كندا... محاولة لإطلاق تلفزيون عربي

18 مارس 2019
درويش.. محاولة تأسيس تلفزيون عربي مهجري في كندا(العربي الجديد)
+ الخط -
حين أسس الفلسطيني - الكندي، درويش مصطفى أحمد، مجلة "كندا والعرب" وأطلق محطة "التلفزيون العربي - الكندي"، كانت اللغة العربية مركز اهتمامه للحفاظ عليها بين أبناء المجتمع العربي في ديار المهجر، وخصوصا لدى الجيل الأول من مهاجري هذا البلد.

ويذكر الزميل درويش لـ"جاليات"، أن الفكرة ظلت قائمة لسنوات "إلى أن طبقت قبل عامين، وحازت بعد خروجها إلى النور على إقبال أبناء الجاليات العرب، من خلال سمتها الثقافية والاجتماعية التي تحملها". ويضيف أنها "لا تمثل أي تيار سياسي أو ديني، وتوزع مجانا في مقاطعة مونتريال، ونحن نسعى إلى إيصالها لمقاطعات أخرى، منها مقاطعة أونتاريو". وتعتمد مجلة "كندا والعرب" على الإعلانات "وما يوفر الأعباء المالية أني أملك المطبعة، وهو ما خفف عنا مصاريف سابقة لشرائها".

وعن أهمية وجود إعلام عربي في كندا، يبين درويش أن كثيرين من أبناء الجيل الأول من المهاجرين رغب دائما بمتابعة أخبار ونشاطات مجتمعه المحلي باللغة الأم "وهذا جزء مهم من الحفاظ على هويتنا ولغتنا الأم، وكذلك فإن الجيل الثاني من أبناء المهاجرين يتابع هذه المجلة ولكن ليس مثل الجيل الأول، لأنهم يستسهلون القراءة باللغتين الإنكليزية والفرنسية، ومع هذا فهي بالنسبة لهم فرصة جديدة لقراءة الحرف العربي والتعود عليه، ولأجل ذلك أيضا أصدرنا مجلة ألف باء لتعليم الأطفال اللغة العربية، وهذه موجهة ليس للأطفال العرب الذين تعلموا العربية قبل الوصول لكندا وإنما للأطفال الذين لا يعرفون العربية وولدوا بكندا".


ويرى أن الإعلام العربي المرئي في كندا لم يتطور رغم تزايد نسبة العرب المهاجرين وأجيال الهجرة القديمة. ويعتقد درويش أنه "على عكس الدول الأوروبية، حيث تنتشر قنوات ناطقة بالعربية، فإن كندا ليس فيها قناة عربية. لقد جرت محاولات شبابية لم تستمر، لصعوبة إيجاد داعمين للقناة دون فرض رأيهم بما لا يتناسب مع حرية الإعلام، ما أدى لتوقف تلك التجارب".
وعن فكرة إطلاق "التلفزيون العربي الكندي"، يذكر درويش أنه "قررنا اعتماد التمويل الذاتي للابتعاد عن تأثير الممولين، لأننا قناة حيادية لا تحمل أي طابع ديني أو سياسي". ويردف بالقول "كانت انطلاقتنا للبث المباشر على مدى أربعة وعشرين ساعة منذ حوالي أربعة أشهر، واليوم وصلنا إلى حوالي 10 آلاف مشاهدة يوميا على نطاق أميركا الشمالية، ووصلنا اليوم أيضا إلى أن الجهات الرسمية الكندية أصبحت تحرص على توجيه الدعوات الرسمية لقناتنا لحضور الأنشطة المختلفة لتغطيتها صحافيا من قبل قناتنا على نطاق مقاطعة كيبيك، كون مقر التلفزيون في هذه المقاطعة". 

أما عن طبيعة البرامج المقدمة في هذه القناة، فيقول درويش إن "برامجنا منوعة وموجهة لكل أبناء المجتمع العربي في كندا، وللقادمين من مختلف الدول العربية ولمختلف الأعمار، ولدينا برامج باللغة العربية الفصحى إضافة إلى برامج باللهجات العربية المختلفة، مثل السورية واللبنانية والعراقية والفلسطينية والمغربية، ولدينا الآن عشرة برامج بدأنا ببثها في منتصف شهر فبراير/ شباط".
ويضيف أن هناك برامج أخرى، مثل "نقطة على السطر، وهو برنامج حواري، وبرنامج خليك مع ريتا، وشوف (أنظر) وجرب، وأيضا برنامج (اي سناب)، وصباح الخير كندا، وبرامج أخرى رياضية وإخبارية".

وختاما يرى درويش أن فكرة إطلاق مشروع إعلام عربي مكتوب ومرئي في كندا "هي نابعة من حرصنا على الحفاظ على موروثاتنا وتقاليدنا وثقافتنا العربية، إضافة إلى الحفاظ على لغتنا الأم وهي اللغة العربية، لأن كندا تحرص على أن يندمج كل المهاجرين إليها مع مجتمعهم الكندي، ولكنهم قادرون في الوقت نفسه على الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم الأم"، استنادا إلى ما يرى أنه توجه تعتبره كندا "وسيلة مهمة لتحقيق مجتمع قوي ومتماسك، ولهذا تدعم الحكومة الأنشطة المختلفة والفعاليات والمهرجانات التي يقيمها المهاجرون، ومنهم أبناء الجالية العربية، حيث تتلقى الأنشطة والمهرجانات العربية دعما من قبل الحكومة".

دلالات
المساهمون