كرة الأزرار: من لعبة إلى رياضة تنافسيّة تثير الجنون

تُلعب بأقراص دائرية على طاولة خضراء تُشبه أرضية الملعب لكنها من خشب، يتنافس فيها لاعبون من أجل تحقيق الفوز، نقل المعركة الكروية من المستطيل الأخضر إلى الطاولة، وهي لعبة برازيلية الأصل لا يفهمها ولا يتقنها إلا أبناء شاطئ ريو ومدن "السيليساو"، إنه تقليد برازيلي متوارث ولعبة موروثة من الأباء والأجداد، إنها اللعبة التي تنقل واقعية كرة القدم إلى لعبة تمثيلية حماسية، إنها لعبة "كرة قدم الأزرار".

بدأت الحكاية في البرازيل منذ سنوات طويلة، حيثُ كان كل أب يقوم بشراء علبة طاولة لابنه من أجل أن يتابع مسيرته عندما يموت ويتعلم أسلوب وقوانين هذه اللعبة، وتم اختراعها في البرازيل من أجل نقل الحماس الكروي إلى هذه الطاولة، وتشهد المدن البرازيلية على بطولات مُميزة، من أجل نقل عشق لعبة كرة القدم إلى الطاولة مباشرة، لتتحول من لعبة إلى رياضة تثير الجنون، ويصدر عنها نفس المشاعر التي تنتج عن اللعبة الحقيقية التي تُلعب على العشب الأخضر.

وتُعتبر لعبة "أزرار الكرة" محاكة لواقع كرة القدم الحقيقية التي أصبحت اللعبة الشعبية الأولى في العالم، حيثُ تُلعب بأقراص تنتشر على طاولة خشبية مطلية بالأخضر لتمنح اللاعب نفس الحضور وكأنه يلعب على المستطيل الأخضر الكروي، وتُمثل هذه الأقراص اللاعبين المتواجدين على أرض الملعب، والذين يتحكم بهم كل لاعب من أجل الوصول إلى شباك منافسه، ومحاولة الفوز بالمباراة، ونشأت هذه اللعبة في البرازيل وانتشرت في معظم الدول الأوروبية وخصوصاً في المجر.

نشأة "كرة الأزرار"
بدأت هذه اللعبة في البرازيل على يد صبي مراهق يُدعى جيرالدو ديكورت الذي كان يلعبها في باحة المدرسة، إذ كان يستعمل "الأزرار" الموجودة على الثياب، ثم صنع هو الطاولة المخصصة لهذه اللعبة وأطلق عليها إسم "سيلوتيكس"، وذلك نظراً للمادة التي استعملها لصناعة هذه الطاولة، وبعد ذلك لم يرض ديكورت إلا وأن ينشر هذه اللعبة حتى تحول من مراهق، إلى منظم بطولات رياضية، حتى تحولت إلى مهنته الأولى والأخيرة طوال حياته.

وفي العام 1962 تم إنشاء اتحاد باوليستا للعبة كرة الأزرار، وحتى اليوم هناك الكثير من الأندية التي تُشارك في بطولات مختلفة على طول الأراضي البرازيلية، في وقت يقول البعض الآخر أن المجر هي البلد المنشأ لهذه اللعبة، التي أطلقها بعض مراهقي المدرسة في العام 1900، حيثُ كانوا يلعبون بأزرار معاطف الصوف التي تقي من البرد، في المقابل أخذت لعبة "كرة الأزرار" بالانتشار في منتصف الخمسينيات، وبدأت عمليات التطوير لناحية طاولة اللعب والأدوات المستعملة خلال المباريات.

المعدات المستعملة في اللعبة
تُلعب هذه اللعبة على طاولة منحوتة على شكل ملعب كرة قدم حقيقي، حيثُ يضع اللاعبون الأقراص على خشبة مسطحة، مع وضع المعايير الدولية المنصوص عليها لناحية المساحة المُحددة للملعب، ويبلغ طول هذه الطاولة حوالي 1,84 متر في وقت أن عرضها يصل إلى حوالي 1,20 متر، ويبلغ عرض المرمى حوالي 12,5 سنتم وطوله عن الأرض حوالي خمسة سنتم.

وبالنسبة للاعبين الموجودين على الطاولة فيتألفوا من 11 زراً ومن بينهم حارس المرمى الذي يكون على شكل مكعب يصد المرمى، ويتألف كل فريق من 10 أزرار مع حارس المرمى، في وقت عندما تنطلق صافرة إنطلاق اللقاء، يوزع كل لاعب الـ 11 زراً على طريقة توزيعهم في تكتيك تشكيلة كرة القدم الحقيقية، ولا يمكن تغيير شكل الأزرار الممثلين باللاعبين إذ أن شكلها الدائري لا يتغير.

قوانين "كرة الأزرار"
تختلف قوانين هذه اللعبة بين كل دولة وحتى المدن المختلفة، لكن القوانين المتفق عليها والأساسية معروفة ولا يمكن تغييرها، وهناك قانونان مشهوران في البرازيل والمجر، إذ أن قانون الـ 12 لمسة معروف بأن شوط المباراة ينقسم بين عشرة دقائق و15 دقيقة، ويحصب كل لاعب على 12 لمسة في كل مرة يأتي دوره، ويسمح هذا القانون للاعبين بتكتيك هجومي أكثر من دفاعي، إذ يسمح بالتسديد مباشرة وتسجيل الأهداف، وهذا هو القانون الأكثر شيوعاً.

ثم يأتي القانون الثاني المعروف بـ "ثلاث لمسات"، حيثُ أن توقيت الشوط هو 25 دقيقة ويملك كل لاعب ثلاث لمسات فقط للوصول إلى المرمى وتسجيل الهدف ممنوع إلا من بعد أن يتم لمس الكرة عبر تمريرة، وهذا القانون يحدُ من العشوائية في اللعبة، إذ يحتاج كل لاعب إلى كثير من التركيز على الطاولة قبل كل خطوة.