كيف أعادت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحياة لرجل الكهف؟

21 سبتمبر 2015
رجل الكهف.. اختفى (يوتيوب)
+ الخط -
جلس دونالد غولد قبالة بيانو في معرض للفنون العامة في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا، وعزف. هيئة رجل الكهف بجسده المسن الهزيل ولحيته الطويلة غير المشذبة وشعره المتسخ وملابسه القذرة، لم تتمكن من ردع السحر الذي انساب من بين أنامله .وخلال يومين، حظي الفيديو الذي كان بطله، بأكثر من مليوني معجب.


بعد أيام أنشأ ناشطون من مدينة ساراسوتا صفحة للتبرعات لدونالد غولد على موقع التبرعات الشهير GoFundMe ، حيث جمع أكثر من 40،000 $ خلال ثمانية أيام فحسب، لمساعدة مدرب الموسيقى على الوقوف على قدميه.

اللمسات الموسيقية لغولد (51 عاماً)، والتي التقطها عابرون في الطريق مصادفة، لم تحول حياته فحسب، بل إنها ساعدته على إعادة التواصل، مع ابنه بعد فترة طويلة من الفقد، وكان غولد قد كشف بحسب صحيفة "الدايلي مايل" أنه سيدخل برنامج إعادة التأهيل، للتخلص من أثار سنوات من تعاطي المخدرات، والتي بدأها منذ عام 1998.





درس غولد الموسيقى في جامعة  Spring Arbor في ميشيغان، لكنه تسرب منها قبل التخرج. تطوع في قوات المارينز وعزف الكلارينيت في فرقة سلاح مشاة البحرية، ثم اشتغل فيها في وظيفة رسمية. ولكن في عام 1998، انتحرت زوجته، فتبخرت حياته.

تلقف برنامج INSIDE EDITION الأميركي غولد من الرصيف، وعمل رويداً رويداً على إعادة حياته له. بداية عمل على تغيير مظهره، اشتروا له ملابس جديدة، ثم أخذوه إلى الحلاق، حيث سيتلقى أول حلاقة له من بعد انقطاع دام 18 شهراً...وبعد اتمام المهمة، عندما نظر غولد في المرآة :"اختفى رجل الكهف".

مرحلة أخرى كان ينبغي انجازها ليتمكن غولد من الوقوف بقوة على قدميه، أن يعزف أمام حشد من الناس، فقدم له أحد المطاعم تلك الفرصة. اعتلى غولد المسرح الصغير داخل المطعم وعزف مقطوعة كلالسيكية لفرقة "البيتلز"، وأحب الزبائن ذلك كثيراً

الإنجاز الذي حققه غولد بمساعدة الجميع، لم يكن مجرد تغيير بالمظهر، كان قد قطع شوطاً كبيراً في تغيير حياته، لعل أهمها استعادة إحساسه بقيمته. "حصلت على الكثير من الاحترام هنا اليوم. وواثق بأني سأحافظ على ذلك"


.


غير أن قصة غولد لم تنته هنا، لا يزال هناك ابنه الذي لم يره منذ 15 عاماً، وكان يشعر بالحرج الشديد من حاله. الأمر الذي جعله لا يفكر مطلقاً بالتواصل معه..الآن، وبعد تحوله، سعى إلى لقائه.

تعقب برنامج INSIDE EDITION، نجل غولد الذي فقدت أخباره منذ فترة طويلة. اسمه دوني ويبلغ من العمر 18 عاماً، وكان قد تخرج لتوه من المدرسة الثانوية. تبنى الزوجان تيري وداريل دوني عندما كان في الخامسة من عمره. وقال تيري: "كان حباً من النظرة الأولى. بمجرد أن رأيناه أحببناه وعرفنا أن هذا سيكون منزله ".

كان دوني يعلم أنه متبنى، لكنه لم يكن يعرف والده البيولوجي أبداً، ولم يفكر حتى بالتواصل معه، إلى أن تلقى الزوجان اتصالاً من صديق غولد، الذي شاهد قصته على البرنامج. قال داريل: "شاهدنا الفيديو ثم طلبنا من دوني مشاهدته" بعذ ذلك أوضحا له أن الرجل هو والده، وقال تيري:"عندما شاهدناه، والهيئة التي بدا فيها، شعرنا بالحزن وأردنا الوصول إليه".

اليوم، دوني من منزله في ميشيغان، ودونالد من غرفة فندق في ساراسوتا بولاية فلوريدا يجريان دردشات دورية عبر الانترنت. بينما تنتظر عائلة دوني تطور وضع غولد ليقررا فيما بعد عقد لقاء يجمع الأب بابنه وجهاً لوجه.



إقرأ أيضاً: أكثر الشخصيات المخيفة في أفلام الرعب
المساهمون