07 نوفمبر 2024
كلاب الحراسة
بعد ثورة 25 يناير في مصر، وسقوط حسني مبارك، رأس النظام، أدرك النظام أن مبارك كان محقا بعض الشيء في اختياره بعض بقايا الأيديولوجيات القديمة التي كان يفتح لهم بوتيكات تسمى زورا أحزابا، وكل آنٍ يستعين ببعض عيالها، لوضعهم في الحديقة الخلفية لمؤسساته الصحافية، ولو حتى من غير عملٍ يسند إليهم، مع بالطبع ربطهم بالسلاسل في الأشجار، واستثمار أساتذتهم في المراكز العليا واجهة، بعدما خلّصوا أيديولوجياتهم من قيم العدالة، وانطلقوا بها طويلا إلى فكرة ما بعد الحداثة وغموض العالم وصعوبة تفكيكه، وخصوصا بعد سقوط جدار برلين.
ظل دكتور محمد سيد السعيد أمينا لفكرته، ومخلصا حتى مات كمدا، وبقسوة من مبارك لفظية، حتى تكالب عليه السرطان، وظلت الكلاب الصغيرة في حديقته الخلفية بلا عمل، والكلاب الكبيرة التي فقدت أنيابها زادت في غموض تفكيكها العالم، وزادت أيضا في تعيين جرائها من بوتيكات مبارك في أقسام الحوادث والأزياء والرياضة وعصافير الجنة وبهارات المطابخ وفريقه القومي لكرة القدم، حتى جاءت ثورة يناير.
بعدما لملم النظام شمل نفسه، بعد هول الضربة في يناير، أدرك أنه تعامل مع كلاب البوتيكات ببعض الاستهانة في أواخر أيام مبارك، وكأنه راجع نفسه بعض الشيء، وراجع أيضا أساليبه القديمة في التعامل مع "عيال بوتيكات الأحزاب"، وخصوصا بعدما وجدهم قد تغلغلوا في كل مؤسسات مصر الصحافية والإعلامية والمدنية أيضا. كان محمد مرسي قد صار رئيسا، وبدأت العدة تعد للتخلص منه خلال شهور، بحجّة أن مصر ستتحول دولة دينية.
فكّر نظام مبارك في أعداد هؤلاء، فوجدهم محصولا كبيرا في كل النقابات والمؤسسات الصحافية والإعلامية والمدنية وماسبيرو، فبدأ بهم الثورة على مرسي، مع قافلة كتّاب دولة مبارك وأصحاب الجوائز والامتيازات، واجهة، وأضمر داخله فكرة القضاء على الثورة نهائيا، وشمّر الجميع لإزاحة مرسي، خوفا بالطبع على مصر المدنية التي كانت في الواجهة، فكيف تسعى إلى مصر المدنية، وأنت، في الوقت نفسه، ترميها هديةً في حجر عساكرها. وتلك، بالطبع، شيمة تحتاج لعلاج من مرض عضال، يعاني منه المثقف، للأمانة، في كل دول العالم الثالث أجمع ومصر، خصوصا، من 1952 إلى الآن، قل لضعف القوى التي تسمّي نفسها مدنية، أو لكاريزما ناصر التي مازالت مهيمنةً على المعادلة كلها، برمزيته التي فجرت المجرى الأول لهذا المرض العضال ما بين المثقفين والنخبة عامة، أو قل للمكايدة القديمة والنكاية وتصفية الحسابات القديمة مع تنظيم الإخوان المسلمين منذ 1928. وبالطبع، سوف يكون حزب الوفد، العدو التقليدي، واليسار من أعلام المناصرين، وداعمي تلك المكيدة، حتى وإن صبت الغنائم في حجر الجيش، وبقايا فلول الناصرية في وجه المكيدة وتصفية الحساب أيضا.
أدرك نظام مبارك خيوط المكيدة، ومسكها وعرف اللعب على كل خيوطها وتناقضاتها، تكونت الجبهات والأحلاف، الإنقاذ، والمستقل، والشعبي، والأناركي، والأمني والعسكري، من وراء ستار بالطبع، يعطي التأمين للجميع، ثم كان رأس المشهد في 30/6 (ثلاثة وزراء داخلية يدا بيد)، طبعا المشهد يحتاج لمحمود شكوكو (ثلاثة وزراء داخلية على رأس ثورة)، ولا أعرف لو كان شكوكو ماذا سوف يغني ساعتها، وأعدّوا الرقص والتكاتك، فانطلقت "تسلم الأيادي والرقص"، ثورة بطعم الرقص، فلقد حصلت الثورة على نصيبها من الدم، قبل أن تحدث على الأرض في شارع محمد محمود واستاد بورسعيد وغيرهما. وبذلك، انتهت بيضاء بعد غروب الشمس بساعات، فهل كان الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي يرى ذلك كله قبل أن يحدث حينما قال من سنوات: كلاب الحراسة لا يكثر عددها إلا في العواصم التي ليس فيها شيء يستحق أن يحرس، وليس فيها شيء يستحق أن يؤخذ.
بعدما لملم النظام شمل نفسه، بعد هول الضربة في يناير، أدرك أنه تعامل مع كلاب البوتيكات ببعض الاستهانة في أواخر أيام مبارك، وكأنه راجع نفسه بعض الشيء، وراجع أيضا أساليبه القديمة في التعامل مع "عيال بوتيكات الأحزاب"، وخصوصا بعدما وجدهم قد تغلغلوا في كل مؤسسات مصر الصحافية والإعلامية والمدنية أيضا. كان محمد مرسي قد صار رئيسا، وبدأت العدة تعد للتخلص منه خلال شهور، بحجّة أن مصر ستتحول دولة دينية.
فكّر نظام مبارك في أعداد هؤلاء، فوجدهم محصولا كبيرا في كل النقابات والمؤسسات الصحافية والإعلامية والمدنية وماسبيرو، فبدأ بهم الثورة على مرسي، مع قافلة كتّاب دولة مبارك وأصحاب الجوائز والامتيازات، واجهة، وأضمر داخله فكرة القضاء على الثورة نهائيا، وشمّر الجميع لإزاحة مرسي، خوفا بالطبع على مصر المدنية التي كانت في الواجهة، فكيف تسعى إلى مصر المدنية، وأنت، في الوقت نفسه، ترميها هديةً في حجر عساكرها. وتلك، بالطبع، شيمة تحتاج لعلاج من مرض عضال، يعاني منه المثقف، للأمانة، في كل دول العالم الثالث أجمع ومصر، خصوصا، من 1952 إلى الآن، قل لضعف القوى التي تسمّي نفسها مدنية، أو لكاريزما ناصر التي مازالت مهيمنةً على المعادلة كلها، برمزيته التي فجرت المجرى الأول لهذا المرض العضال ما بين المثقفين والنخبة عامة، أو قل للمكايدة القديمة والنكاية وتصفية الحسابات القديمة مع تنظيم الإخوان المسلمين منذ 1928. وبالطبع، سوف يكون حزب الوفد، العدو التقليدي، واليسار من أعلام المناصرين، وداعمي تلك المكيدة، حتى وإن صبت الغنائم في حجر الجيش، وبقايا فلول الناصرية في وجه المكيدة وتصفية الحساب أيضا.
أدرك نظام مبارك خيوط المكيدة، ومسكها وعرف اللعب على كل خيوطها وتناقضاتها، تكونت الجبهات والأحلاف، الإنقاذ، والمستقل، والشعبي، والأناركي، والأمني والعسكري، من وراء ستار بالطبع، يعطي التأمين للجميع، ثم كان رأس المشهد في 30/6 (ثلاثة وزراء داخلية يدا بيد)، طبعا المشهد يحتاج لمحمود شكوكو (ثلاثة وزراء داخلية على رأس ثورة)، ولا أعرف لو كان شكوكو ماذا سوف يغني ساعتها، وأعدّوا الرقص والتكاتك، فانطلقت "تسلم الأيادي والرقص"، ثورة بطعم الرقص، فلقد حصلت الثورة على نصيبها من الدم، قبل أن تحدث على الأرض في شارع محمد محمود واستاد بورسعيد وغيرهما. وبذلك، انتهت بيضاء بعد غروب الشمس بساعات، فهل كان الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي يرى ذلك كله قبل أن يحدث حينما قال من سنوات: كلاب الحراسة لا يكثر عددها إلا في العواصم التي ليس فيها شيء يستحق أن يحرس، وليس فيها شيء يستحق أن يؤخذ.