كتائب "حزب الله" المتهم الرئيس بجريمة اغتيال الهاشمي في بغداد

07 اغسطس 2020
اغتيل الهاشمي في 6 يوليو 2020 (فرانس برس)
+ الخط -
رغم مرور شهر على حادثة اغتيال الباحث والخبير الأمني العراقي البارز هشام الهاشمي بهجوم مسلح قرب منزله في بغداد، في حادثة هزت الوسط العراقي وأثارت ردود فعل غاضبة وتنديدا دوليا وأمميا بالجريمة، إلا أن السلطات العراقية لم تعلن إلى الآن عن نتائج التحقيق، ولم تتناول أعمال سير لجنة التقصي التي شكلتها بعد الجريمة. 
واغتيل الهاشمي وسط العاصمة العراقية، في السادس من الشهر الماضي، بعد خروجه من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها ما سماه "خلايا الكاتيوشا"، التي تطلق الصواريخ وتهاجم البعثات الدبلوماسية في العراق، بعد وصوله إلى منزله في منطقة زيونة في العاصمة العراقية بغداد، من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية. 
واليوم، الجمعة، أبلغ عضو بارز في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، "العربي الجديد"، بأن المعلومات المسربة من داخل لجنة التحقيق تشير إلى أنها توصلت لنتائج جديدة تثبت تورط فصيل مسلح مرتبط بإيران في اغتيال الهاشمي وله نفوذ واسع في بغداد.
وأكد أن فريق التحقيق أطلع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على خيوط جديدة في التحقيق تؤكد أن عملية الاغتيال نُفذت من قبل المليشيا نفسها التي تتصدر واجهة التصعيد ضد القوات الأميركية من خلال هجمات الكاتيوشا. 
وشدد على أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق التي يشارك فيها فريق ضباط وقضاة ومحققين وهناك قيادات سياسية مهتمة بالقضية وتتابع أيضاً، ومن غير المطروح أن تغلق القضية وتجير ضد مجهول على غرار جرائم اغتيال أخرى، كون الجهة المتورطة بالجريمة تتصدر حوادث الإخلال بأمن العاصمة حالياً، وفقا لتعبيره، مستدركاً بالقول إن التحقيق يحتاج إلى فترة أخرى من العمل. 
ولم يُفصح المسؤول ذاته عن اسم المليشيا الضالعة بالهجوم، إلا أن الأجواء السياسية في بغداد خلال الأسبوعين الماضيين، تشير إلى أن المتهم الرئيس بالقضية باتت "كتائب حزب الله" العراقية، أبرز المليشيات المرتبطة بـ"فيلق القدس" الإيراني.  
عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي قال، لـ"العربي الجديد"، إن من المفترض أن تكشف نتائج التحقيقات للرأي العام منذ فترة، لكن من المؤسف أن الحكومة لم تفعل ذلك. 
وأضاف "لا نملك أي تفسير لعدم كشف الحكومة العراقية عن النتائج التي توصلت إليها في التحقيق، وهل هذا بسبب الضعف في الجهاز التنفيذي أو ضعف الجهاز الأمني أو لوجود أسباب أخرى لا نعلم بها".
وأكد أن "عدم كشف الحكومة العراقية وأجهزتها المختصة عن نتائج التحقيقات ومحاسبة القتلة، سيدفع إلى الاستمرار بجرائم اغتيال كهذه ضد شخصيات مختلفة، ولهذا على الحكومة العمل بجد على كشف النتائج بأسرع وقت، وعدم ترك القضية للزمن لغرض نسيانها، حالها حال قضايا كثيرة وكبيرة".
المطلبي: عدم كشف الحكومة العراقية وأجهزتها المختصة عن نتائج التحقيقات ومحاسبة القتلة، سيدفع إلى الاستمرار بجرائم اغتيال كهذه ضد شخصيات مختلفة
 
وقال القيادي في تحالف "سائرون" بالبرلمان العراقي والمدعوم من رجل الدين مقتدى الصدر، محمود الزجراوي، إن الحكومة العراقية تواجه صعوبة في الكشف عن الكثير من عمليات الاغتيال أو الاختطاف أو الخروقات الأمنية، "ورغم مرور شهر ما زلنا بانتظار أي إعلان حكومي حول الجريمة".
 وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القضية المهمة الآن أنه لا توجد أي خطوات جادة لدى الحكومة العراقية للحد من جرائم الاغتيال أو الاختطاف، وهذا أمر خطير ويدفع إلى الاستمرار بجرائم كهذه، خصوصاً أن مثل هذه العمليات تقف خلفها جهة مسلحة تتمتع بغطاء سياسي"، معتبراً أن الضغوطات في هذه القضية "أمر وارد جداً".
بالمقابل، قال الخبير في الشأن السياسي إحسان الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن عدم كشف نتائج التحقيق باغتيال هشام الهاشمي يعطي مؤشراً إلى أن الملف فيه الكثير من المسارات، منها المسار الفني المرتبط بالجهد الاستخباراتي وهذا الجانب يمكن أن يبرز عن الأدلة الجرمية على من قام باغتيال الهاشمي، ولهذا قد تكون التحقيقات ناقصة، وليس بالشكل الذي يوفر القناعات التامة".
وأوضح أن قضية البعد السياسي بهذا الملف أمر حاضر بعدم الذهاب نحو كشف القتلة، خصوصاً مع إمكانية حدوث أزمة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وطاقمه الوزاري، لافتاً إلى أن بعض الحقائق، التي ممكن أن تكشف قد تدفع إلى إعادة تموضع واصطفافات ضد شخص الكاظمي وحكومته.
وأضاف الشمري أن المؤشرات تؤكد عدم قدرة الحكومة العراقية على تنفيذ الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم، مشيراً إلى أن ذلك يعطي انطباعا بأن كشف قتلة المتظاهرين أيضاً لن يكون سهلاً، وحذر من أن "إفلات الجناة من العقاب سوف يدفعهم إلى ارتكاب المزيد من عمليات الاغتيال، ولهذا ستكون حرية الرأي في العراق على المحك أو تكاد تكون منعدمة".
الشمري: المؤشرات تؤكد عدم قدرة الحكومة العراقية على تنفيذ الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم
 
وأوضح أن عدم القدرة على كشف قتلة الهاشمي ستكون له تداعيات كبيرة جداً، حتى على شخص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مضيفاً "لا يمكن استمرار العراق كساحة مستباحة للجماعات، التي تعمل على تصفية أصحاب الرأي، فهذا الأمر قد يستخدم من قبل الأمم المتحدة تجاه العراق، ولهذا على الكاظمي الكشف عن القتلة مهما كانت عناوينهم".