كأس مع عمر الخيّام

25 ديسمبر 2018
رضا ديراكشاني/ إيران
+ الخط -
قلتُ للخيّام
لي مقعدٌ مثلُك في السنين الهوالكْ
ولي حانةٌ من الأرجوان أَسفح فيها شرابي
فتعالَ أُحدّثك
حديثَ هالكٍ لهالكْ.

قلتُ للخيّام
لم تَعِشْ أنت مثلي بهذا الكَرْمِلِ
ولم تَسْرِق بلادكَ في الضّحى لصوصُ الغَلَسِ
عقارُكَ الموصوف لا ينفع لي.

قلت للخيّام
هل تنظرُ السروةَ في أعلى الجبلْ
وهل تسمع الأحباب
يُرسلون من المنفى القُبَلْ؟

الجوابُ كان صمتاً من أزَلْ.

قلت للخيّام
أنا ذا سجينٌ ههنا
وجسدي لم يعد يتّسعُ لي.
تعبت السنابلُ في الحقل
يا حاصد الناس
أين خبّأتَ مِنجلي؟

قلتُ للخيّام
هذي الغيومُ بعضُ أوهامي
سأمضي وتبقى
فإن جلس في الزمان شاعرٌ ثانٍ
بلِّغه أن أيامَه مِنْ كأسِ أيامي.

قلتُ للخيّام
هذه المرأة تجرُّ أطفالي من والدٍ غيري
لم تنتظرني واستعجلَتْ عُرْسا...
كلُّ طفلٍ يسيرُ في الشارعِ
أكونُ والده الثاني.

قلتُ للخيّام
هذا الحبُّ ضيَّع ذُرّيتي
إلى وَلِدِ الوَلَدْ
غداً إذا التقينا عند أبواب الأبدْ
سأُقايضك حرّيتي
بكأس شرابِ.
المساهمون