كتارا: أكبر جائزة للرواية العربيّة

الدوحة

أنس أزرق

avata
أنس أزرق
20 أكتوبر 2014
6138F3F3-F94C-4287-9A9A-A3EFF73C2611
+ الخط -
تبدأ أول الشهر المقبل، تشرين الثاني/ نوفمبر، أعمال لجان التحكيم لجائزة كتارا للرواية العربية، وهي جائزة سنوية سيقام حفلها السنوي الأول في العاصمة القطرية الدوحة يوم 30 آذار 2015.
الجائزة أطلقها الحي الثقافي بكتارا وستمنح خمس جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل فائز برواية مطبوعة، وخمس جوائز بقيمة 30 ألف دولار لكل فائز برواية غير مطبوعة، يضاف إليها اختيار عمل من الاعمال العشرة الفائزة لتحويله لعمل درامي تلفزيوني أو سينمائي يمنح صاحبه، بالإضافة للجائزة الأساسية، مئتا ألف دولار لشراء حق تحويل العمل ومن ثم إنتاجه الذي تتكفّل الجائزة به أيضاً.
ستقوم الجائزة أيضاً بطباعة الاعمال غير المنشورة وترجمة الروايات الفائزة الى خمس لغات وتسويقها في العالم.
وللجائزة شق قطري محليّ، حيث سيتم اختيار اثني عشر روائياً من الشباب القطري لتدريبهم بورشات عمل مع المختصين وكبار الروائيين العرب والعالميين.
مشاريع الجائزة طموحة، ومنها إقامة مركز للرواية العربية يضم مكتبة للروايات ومعرضاً لها وطباعة إصدارات تتعلّق بالرواية العربية واولها "دليل الروائيين العرب".
أسئلة كثيرة تدور بالأذهان حول قيمة الجوائز وأهميتها، وقبل ذلك حول دوافع واهداف هذه الجائزة ومنافستها للجوائز الأخرى ولا سيما بوكر العربية، ولماذا تقوم دولة قطر بإنفاق هذا المال الكثير على الرواية العربية، إذ تبلغ قيمة الجوائز فقط 650 ألف دولار أميركي كل عام، فضلاً عن إنتاج العمل الدرامي والمشاريع الأخرى.
توجّهنا بأسلتنا الى المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، خالد عبد الرحيم السيد، والذي أجاب على الأسئلة، الجادة أحياناً، بمودة كبيرة.

ـ أستاذ خالد هل لك أن تعرّف هذه الجائزة؟
جائزة كتارا للرواية العربية جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي ـ كتارا في بداية العام 2014، بهدف ترسيخ حضور الروايات العربية المتميّزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين في ظل انشغال الشعوب العربية وانشغال الأنظمة العربية بما يحصل، سياسياً وامنياً، بثورات الربيع العربي، ما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وتفعيل دور الثقافة في الحياة العامة.
‬- ما الذي يميّز جائزتكم عن الجوائز الأخرى؟
أولاً، نحن مكمّلون لكل الجوائز ولا تنافس بيننا وبينهم، بل على العكس نريد التعاون، وهذا ما حصل بين جائزة كتارا وجائزة البوكر.
ثانياً، نحن وضعنا فئتين، فئة الروايات المنشورة والروايات غير المنشورة. ولأول مرة يتم إدراج الروايات الغير منشورة، والهدف دعم الروائيين الجدد، وغالباً هم من الشباب، بنشر الرواية حتى بالنسبة لنسبة التناسب مع عدد الروايات التي استلمناها، وهذا أيضاً رقم جديد. اليوم وصلنا إلى 330 رواية تقريباً، 300 رواية غير منشورة و130 رواية منشورة.
التميّز الآخر بينها وبين الجوائز الأخرى أنها الجائزة الوحيدة التي يتم من خلالها تحويل العمل الروائي إلى عمل درامي، وجاءت هذه الفكرة من أن معظم الروايات في فترة الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات انتشرت من خلال الدراما، حتى في الغرب نرى أكثر الروايات مبيعاً هي تلك التي تتحوّل إلى عمل درامي أو سينمائي، فكانت الفكرة أن ندعم الارتباط بين الرواية وبين العمل الدرامي. سنختار أفضل خمس روايات منشورة وأفضل خمس روايات غير منشورة، ثم تتم المنافسة بين الروايات العشر لاختيار أفضل رواية يمكن تحويلها إلى عمل درامي.
وأيضاً نحن نختلف عن الجوائز الأخرى أنه لا يوجد لدينا أول وثان وثالث. الروايات الفائزة ستأخذ القيمة نفسها وستكون 60 ألف دولار لكل كاتب بالنسبة للروايات المنشورة و30 ألف دولار للروايات غير المنشورة.
ـ إذاً، الرواية التي ستحوّل الى عمل درامي سيتم اختيارها من الاعمال العشرة الفائزة؟
نعم، المرحلة الأخيرة من المسابقة هي تحويل رواية إلى عمل درامي، وسيتم اختيار العمل الأفضل لذلك، وسيعطى صاحبه مبلغ 200 ألف دولار كحقوق استخدام الرواية في عمل درامي.

هل ستقومون بنشر الروايات غير المطبوعة؟
نعم، وهناك جوائز أخرى يتعلق معظمها بالروايات الغير منشورة حيث يتم توقيع اتفاق مع الكاتب كي نستطيع نشر وتسويق الرواية مقابل مبلغ سنوي يُعطى للكاتب، وكذلك ستتم ترجمة جميع الروايات إلى خمس لغات، هي الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والهندية.
ـ ستغلقون استلام الروايات آخر هذ الشهر؟
نعم، نهاية شهر أكتوبر/ (تشرين الأول) سيكون آخر يوم لاستلام جميع الروايات، وحتى الآن تم تسجيل 330 رواية من بلدان مختلفة، ولكن الكم الأكبر من مصر، السعودية، الجزائر، سورية والعراق.
‫- هل شكلتم لجان التحكيم؟‬
لدينا أربع لجان تحكيم، اللجنة الأولى من تسعة أعضاء ستقوم بقراءة جميع الروايات المنشورة وغير المنشورة للوصول الى 30 رواية من المنشورة و30 من غير المنشورة، ثم اللجنة الثانية من سبعة أعضاء ستختار عشرين عملاً، ثم اللجنة الثالثة مؤلفة من خمسة محكّمين لاختيار 5 روايات من كل نوع، أما اللجنة الرابعة فهي اللجنة المتخصصة باختيار عمل لتحويله تلفزيونياً أو سينمائياً، وتضم ثلاثة أعضاء، وهذه اللجنة هي التي ستختار أفضل رواية يمكن أن تُختار لتكون عملاً درامياً أو سينمائياً.

ـ الكثير من الاقاويل تناولت دوافع هذه الجائزة وتمويلها من دولة قطر. لماذا تقوم قطر بتمويل هذه الجائزة؟

أعتقد أن مَن يطرح هذه التساؤلات متأثر بالشأن السياسي، ولا سيما ما جرى بأحداث الربيع العربي، واعتقد أن دعم الثقافة لا يتعلق بكونك دولة كبيرة أو صغيرة، والجوائز منتشرة في كثير من البلدان العربية، فهناك جوائز في تونس والسودان ومصر السعودية والبحرين.
ـ ولكن أليس للجائزة بُعد سياسي؟
مطلقاً، بل إن الجائزة تحت رعاية كتارا، وهي مؤسسة ثقافية، وليست تحت رعاية وزارة الثقافة ولا الحكومة القطرية.
ـ ولكن المال قطري؟
ما العيب في ذلك؟ نحن نستثمر بقطاعات مختلفة، كالصناعة والثقافة والفن والمتاحف، وهذه مرتكزات مهمة جداً مع العولمة، ولا بد من وجود الاستثمار الثقافي للحفاظ على الهوية العربية التي بدأنا نفتقدها وخاصة في دول الخليج.
ـ أليست هذه الجائزة للمنافسة بينكم وبين الأمارات، ولا سيما لكسر جائزة بوكر؟
على العكس تماماً، نحن لدينا علاقة جيدة مع بوكر، واجتمعنا معهم، ونحن نستفيد منهم ومن جائزة نجيب محفوظ وجائزة الطيب صالح. الجائزة عربية وقد تم التواصل مع المنظمة العربية للثقافة والعلوم، "الالسكو"، والاتحاد العربي للكتّاب، والاتحاد العربي للسينمائيين.
‫‬- لماذا لا تهتمون بالروائيين القطريين؟
أعلنّا عن مشروع "رواق كتارا للروائيين القطرين "، وتم اختيار 12 قطري وقطرية من الذين لديهم موهبة في كتابة القصة القصيرة والرواية ليدخلوا تدريباً معمّقاً خلال سنة بالإضافة لمسابقات خاصة، وبالتالي نشكل خميرة منهم لتطوير الرواية في قطر.
كما افتتحنا، بسوق كتارا الثقافي، مركزاً للرواية العربية يحتوي مكتبة عامة وقاعات تدريب ومعرضاً لصور الروائيين العرب ونبذات عنهم.
كذلك بدأنا بإعداد موسوعة للروائيين العرب، وهناك مشروع عن الرواية في دول مجلس التعاون الخليجي
ـ أنت لست روائياً؟
عندي مجموعة كتب سياسية، والموضوع بالنسبة لي هو إدارة ونجاح المشروع يأتي من فريق العمل كله.
ـ وماذا عن جائزة الكاريكاتير العربي التي تشرف عليها؟
هذه السنة الثالثة لجائزة الكاريكاتير العربي، وهي مرتبطة بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، ومستمرون بإذن الله.

معلولا في زمن العلل:

نشاطات كتارا الثقافية تتعدى الأدب لتصل إلى الفن التشكيلي، إذ بيعت لوحة "معلولا"، للفنان السوري الراحل لؤي كيالي، بـ42 ألف دولار، وذلك بمزاد نظمته "دار سوثبيز للمزادات العالمية" في كتارا.
اللوحة الموقّعة من الفنان عام 1964، لوحة زيتية على القماش بيعت بأقل من السعر المتوقع لها والذي كان يراوح بين ستين وثمانين ألف دولار، بينما حصلت لوحات أخرى على مليون ونصف مليون دولار أميركي. وبلغت المبيعات أكثر من ثمانية ملايين دولار في غضون ساعة واحدة، ولكن الفارق يبقى بين لوحات الفنانين العرب والأجانب.
والحظ السيئ كان رفيق الفنان لؤي كيالي بحياته ومماته. فالفنان، الذي ولد في حلب عام 1934 ومات عام 1978 محترقاً في سريره، بعد حياة كان رفيقه فيها الاكتئاب والمعاناة، حيث عانى من مشاكل نفسية منذ عام 1964 وبدأ "يرسم بالفحم لوحاتٍ صارخةً تمثّل عذاب الإنسان"، كما يقول صديقه الأديب فاضل السباعي.
مزّق كيالي لوحات رسمها، نتيجة حساسيته المرهفة وعدم تقبّل النقد، كما حصل خلال معرضه عن فلسطين في 1967، وتوقف عن الرسم مرات واعتزل الناس مدمناً على تعاطي حبوب مخدّرة.
أما معلولا، التي أصابها سوء الحظ والدمار عندما دخلتها بعض فصائل المعارضة من الإسلاميين وقصفها النظام، فقد رسمها كيالي بأكثر من عشرين لوحة، وهي بلدة سورية تقع في القلمون ويتكلم أهلها، ومعظمهم من المسيحيين، لغة السيد المسيح الآرامية، ويشتركون بذلك مع قريتين يقطنهما مسلمون، وهما جبعدين وبخعة.
دلالات

ذات صلة

الصورة
ريكاردينيو خطف الأضواء في كتارا (انستغرام/Getty)

رياضة

تشهد بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم في الدوحة أحداثاً مثيرة في الملاعب وخارجها، منها قصة البرازيلي ريكاردينيو الذي خطف الأضواء في كتارا.

الصورة
خلال افتتاح مهرجان التراث الفلسطيني في "كتارا" 2023 (العربي الجديد)

منوعات

افتتح مهرجان التراث الفلسطيني دورته الخامسة، مساء أمس الخميس، بعد توقف عامين بسبب جائحة كورونا، في الواجهة الجنوبية من الحي الثقافي "كتارا" بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور سفراء عدة دول عربية وأجنبية.

الصورة
(بول بورسيتشينكولا / فرانس برس)

منوعات

على الواجهة البحرية للحي الثقافي كتارا في الدوحة، لا تنقطع عند المساءات أصوات الغناء البحري الجماعي. فهذه المناسبة في أيام مهرجان المحامل الثاني عشر، تحتفي بفنون رافقت تراث العمل على السفن كما على السواحل، وعبر قرون استطاعت ترسيخ هُويّتها.
الصورة
يعد قوارب صغيرة (العربي الجديد)

مجتمع

ثمة سحر في الحي التراثي البحري على الواجهة البحرية لكتارا في العاصمة القطرية الدوحة. حرفٌ ومهن بحرية ما زال أصحابها يحافظون عليها ويعرضونها في هذا المكان، ليخلقوا مجتمعاً بحرياً حقيقياً
المساهمون