يُعدّ مهرجان "بوي بومبا" الفولكلوري، احتفالاً شعبياً يُقامُ سنويّاً في مدينة "بارينتن" البرازيلية في إقليم الأمازون، وهو ثاني أكبر مهرجان سنوي في البرازيل، بعد كرنفال ريو دي جانيرو الشهير.
يقام المهرجان لمدة ثلاثة أيام في شهر يونيو/حزيران، ويستعيد فيه المشاركون أسطورة محليّة، تتبارى فيها العديد من الفرق المشاركة في إعادة تمثيلها على خشبات مسرح مُعدَّة في الشوارع والساحات، وكلُّ فريقٍ عليه أن يحكي الموضوع بشكل مطول، ومثير أمام حشد من آلاف المشاهدين.
تترجم كلمة "بوي بومبا" محلياً إلى "ضرب الثور"، والأسطورة الشعبية التي يتمحور حولها المهرجان تروى في شمال شرق البرازيل، حيث تختلط موجات الثقافة فيه بين "الإنديجنوز" وهم شعب الأمازون، والمستعمرين البرتغاليين، والكاثوليكية.
وأثناء "البوي بومبا" تُحكى القصة شفاهة، كما تُؤدّى على مسرحٍ ضخمٍ، وتنطلق أفواج من المسيرات المتدفّقة في الشوارع، وتُحمَل الهياكل والتماثيل العملاقة، ويشارك مئات الفنانين بملابس معبرة عن شخوص القصة.
وتشير الأسطورة إلى أنّ الرجل باي فرانسيسكو، والمرأة ماي كاتاريا، زوجان فقيران، حَمِلت ماي بطفل، وقد سبب ذلك لها وحماً واشتهاءً حاداً للحم لسان البقر. ومن أجل إرضاء شهيتها ووحمها وإنزال السكينة في بيتهم؛ يسرق زوجها باي الثورَ الثمين المدعو "بوي" المملوك لأحد المزارعين الأثرياء، كي يحصل لزوجته على طبق اللحم المطلوب.
وبعد أن يُذبح الثور تُكتشف الجريمة بواسطة أحد المزارعين، فيلقى القبض على باي فرانسيسكو. تتدخّل الكاهنة، وبطريقة سحرية، يتم إعادة الثور المذبوح للحياة، ويصل الجميع إلى النهاية السعيدة.
في المنطقة ذاتها، تقام عدة مهرجانات صغيرة للاحتفاء بذات القصة ولاستثمارها، ولكنها أقرب لمسيرات صغيرة في الشوارع، بينما في مهرجان بارينتين يتطوّرُ الأمر تماماً، إذ يتبارى فريقان كلٌّ على مسرحه الكبير، فريق "كابريتشوسو" ضد فريق "جارانتيدو".
ثور الفريق الأول، لونه أسود مع نجمة زرقاء على جبهته. وثور الفريق الثاني، أبيض مع قلب أحمر على جبهته. وتنعكس ألوان الثورين على الجماهير المشاركة في المهرجان، وكل منهم يصرخ ويهتف لفرقته الخاصة وعارضيها، الولاءات في المسابقة قوية للفرق ولكنها في جو ودّي.