قوس قزح ومشروع ليلى.. هل كنتم في الحفل؟

04 أكتوبر 2017
+ الخط -

10 ساعات تحقيق داخل نيابة أمن الدولة العليا في مصر. القضية لا تتعلق بالسياسة، لكن بالتلويح بقطعة قماش تحمل ألوان قوس قزح داخل حفلة غنائية لفريق "مشروع ليلى".

"جمهور الحفلة مستهدف والجميع ملاحق". هكذا أصبح الوضع بعد حالة من الجدل في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لرفع علم "الريمبو" داخل الحفلة كنوع من التضامن مع مثليي الميول الجنسية، لكن الأمر لم ينته وتطور ليصل للقبض على 35 شخصًا، بحسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ويواجهون تهمًا قد تصل بهم للسجن ثلاث سنوات.

15 يومًا على ذمة التحقيق. كان ذلك قرار النيابة أمس لفتاة وشاب قُبض عليهما من منازلهما بتهم التحريض على الفسق والفجور في مكان عام، والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور والترويج لأفكار تلك الجماعة بالقول والكتابة العلانية.

لم يتمكن المحامون من الاطلاع على البلاغات المقدمة ومعرفة ما هي تلك الجماعة، مثلما يوضح عمرو محمد، المحامي بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لـ"جيل"، مؤكدًا أن تلك الحملة بالقبض على جمهور الحفلة ستكون مستمرة والجميع مستهدف.

يرى عمر أن التحريض الإعلامي وبرامج التوك شو كانت سببًا في تحريك تلك القضية، مؤكدًا أن الأمر كان من الممكن أن يمر.


تحريض إعلامي
الحملة الأعنف قادها عدد من الإعلاميين في مصر كان من بينهم ما قاله محمد الغيطي في برنامج "صح النوم": "الشواذ تجمعوا في مصر"، مستنكرًا إعطاء تصاريح لـ"قوم لوط" للغناء في مصر، بحد تعبيره.

في الوقت الذي أصر فيه وائل الإبراشي في برنامجه "العاشرة مساءً" أن رفع العلم كان متعمدًا، في حين طالب أحمد موسى شرطة الآداب بالتحرك لمعاقبة من قام بذلك الفعل قائلًا: "إزاي علم الشواذ والشذوذ يترفع في حفلة قدام كل الناس، وملاقيش لحد دلوقتي إجراء اتاخد ولا حد زعق على الوقاحة اللي تمت في مصر، فين شرطة الآداب من اللي بيحصل ده؟".


المعاقبة على الأفكار
"التحقيق في الهوية وفحص الأفكار". هكذا وصف أحمد عثمان، المحامي في مؤسسة حرية الفكر والتعبير ما خضع له المقبوض عليهم، مشيرًا إلى أنه تضمن السؤال على كافة معارفهم والتعامل معهم كمتهمين محتملين.

خضعت سارة حجازي، إحدى المقبوض عليهم، لتحقيق "غير رسمي" حول دينها وانتمائها السياسي، وميولها، والحجاب، ورسائل الفيسبوك الخاصة بها على هاتفها بعد الحصول على كلمة السر الخاص به.

الأسئلة كما يرويها عثمان دارت حول: "ليه بتدعمي حقوق المثليين ومش بتدعمي غيرهم، عندك الإخوان مثلًا ليه مبتدعميهمش؟، بتقعدي فين، بتخرجي فين، مين بيقعد معاكي على القهوة، عرفتيهم ازاي، هما ميولهم الجنسية ايه، احنا معندناش مشكلة مع الميل الجنسي كل واحد حر؛ احنا عندنا مشكلة مع التجمعات. قوليلي شكل قمع واحد بيتعرض ليه المثليين في مصر".

انتقدت دعاء مصطفى، المحامية بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات تلك الأسئلة والتي وصفتها بـ"غير المنطقية"، خاصة بعد أن وجهت النيابة سؤال "هناك أبحاث حول وجود كائنات فضائية هل تدعمي ظهورها؟"، مشيرة إلى تعرض المقبوض عليهم لتحرشات واعتداءات جنسية من قبل الموجودين معهم في الزنزانة بأوامر من القسم، بحد قولها.

العفو الدولية انتقدت في تقريرها الصادر في 30 سبتمبر/أيلول 2017 القبض على ستة رجال بتهمة التحريض على الفسق والفجور، موضحة أن السلطات المصرية ستوقع عليهم كشوفًا طبية قبل بدء محاكمتهم، لتحديد ما إذا كان رجال قد مارسوا الجنس معهم، قائلة: "الكشوف الشرجية الإجبارية بغيضة وتصل إلى حد التعذيب".


ليلى ترد
مساء 2 أكتوبر/ تشرين أصدرت فرقة "مشروع ليلى" ردًا حول ما يحدث في مصر، معتبرة أن الأمر جاء نتيجة حملة من وسائل الإعلام المدعومة من قبل الدولة لبث شائعات كاذبة متعلّقة بالفرقة والجنسانيات غير النمطية تحت عناوين تحريضية

الفرقة أوضحت في بيانها تعرض المحتجزين إلى فحوصات شرجيّة قسريّة، تُستخدم في تحديد وتقييم الميول أو السلوك الجنسي للضحية، معتبرة الأمر "اغتصاب تشرعنه الدولة".


 

المساهمون