كوهين يؤكّد تغطيته لـ"أعمال ترامب القذرة": كان مدركاً لانتهاكنا القوانين

14 ديسمبر 2018
كوهين: انتهيتُ من الولاء للرئيس ترامب (آتيلجان أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
"بالتأكيد!" هكذا أجاب مايكل كوهين محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عندما سُئل ما إذا كان الرئيس مدركاً أنّه ينتهك القانون، في طلبه من كوهين دفع أموال لامرأتين خلال الحملة الانتخابية في 2016، مقابل شراء سكوتهما عن علاقات جنسية مع الرئيس.

بدا كوهين، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز"، الخميس، تائباً من "كذبه" بسبب ترامب، ومتبرئاً من ولائه للرئيس الذي ساقه إلى أن يكون هو هذه المرة من يستمع إلى حكم بحقه، بعدما قضت محكمة، هذا الأسبوع، بسجنه لمدة ثلاث سنوات بسبب ملف تمويل الحملة الانتخابية لترامب واتهامات أخرى.

وقال كوهين، في المقابلة، "لقد سئمتُ من الكذب. انتهيتُ من الولاء للرئيس ترامب. ولائي الأول هو لزوجتي وابنتي وابني وهذا البلد".

واعترف كوهين أنّه كان يعرف أنّ "ما فعله كان خطأ" عندما رتّب دفعات خلال انتخابات عام 2016، لإسكات النساء اللواتي ادعين أنّهن كانت لهن علاقات مع ترامب.

وكرر كوهين تأكيده على ما قاله في قرار اعترافه بالذنب في أغسطس/آب الماضي، قائلاً إنّ ترامب أمره بإجراء الدفعات لأنّ ترامب "كان قلقاً للغاية حول كيفية تأثير ذلك على الانتخابات".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ترامب يعلم أنّ ما يفعله هو خطأ وانتهاك للقانون، أجاب كوهين: "بالتأكيد!". وقال كوهين: "كنت أعرف أنّ ما أفعله كان خطأ. لقد وقفت أمام العالم (الأربعاء) وقبلت المسؤولية عن أفعالي. الرجل (ترامب) لا يقول الحقيقة. وكان عليّ أن أتولى مسؤولية أعماله القذرة".


وكان ترامب قال، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، الخميس إنّه "لم يوجه (كوهين) أبداً إلى فعل أي شيء خطأ".

ونفى كوهين صحة ما قاله ترامب، مضيفاً "لا أعتقد أنّ هناك من يصدّق ذلك. أولاً وقبل كل شيء، أي قرار في منظمة ترامب لا يمر إلا عبر السيد ترامب".


كوهين الذي كان يُعرف بأنّه "المنقذ" الذي يتدخل لترميم ما يفسده ترامب، وقال ذات مرة إنّه مستعد "لتلقي رصاصة" نيابة عنه، قال في المقابل إنّه "منح الولاء لشخص لا يستحق الولاء بصدق".

وحُكم على كوهين بالسجن لثلاث سنوات، يوم الأربعاء، بعد اعترافه بارتكاب انتهاكات تمويل الحملات والتهرب الضريبي والإدلاء بتصريحات كاذبة للبنك وتقديم بيانات كاذبة للكونغرس.

وكان قد أقرّ بأنّه مذنب، في أغسطس /آب الماضي، في قضيتي انتهاكات تمويل الحملات، والتي تعود إلى المبالغ التي دفعها أو نسّق دفعها لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، وعارضة مجلة "بلاي بوي" السابقة كارين ماكدوغال، مقابل صمتهما عن علاقات جنسية مع ترامب.

وقال ممثلو الادعاء إنّ كوهين "في تولّي المدفوعات، تصرّف "بالتنسيق مع" و"لصالح" ترامب، الذي نفى أي علاقة له مع الامرأتين.


جاريد كوشنر مجدداً... مهمة تلميع الصورة 

إلى ذلك، كشف موقع "ديلي بيست" الأميركي، أنّ صهر ترامب جاريد كوشنر، وإلى جانب تولّيه منصب مستشار الرئيس، لعب دور "القناة الرئيسية" بين ترامب وصديقه ديفيد بيكر، ناشر مجلة "ناشونال إنكوايرير" والمدير التنفيذي لشركة "أميركان ميديا إينك"، والتي قال ممثلو الادعاء، يوم الأربعاء، إنّها اعترفت بتلقّي مبلغ 150 ألف دولار من "أموال الصمت"، بالتنسيق مع حملة ترامب.

ونقل الموقع عن أربعة مصادر على دراية بالموضوع، أنّ كوشنر، وخلال الأشهر الأولى من عهد ترامب، قام بهذه المهمة بشكل أثار الإعجاب، حيث ناقش مع بيكر قضايا مختلفة عبر الهاتف، بما في ذلك كل شيء من العلاقات الدولية، إلى القصص الإعلامية.


وكان اعتراف كوهين بالذنب، قد كشف أنّ مؤامرة "صيد وقتل" القصص الإخبارية التي يمكن أن تضر ترامب بدأت في أغسطس/آب 2015، بعد شهرين فقط من دخول ترامب السباق الرئاسي.

واستطاع كوهين مع "أميركان ​​ميديا ​​إينك" شراء قصّتين على الأقل ومنعهما من النشر والتأثير في الانتخابات، وتضمنت القصتان تقارير عن ماكدوغال ودانيالز.


وكان بيكر، المقرّب من ترامب، قد ساهم في بقاء كوهين في مدار ترامب السياسي الداخلي بعد الانتخابات الرئاسية.

وأشار "ديلي بيست" نقلاً عن مصدرين مطلعين، أنّ كوهين، وخلال الفترة الانتقالية الرئاسية، أيقن أنّه لن يحظى بوظيفة "محترمة" داخل إدارة ترامب، رغم أنّه أخبر الأشخاص المقربين منه أنّه يتوقع أن يكون له منصب رفيع، يصل حتى إلى تولّيه منصب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض.

السعودية ومحمد بن سلمان

وكشف "ديلي بيست" أنّ كوشنر، وبعد وقت قصير من بدء ولاية ترامب الرئاسية، تحدث مع بيكر مراراً وتكراراً، حول عدة موضوعات، منها العلاقات مع النظام السعودي.

وذكر الموقع أنّ "أميركان ميديا إينك"، "عمدت مثل كوشنر، إلى حملة من أجل تلميع صورة الحكومة السعودية المستبدة، تضمن إنتاج مجلة دعائية لامعة تعزّز دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

واعترفت "أميركان ميديا إينك" رسمياً، بأنّ تورّطها في تلقّي "أموال الصمت" قبيل الانتخابات قد تم بشكل صريح ارتباطاً بحملة ترامب، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع موقف الرئيس بأنّ المدفوعات لم تكن مرتبطة بالانتخابات.

المساهمون