كورونا يؤدي إلى انخفاض الطلاق في اليابان

08 سبتمبر 2020
نزهة عائلية بالكمامات في طوكيو (توموهيرو أوشومي/ Getty)
+ الخط -

مع بدء الدعوات الجدية في اليابان للبقاء في المنازل بهدف احتواء فيروس كورونا الجديد، ما بين مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، اعتقد كثيرون أنّها مسألة وقت قبل أن يبدأ السكان "المحبوسون" في منازلهم بالانفجار، لا سيما لناحية تواجد الأزواج والزوجات بعضهم مع بعض طوال الوقت، وما يمكن أن يسببه هذا من ضغوط.
وهكذا، أشارت التوقعات إلى أنّ معدلات الطلاق سترتفع، تبعاً للنشاط الكبير الجاري في المنازل، سواء بالنسبة لعمل الأهل عن بعد، أو بقاء الأطفال الذين توقفت مدارسهم داخل جدران المنازل. ونشرت وسائل إعلام يابانية عدة مقالات تشير إلى "طلاق كورونا" الحتمي، مشيرة إلى أنّ عدداً كبيراً من الأزواج سينهون علاقتهم بعدما سئموا من عدم قدرتهم على الابتعاد بعضهم عن بعض.
لكنّ ذلك لم يحصل، وفقاً لتقرير من موقع "جابان توداي" فقد أصدرت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية اليابانية إحصاءاتها الأخيرة، والتي تعود إلى الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2020. وكان هناك ما مجموعه 100.122 حالة طلاق خلال تلك الفترة. الرقم يبدو كبيراً للوهلة الأولى، لكنّه في الواقع أقل بمقدار 10.923 حالة عن الفترة نفسها من العام الماضي، أي إنّ الطلاق انخفض بنسبة 9.8 في المائة.
لكن، ما سرّ ذلك؟ كيف انتهت التوقعات بارتفاع عدد وقائع الطلاق إلى انخفاضها؟ اقترح ناشطون يابانيون على الإنترنت، بعض الاحتمالات المفسرة لهذا الانخفاض، فقال أحدهم: "إذا لم يتمكن الزوجان من الخروج، فهذا يعني مزيداً من الوقت المتاح للجنس في المنزل". قال آخر في السياق نفسه: "أشعر كأنّنا سنحصل على طفرة مواليد كورونا، بدلاً من طفرة الطلاق التي كانت متوقعة". وقال ثالث: "العمل في المنزل يسمح بتواصل أفضل ومزيد من الوقت معاً، لذلك فإنّ الانخفاض منطقي".

يمكن أن تكون هذه التفسيرات منطقية إذ ظهرت قصص من حول العالم، تشير إلى أنّ الحجر الصحي جعل أزواجاً مبتعدين عن بعضهم يقعون في الحبّ مرة أخرى بسبب الحجر المنزلي معاً. مع ذلك، كان لممثل الوزارة موقف أكثر واقعية بشأن معدل الطلاق المنخفض، إذ قال: "جميع أنشطة المجتمع مغلقة في الوقت الحالي، لذلك ربما يكون هناك كثير من الأزواج ينتظرون عودة الحياة إلى طبيعتها قبل أن يباشروا إجراءات طلاقهم".
هو تفسير أقل رومانسية بكثير، فهل ستكون هناك طفرة طلاق لاحقاً أم طفرة مواليد؟ الإحصاءات المقبلة ستجيب.

المساهمون