كيف تساعد مواقع التواصل اليمين المتطرف؟

06 نوفمبر 2018
تظاهرة تحمل شعار "ليس هو" ضد بولسونارو(ماورو بيمنتيل/فرانس برس)
+ الخط -
اجتاح خطاب الكراهية مواقع التواصل خلال الأسبوعين الأخيرين، تحديداً في كُلّ من البرازيل التي انتخبت جايير بولسونارو، وهو يميني متطرف يعترف بكراهيّته للنساء والمثليين والسود، أو في الولايات المتحدة الأميركيّة، والتي ينتشر فيها الخطاب المتطرف، بشكلٍ كبير، منذ عام 2016 تحديداً، تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسيّة التي أوصلت الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ووصل خطاب الكراهية مستوى زادت معه مخاوف المتابعين من تأثير ذلك على المبادئ الديمقراطية نفسها. من جانبه، ربط موقع "ذا فيرج" المتخصّص، في تحليل له، هذه التغييرات بظواهر عدة، من بينها "الإرهاب العشوائي" و"الركود الديمقراطي". فكيف تساعد مواقع التواصل الاجتماعي، عبر خطاب الكراهية ذاك، اليمين المتطرّف حول العالم؟

الإرهاب العشوائي... خطاب يؤدي إلى التطرف
"الإرهاب العشوائي" هو "استخدام الجماهير والاتصال العام ضد فرد معين أو جماعة معينة، وتحريض يلهم أعمالاً إرهابية محتملة إحصائياً ولكنها تحدث عشوائياً".
وتقول عالمة البيانات، إميلي غورسينسكي، بأن العديد من نظريات المؤامرة اليمينية وعمليات الاحتيال، التي تضخمت من خلال وسائل الإعلام العامة والاجتماعية، قد أدت إلى عدد متزايد من الحالات التي يبحث فيها الرجال عن العنف.
وتوضح: "الإعلام اليميني هو تدرج يدفع نحو اليمين، نحو العنف والقمع"، "أحد أعراض هذا هو ضمان توليد إرهابيين عشوائيين".
وكان روبرت أ. باورز، الذي قام بإطلاق النار على كنيس يهودي أسفر عن مقتل 11 شخصاً، غارقاً في ثقافة المؤامرة على الإنترنت. كان ينشر بشكل متكرر على موقع "غاب"، وهو نسخة شبيهة بـ"تويتر" يركز على حرية التعبير وأصبح شبكة اجتماعية مفضلة بين اليمين المتطرف والقوميين البيض.
واستضاف "غاب"، الذي توقف بسبب مقاطعة عدد من شركات التكنولوجيا له ونشر رسالة تحد بالعودة رغم ذلك، الكثير من المحتوى الذي ركّز على قافلة من المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة لطلب اللجوء.
وقدمت وسائل الإعلام اليمينية في أميركا، وأبرزها "فوكس نيوز"، القافلة على أنها مرتبطة بالملياردير اليهودي، جورج سوروس. وقال عضو في الكونغرس الجمهوري إن القافلة مُولت من قبل سوروس، وأشعل هذا نظريات المؤامرة على وسائل الإعلام الاجتماعية.


الركود الديمقراطي... صعود اليمين على أكتاف الإنترنت

ثم هناك "الركود الديمقراطي"، وتتلخص الفكرة في أن الديمقراطية تتراجع في جميع أنحاء العالم.
وبحسب مجلة "ذا إيكونوميست" فإن "الطبعة العاشرة من مؤشر الديمقراطية في وحدة الاستخبارات الاقتصادية تشير إلى أن أقل من 5 في المائة من سكان العالم يعيشون حالياً في "ديمقراطية كاملة". يعيش ما يقرب من الثلث تحت الحكم الاستبدادي، مع حصة كبيرة من هؤلاء في الصين. إجمالاً، حصل 89 بلداً من البلدان الـ 167 التي تم تقييمها في عام 2017 على درجات أقل مما كانت عليه في العام السابق".
وفي يناير/كانون الثاني، اعتبرت مجلة "ذا إيكونوميست" أن البرازيل "ديمقراطية معيبة". ولكن بعد هذا الأسبوع، قد تشهد البلاد انخفاضاً أكثر فداحة في الحريات الديمقراطية. وكما كان متوقعاً، فاز المرشح اليميني المتطرف بولسونارو، الذي يتحدث بشكل متقارب عن الديكتاتورية العسكرية السابقة في البلاد، بسهولة في الانتخابات على منافسه اليساري.
وفي سياق الإنترنت ركزّ ريان برودريك من "بازفيد" على التكافل بين وسائل الإعلام على الإنترنت التي تبرع في تعزيز الشعور بالأزمة الدائمة والغضب، والقادة اليمينيين المتطرفين الذين يَعِدون بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
ويوضح: "عادةً، ستأخذ القنوات الإخبارية اليمينية الكبيرة أو الصحف الشعبية المحافظة هذه القصص من "فيسبوك"، وتعيد تجميعها لصالح الجماهير القديمة الأكبر سناً. استناداً إلى المشهد الإعلامي لبلدك، قد يحاول المتصيدون وأصحاب النفوذ من أقصى اليمين اختراق الطريق الرابط بين وسائل الإعلام الاجتماعية إلى الصحف والتلفزيون".
ويركب القادة الشعبيون وجحافل المؤثرين الموجة، ويستخدمون فيسبوك" و"يوتيوب" لتقديم وعود بالأمان في وقت يغيب فيه، مثل الاحتجاجات والعنف والأزمات المتتالية ودورات الأخبار التي لا نهاية لها.
يريد دونالد ترامب أن "يجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى"، ويريد بولسونارو "استعادة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل"، ويريد شينزو آبي استعادة "ماضي اليابان الإمبراطوري". كل هؤلاء القادة يعِدون بإغلاق الحدود لجعل بلادهم آمنة. مما سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى تفاقم المشاكل التي يعدون باختفائها، ما يخلق حلقةً أخرى من ردود الفعل، والكراهية.
المساهمون