في روايته الأشهر "مائة عام من العزلة" يقول الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز على لسان بطله العقيد أورليانو بوينديا: "انظروا إلى البلاء الذي جلبناه لأنفسنا لمجرد أنّنا دعونا أميركياً إلى أكل الموز". كثيرة هي الكوارث التي يتسبب بها الاستعمار مهما كانت أشكاله: عسكرية أو اقتصادية، أو اقتصادية محمية بالعسكر، أو عسكرية تخفي وراءها مصالح اقتصادية.
في الرواية، تسببت "دعوة الأميركي" إلى احتكار شركة لإنتاج الموز، واستعباد أهالي قرية ماكوندو، وقتل الكثير من المزارعين في ما بعد. وفي الفيليبين تكرر الأمر مع شركة تعدين كندية هذه المرة.
طوال قرون جاءت القوى الاستعمارية إلى الفيليبين للسيطرة على مواردها الطبيعية من ذهب ونحاس ومعادن ثمينة أخرى. لكنّ هذا الاستعمار أسفر عن كوارث بيئية كبرى. فجزيرة ماريندوك حلّت بها مثل هذه الكارثة قبل 20 عاماً بحسب تقرير لوكالة "آسيا كولينغ".
تقول الحقوقية المحلية أديلين أنخيليس: "عندما بدأ التعدين على الجزيرة في ستينيات القرن الماضي، شعر الناس أنّ الخير سيعمّ الجميع". لكن، كما حدث في ماكوندو: "بعد عقود من التعدين، باتت ماريندوك إحدى أفقر المحافظات في أرخبيل الفيليبين كله. وفي الوقت نفسه تلوثت مياهنا ولم يعد بإمكاننا استخدام النهر للصيد أو للري".
في الجزيرة، تغسل إليسا هرنانديز ملابسها في وعاء معدني كبير مستخدمة المياه المتدفقة لنهر بواك، وأحجاره الرمادية في الفرك. تبلغ من العمر 73 عاماً، ولطالما كانت مهنتها غسل ملابس أهل القرية. تقول: "كان النهر نظيفاً. لعبنا فيه وسبحنا واصطدنا الكثير من السمك".
كلّ ذلك تغير في مارس/ آذار 1996 عندما انفجر أنبوب للصرف الصحي داخل منجم للنحاس على بعد 20 كيلومتراً من منبع النهر. ملايين الأطنان من النفايات السامة والمعادن كالرصاص والزرنيخ تدفقت إلى مياه النهر. كانت أسوأ كارثة تعدين في تاريخ البلاد.
بالنسبة إلى هرنانديز وآلاف المقيمين الآخرين في ماريندوك، وكثيرين، من بينهم مزارعون وصيادون، فإنّ تسرّب السموم قتل مصادرهم الرئيسة للدخل، ولم يتعافوا حتى اليوم.
تقول هرنانديز: "بعد الحادث مباشرة أصبت بمرض جلدي بسبب المياه. وعلى الرغم من أنّني شفيت بعد ذلك، فإنّ أحداً من أهالي القرية لم يعد يسمح لي بغسل ملابسه. انقطع مصدر رزقي الوحيد".
تقدمت هرنانديز مع أطراف أخرى قبل 10 سنوات، بدعوى ضد الشركة الكندية "باريك غولد كورب" التي تسببت بالحادث. مع ذلك، ردّ قاضي الدعوى في الولايات المتحدة، العام الماضي، على أساس عدم الاختصاص. لكن الأهالي ينوون استكمال معركتهم الحقوقية.
اقــرأ أيضاً
في الرواية، تسببت "دعوة الأميركي" إلى احتكار شركة لإنتاج الموز، واستعباد أهالي قرية ماكوندو، وقتل الكثير من المزارعين في ما بعد. وفي الفيليبين تكرر الأمر مع شركة تعدين كندية هذه المرة.
طوال قرون جاءت القوى الاستعمارية إلى الفيليبين للسيطرة على مواردها الطبيعية من ذهب ونحاس ومعادن ثمينة أخرى. لكنّ هذا الاستعمار أسفر عن كوارث بيئية كبرى. فجزيرة ماريندوك حلّت بها مثل هذه الكارثة قبل 20 عاماً بحسب تقرير لوكالة "آسيا كولينغ".
تقول الحقوقية المحلية أديلين أنخيليس: "عندما بدأ التعدين على الجزيرة في ستينيات القرن الماضي، شعر الناس أنّ الخير سيعمّ الجميع". لكن، كما حدث في ماكوندو: "بعد عقود من التعدين، باتت ماريندوك إحدى أفقر المحافظات في أرخبيل الفيليبين كله. وفي الوقت نفسه تلوثت مياهنا ولم يعد بإمكاننا استخدام النهر للصيد أو للري".
في الجزيرة، تغسل إليسا هرنانديز ملابسها في وعاء معدني كبير مستخدمة المياه المتدفقة لنهر بواك، وأحجاره الرمادية في الفرك. تبلغ من العمر 73 عاماً، ولطالما كانت مهنتها غسل ملابس أهل القرية. تقول: "كان النهر نظيفاً. لعبنا فيه وسبحنا واصطدنا الكثير من السمك".
كلّ ذلك تغير في مارس/ آذار 1996 عندما انفجر أنبوب للصرف الصحي داخل منجم للنحاس على بعد 20 كيلومتراً من منبع النهر. ملايين الأطنان من النفايات السامة والمعادن كالرصاص والزرنيخ تدفقت إلى مياه النهر. كانت أسوأ كارثة تعدين في تاريخ البلاد.
بالنسبة إلى هرنانديز وآلاف المقيمين الآخرين في ماريندوك، وكثيرين، من بينهم مزارعون وصيادون، فإنّ تسرّب السموم قتل مصادرهم الرئيسة للدخل، ولم يتعافوا حتى اليوم.
تقول هرنانديز: "بعد الحادث مباشرة أصبت بمرض جلدي بسبب المياه. وعلى الرغم من أنّني شفيت بعد ذلك، فإنّ أحداً من أهالي القرية لم يعد يسمح لي بغسل ملابسه. انقطع مصدر رزقي الوحيد".
تقدمت هرنانديز مع أطراف أخرى قبل 10 سنوات، بدعوى ضد الشركة الكندية "باريك غولد كورب" التي تسببت بالحادث. مع ذلك، ردّ قاضي الدعوى في الولايات المتحدة، العام الماضي، على أساس عدم الاختصاص. لكن الأهالي ينوون استكمال معركتهم الحقوقية.