كوميديا شريرة لعنصري يتظاهر بمعاداة العنصرية

02 مارس 2019
فينكلكروت في كاركاتير لـ ميشال كيشكا
+ الخط -
المطاردةُ على شبكات التواصل - من قبل المتآمرين من كل نوع، ومجانين الغرب والعرق الأبيض - مفتوحة اليوم، وعلى الأخص، ضد صديقتي القديمة، تلك التي نفّذتُ معها على النت البرنامج الحر "كونتر- كورون" (ضد التيار)، الذي بُثّ على "ميديابار"، والتي تحاول اليوم تجنّب الهيمنة الكلية على الصحافة من قِبل مالكي الأسهم في البورصة الفرنسية. ماذا حدث؟

الرجل الذي قال إن فريق كرة القدم الفرنسي يتكوّن من الكثير من الزنوج وبالتالي كان أضحوكة أوروبا، الرجل الذي قال إن السود والعرب يفسدون البِيض الصغار في الضواحي، الرجل الذي يحاجج أن "الاختلاط" العنصري كان تهديداً لأوروبا، الرجل الذي ظلّ يؤكّد أيضاً أنه لا ينبغي أن تذكر الولايات المتّحدة بسوء، الرجل الذي لا يزال إلى اليوم يرى بأن الاستعمار- ملايين الضحايا، والمهجّرين، والمعذبين، والمستعبدين - جلب إلى أفريقيا ما يُسمّى بـ "الحضارة": وجد هذا الرجل، وهو المثقّف الأبيض للغاية والرجعي للغاية، أكاديمي التفوّق الغربي، شيئاً يصبح من خلاله صورةً للضحية المسكينة.

طوّر أسلوبه منذ حركة "ليلة وقوف" عام 2016: كثيراً ما سيقفز، متعاطفاً إلى جانب المظاهرات، لكن خطأها هو "الدمقرطة" العقيمة، وغياب السيطرة على من هو هناك، من هو مشارك حقيقي في ما يحدث، ومن هو المندسّ، الشرطي أو الفاشي. وفجأة، غياب أي وسيلة لتحييد المحرّضين.

مستغلاً هذا الضعف، يصبح المتجوّل فينكلكورت، أداةَ المحرّضين من معادي السامية والفاشيّين، أو لإطلاق عنان العنف، المتسلّل، مثله، إلى الاحتجاجات الجماعية المشروعة، لكن التي تضعفها الفوضى الفردية بلا حل.

يَسعد الأكاديمي المتجوّل بحضور هذه الطفيليات، التي تعذّبه لفظياً وتغطّيه بألقاب مشينة تنبع من قناعاتهم الفاشية، وهذا يسمح له، في المقابل، بأن يبصق سمومه على الجانب الشعبي والفاعل في مناهضة الحكومة.

بعدها، سيطلب، المهان المسكين، مساعدة وسائل الإعلام، ومن ثم لا بدّ من التأكّد من خلاص هذه الجوهرة من أعماق أسوأ رد فعل، قبل أن يتم استغلاله من شخصيات سياسية وحكومية كعلَم للدفاع عن الديمقراطية و"الحضارة" (التي نعرف ما تنضوي عليه)، ناهيك عن دولة إسرائيل، التي لا تبدو أفعالها لا ديمقراطية جداً، ولا متحضّرة بشكل خاص، ولا حتى بريئة من العنصرية ضد العرب. لكن هذه الاختلافات بلا شك، بالنسبة إلى محتالنا، التزامات أصيلة من أجل تحقيق الفضائل الغربية منقطعة النظير.

أودّ أن أقول، للأسف الشديد، إن أساليب محتالنا نشطة للغاية في "الشبكات الاجتماعية" الشهيرة؛ حيث نلاحظ التدفُّق الطفيلي لمختلف أشكال القمامة. كل هذا لصالح أرباح المليارديرات الذين يمتلكون هذه الشبكات. لقد حان الوقت لفهم أن جوهر السياسة الحقيقي هو الاجتماع القديم، حيث النقاش الجماعي وجهاً لوجه ومقاطعة الشبكات على مستوى عالمي أينما وجدت، وبالتالي تدمير زمرة كاملة من المليارديرات. في غضون ذلك، أؤكّد دعمي لجميع ضحايا آفة الكراهية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بدءاً من أود لانسلان.

نشر مقال المفكّر الفرنسي آلان باديو مؤخّراً في موقع "لو ميديا بريس"
ترجمة نوال العلي

المساهمون