وآلن هينينغ. وجميع هؤلاء خطفوا في سورية.

وبقتل غوتو، يرتفع عدد الصحافيين المقتولين عام 2015 إلى 10، بحسب اللجنة الدولية لحماية الصحافيين، التي تحدّثت عن مقتل 8 صحافيين في فرنسا، وصحافي في اليمن، بينما يُشير مرصد "مراسلون بلا حدود" إلى مقتل 8 صحافيين عدا عن غوتو هذا العام.

وبحسب CPJ أيضاً، فإنّ كُلّ الصحافيين المقتولين هذا العام قُتلوا على يد جماعات دينيّة متطرّفة. ولا تحتسب هذه المنظّمات إلا الصحافيين الذين يقتلون خلال ممارسة عملهم، أو لأسباب متعلقة بعملهم بشكل مباشر. وتمّ الاعتداء على الصحافيين في مختلف أنحاء العالم هذا العام، وسُجن 165، بحسب "مراسلون بلا حدود"، فيما يبقى مصير الصحافيين التونسيين نذير القطاري وسفيان شورابي مجهولاً.
المساهمون