كورونا يغلق مخيم عين الحلوة

16 اغسطس 2020
اختلاط كبير يشهده سوق المخيم (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد انتشار فيروس كورونا الجديد، في مخيم عين الحلوة، تقرر إغلاق المحلات التجارية وأماكن التجمعات، لاحتواء الإصابات الأخيرة ومنع أيّ انتشار أوسع

بدأ فيروس كورونا الجديد في تشكيل تهديد كبير لأهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوبي لبنان، ما دفع لجنة تجار سوق المخيم إلى اتفاق مع القوة الأمنية المشتركة يقضي بإغلاق المحلات والمؤسسات التجارية كافة، لأسبوع كامل، بدءاً من يوم غد الإثنين. كذلك، وجهت دعوات إلى عدم التجمع في الشوارع والأسواق، وإغلاق المقاهي ومراكز التسلية، وكلّ ما يؤدي إلى تجمع السكان، مع التمنيات على الأهالي الالتزام بالقرار لما فيه من مصلحة تعود على المخيم، وهو الأكبر في لبنان لناحيتي المساحة وعدد السكان، إذ إنّ انتشار الوباء وصل إلى مستوى خطير، والتهاون في الالتزام بالوقاية المطلوبة ينذر بكارثة.

بدورها، قررت القوى الإسلامية بالتنسيق مع اللجنة الصحية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في صيدا إغلاق مساجد مخيم عين الحلوة كافة، لجميع الصلوات، بما فيها صلاة يوم الجمعة لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، للغرض نفسه.
في هذا الإطار، يقول مسؤول لجنة تجار سوق مخيم عين الحلوة سامي عبد الوهاب لـ"ألعربي الجديد": "بعد ظهور عدد من الإصابات بالفيروس في المخيم، انعقد اجتماع بين لجنة تجار مخيم عين الحلوة والقوة الأمنية المشتركة، وخوفًا من انتشار هذا الوباء بين السكان، جرى الاتفاق على إغلاق المحلات التجارية، والمؤسسات، والمقاهي، والملاعب لمدة أسبوع بدءاً من الإثنين 17 أغسطس/ آب، حتى انتهاء يوم الأحد المقبل 23 أغسطس". يضيف: "هذا الإغلاق سيعود بالضرر الكبير على أصحاب المحلات التجارية، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي بدأت تتراجع منذ بدء ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 (حراك شعبي مطلبي في عدة مدن لبنانية) وبسبب ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني مقابل الليرة اللبنانية، ما يؤثر بشكل عام على المحلات كافة. لكن، على الرغم من ذلك، نحن مستعدون لتحمل هذا الوضع الاقتصادي في مقابل تأمين وضع الناس صحياً، إذ تترتب علينا مسؤولية كبيرة تجاه الناس، فالتبعات كبيرة جداً إذا وقع تفشٍّ أكبر في المخيم، خصوصاً في ظل الكثافة السكانية المرتفعة، فهمّنا الأساس هو عدم توفر أسرّة لعلاج المصابين. كذلك، طالبنا الناس في المخيم باتخاذ الإجراءات المناسبة للوقاية، وهي الالتزام بالكمامات، والقفازات، والتباعد الاجتماعي".

عين الحلوة- العربي الجديد

من جهته، يقول عبد الكريم، وهو أحد سكان المخيم، ومن العاملين في مجال التعقيم هناك: "منذ اللحظات الأولى لانتشار الفيروس في لبنان، عملنا بشكل دائم على رش المعقمات في المخيم، في الأماكن العامة، وفي الأحياء، وبين المنازل، لكنّ الإصابات وقعت، ودخلنا في المحظور، فكان لا بدّ من اتخاذ قرار يحمي الناس ويمنع تفشي المرض بين السكان، فتفشيه في المخيم بشكل كبير ستكون عواقبه وخيمة، إذ إنّ عدد الإصابات اليوم محصور في أحياء محددة ونعرف هوية كلّ شخص مصاب، وهكذا كانت خطوة الإغلاق وقائية". يتابع لـ"العربي الجديد": "السيئ في هذا الإغلاق توقف المحلات التجارية عن عملها في ظلّ أزمة اقتصادية كبيرة، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من السكان يرزحون تحت خط الفقر، فمنذ طلب وزارة العمل اللبنانية من الفلسطيني إذن مزاولة مهنة (العام الماضي) زادت أزمة البطالة سوءاً، كما خسر كثيرون أعمالهم في أعقاب ثورة 17 تشرين الأول، ليرهق ارتفاع الدولار الجنوني كاهل الناس، وصولاً إلى انتشار كورونا الذي فاقم الأزمة الاقتصادية أكثر". يتابع: "لكن، مع كلّ هذا، فقد كان اتخاذ قرار الإغلاق صائباً حتى لا يتفشى المرض بشكل كبير بين السكان".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

 وبسبب تفشي المرض بين مخالطين، تولى فريق طبي من مستشفى "الهمشري" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أخذ عينات لمخالطين في مقر القوة الفلسطينية المشتركة في المخيم. وكان مدير قسم الصحة في وكالة الأمم لمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الدكتور عبد الحكيم شناعة، قد أعلن عن تسجيل إصابتين جديدتين في مخيم عين الحلوة. ونُقل المصابان إلى مركز سبلين التابع للوكالة، ليرتفع عدد الإصابات في المخيم إلى 15، وكذلك وفاة فلسطيني مسن في مستشفى صيدا الحكومي كان قد نقل من مخيم شاتيلا، في بيروت، بعد إصابته بالفيروس. ومن جراء ذلك، طالب شناعة بضرورة اتباع الإرشادات الوقائية اللازمة والتقيد بتعليمات وزارة الصحة اللبنانية ووكالة "أونروا" لجهة الالتزام بالكمامات والتعقيم وتفادي التجمعات والتزام المنازل قدر الإمكان، كما طالب شناعة كلّ الذين أجروا فحوص كورونا في مخيم عين الحلوة وأينما كان، بحجر أنفسهم لمدة عشرة أيام بغض النظر عن النتيجة من أجل احتواء الوباء والحدّ من تفشيه.

المساهمون