كورونا يعطّل السيارات الكورية

05 فبراير 2020
هيونداي تمتلك أربعة مصانع في الصين (فرانس برس)
+ الخط -

طاولت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في الصين، قطاع السيارات في كوريا الجنوبية، ليضطر إلى إيقاف خطوط إنتاج داخل موطنه، ما دعا الحكومة إلى الإعلان عن تدابير سريعة لتحقيق الاستقرار في أسواقها المالية ومواجهة التقلبات، وسط مخاوف متزايدة من اتساع الأضرار.

وعلقت شركتا "هيونداي موتور" و"كيا موتورز" الشقيقتان، بعض خطوطهما الإنتاجية بسبب نقص بعض الأجزاء الموردة من الصين، التي تشهد شللاً في عمليات الإنتاج والتصدير وسط انتشار الفيروس القاتل.


وقال متحدث باسم هيونداي لوكالة يونهاب، إن الشركة أوقفت خطوط التجميع التي تنتج موديلات سيارة جينيسيس السيدان، في مصنعها الخامس الواقع في "أولسان"، الواقعة على بعد 414 كيلومترا جنوب شرق سيول، اعتباراً من أمس الثلاثاء.

وأضاف: "تجري الشركة واتحاد العمال مشاورات من أجل التعليق المحتمل لخطوط إنتاج إضافية في مصانع أولسان الأخرى، وهذا يتوقف على التطورات المستقبلية لفيروس كورونا".


ولدى هيونداي سبعة مصانع في كوريا الجنوبية خمسة منها في "أولسان"، و10 مصانع في الخارج، أربعة منها في الصين، ومصنع واحد في كل من الولايات المتحدة والتشيك وتركيا وروسيا والهند والبرازيل. وتصل السعة الإنتاجية لجميع المصانع إلى 5.5 ملايين سيارة.

كما بدأت كيا موتورز، التي تمتلك هيونداي 34 في المائة منها، في خفض الإنتاج في مصانعها في "هواسونغ" و"كوانغ جو" خارج سيول لنفس الأسباب، وفقًا لاتحاد العمال. ولم تقدم الشركة تفاصيل حول تعليق خطوط التجميع.


ولدى كيا ثمانية مصانع محلية، وسبعة مصانع في الخارج، ثلاثة في الصين، ومصنع في كل من الولايات المتحدة وسلوفاكيا والمكسيك والهند، وتصل سعتها الإنتاجية إلى 3.84 ملايين سيارة.

وتشكل هيونداي وكيا سويا، خامس أكبر منتج للسيارات في العالم من حيث المبيعات، وتشعر الشركتان بالقلق من النقص الكبير في أجزاء السيارات الواردة من الموردين الكوريين في الصين.


وقد تؤدي الآثار الناجمة من انتشار كورونا، إلى توجيه ضربة أخرى للشركتين اللتين عانتا من انخفاض المبيعات في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب التوترات السياسية بين سيول وبكين، في أعقاب نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي المتطور "ثاد" في كوريا الجنوبية في عام 2017.


وكانت مبيعات الشركتين قد انخفضت بنسبة 22 في المائة في الصين العام الماضي 2019، لتصل إلى 909 آلاف وحدة، مقارنةً بمليون و161 ألف وحدة في العام السابق له.

وفي إبريل/نيسان من العام الماضي، أغلقت هيونداي أحد مصانعها الخمسة في الصين، كما أوقفت كيا أحد مصانعها الثلاثة هناك بسبب انخفاض الطلب. وامتدت الأضرار الاقتصادية إلى العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية في كوريا الجنوبية، لا سيما المرتبطة بعمليات إنتاج في الصين والتصدير.


وقال كيم يونغ بوم، نائب وزير المالية، في اجتماع مع كبار المسؤولين الاقتصاديين والماليين، أمس، إنه من المتوقع أن يكون للفيروس تأثير سلبي على الاقتصاد الكوري، مضيفا: "إذا زاد التقلب في الأسواق المالية وأسواق العملات، فسوف تتخذ السلطات تدابير لتحقيق الاستقرار بسرعة وحزم"

وحذر كيم، من التلاعب في أسعار كمامات الوجه الواقية، قائلا إن الحكومة سوف تعاقب هؤلاء الذين يتلاعبون في الأسعار مع تزايد الطلب على كمامات الوجه الواقية.


وسجلت كوريا، حتى أمس، نحو 16 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس الجديد، الذي ظهر في مدينة ووهان التابعة لمقاطعة هوبي وسط الصين، وأودى بحياة أكثر 420 شخصاً، وفق السلطات الصينية.

وفرضت كوريا الجنوبية، ابتداء من أمس، حظرا مؤقتاً على دخول الأجانب الذين زاروا مقاطعة هوبي خلال 14 يوما من ظهور الوباء. وأقرت 8 شركات كورية جنوبية للخطوط الجوية تعليق الرحلات في 41 خطاً جويا بين كوريا الجنوبية والصين، اعتباراً من الاثنين الماضي.


وكانت شركات الخطوط الجوية تشغل الرحلات في 100 خط بين البلدين قبل انتشار الفيروس القاتل، فيما يتوقع مراقبون أن توقف الشركات رحلاتها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، نظرا لإمكانية اتخاذ الحكومة إجراءات إضافية لفرض قيود على زيارة رعاياها إلى الصين.

وتخشى صناعة الطيران التعرض لأضرار تتجاوز ما تكبدته، خلال أزمة فيروس سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) عند تفشيه في الصين عام 2003.

المساهمون