وأوضح النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية، فاتح داراغايي، لـ"العربي الجديد"، أن "الفترة الماضية شهدت ركوداً سياسياً بين الكتل الكردية، بشأن قانون انتخاب رئيس الإقليم، بسبب أجواء شهر رمضان الفضيل وعطلة عيد الفطر"، موضحاً أن "أغلبية الكتل، ومنها الإسلامية والاتحاد الوطني وحركة التغيير، لا تزال على موقفها حول ضرورة تغيير النظام الرئاسي".
وكانت كل من حركة التغيير الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية، قد أعلنوا، في وقت سابق، تأييدهم لإقامة نظام برلماني في إقليم كردستان، وقدموا أربعة مشاريع بخصوص تعديل قانون رئاسة الإقليم.
وفي المقابل، أكد عضو التحالف الكردستاني، حميد بافي، أن "المشكلة السياسية في إقليم كردستان العراق تتعلق بطريقة الاستفتاء على الرئيس وصلاحياته".
وأضاف في تصريحات صحافية أن "رئيس الإقليم مسعود البارزاني له حق الترشّح للرئاسة مرة أخرى، لأن الدورتين اللتين ترأسهما كانتا وفق اتفاقات سياسية بسبب عدم طرح الدستور للاستفتاء، وإذا ما تم طرحه فإن جميع القوانين سيتم اعتمادها وفقا لمواده، ومنها مسألة الرئاسة"، مشيراً إلى أن "الحزب الديمقراطي وبعض الأحزاب الكردية الأخرى تصر على تضمين الدستور مادة تنص على أن يكون انتخاب الرئيس من قبل الشعب بصورة مباشرة، وأن يتمتع بصلاحيات واسعة، منها عسكرية ودبلوماسية. في حين أن الاتحاد الوطني وحركة كوران وبعض الأحزاب الإسلامية تريد انتخاب الرئيس من خلال البرلمان، وأن يكون المنصب تشريفيا خاليا من الصلاحيات التنفيذية".
اقرأ أيضاً:كتل كردية ترفض تجديد ولاية البارزاني "الديكتاتور"
وتتهم معظم الأحزاب الكردية، البارزاني، بمحاولة الاستئثار بالسلطة، بينما تدعم أحزاب أخرى ترشحه لفترة رئاسية ثالثة.
ورأى المحلل السياسي العراقي، أحمد الأبيض، في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الإقليم مهدد بالعودة إلى مرحلة الإدارتين، بسبب الجدل المتصاعد بشأن مساعي البارزاني لتجديد ولايته"، موضحاً أن "أوضاع الإقليم هذه الأيام مقلقة للغاية، مع تزايد خلافات القوى السياسية بشأن موضوع رئاسة الإقليم".
ولفت الأبيض إلى أن "الخلافات قد وصلت إلى مستوى خطير، ما ينذر بعودة انقسام الإقليم إلى إدارتين، إذ عمق الجدل في هذا الصدد الخلاف بين الأطراف الكردية، التي لم تتوافق على آلية لحسم هذا الموضوع الذي يهدد مستقبل الإقليم، حيث عقد برلمان إقليم كردستان، في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي جلسته الاعتيادية، والتي طرح فيها مشروع قانون يقضي بتحويل نظام الرئاسة في الإقليم من رئاسي إلى برلماني".
وأضاف أن "صراعا بدأ بعد إصرار الحزب الديمقراطي الكردستاني على بقاء بارزاني رئيساً، متذرعاً بتعقيدات الوضع العام والحرب، حتى إن أعضاء الحزب يعتبرون أن زعيمهم بات يحمل نوعاً من الحصانة، التي تضعه في مكانة تفوق حتى كرسي رئاسة الإقليم".
لكنّ أحزابا أخرى "ترفض حصانة البارزاني، وتتمسك بالعملية الديمقراطية في الإقليم، وتطالب بإجراء انتخابات الرئاسة، وعدم التهاون في الموضوع"، طبقاً للأبيض.
اقرأ أيضاً:بارزاني: يجب أن نحصل على حقوقنا بأنفسنا