وتم التوصل إلى الاتفاق خلال الاجتماع الـ20 لزعماء الصين والاتحاد الأوروبي في بكين، وفق وكالة شينخوا الصينية، وشارك في رئاسة الاجتماع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وتحملت الصين والاتحاد الأوروبي، بوصفهما قوتين واقتصادين رئيسين في العالم، مسؤولية مشتركة للحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد وتعزيز التعددية ودعم التجارة الحرة وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في العالم، في ظل الوضع الدولي الحالي، وفقا لبيان صادر عن الاجتماع.
وقال رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، اليوم الإثنين، إن بلاده ستفتح أسواقها أكثر وتخفض الرسوم الجمركية في مسعى لتجارة أكثر توازنا مع الاتحاد الأوروبي.
ودفعت النبرة الإيجابية للمحادثات العملات التي تنطوي على مخاطرة أكبر مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي فضلا عن اليورو للصعود، في حين نزل مؤشر الدولار 0.2 في المئة مقابل سلة عملات رئيسية إلى 94.608.
تأتي القمة الصينية - الأوروبية ضمن جولة باشر بها قادة الاتحاد الأوروبي إلى بكين ثم طوكيو، لتوطيد العلاقات التجارية مع هذين البلدين لمواجهة الرئيس الأميركي في حال شن حربا تجارية عالمية.
والجولة الآسيوية لممثلي الاتحاد الأوروبي تندرج في إطار خطوة للاتحاد الأوروبي لتشكيل تحالفات للتصدي لحمائية إدارة ترامب وشعارها "أميركا أولاً".
وتتزامن القمة العشرون الأوروبية-الصينية مع لقاء ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي. لكن الاتحاد الأوروبي والصين دخلا في خلافات تجارية حول إغراق السوق بالواردات الصينية الرخيصة خصوصا الصلب.
ورفع الاتحاد الأوروبي شكوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية على صادرات الصلب والالومينيوم وضد الصين لمعارضة "النقل غير العادل لتكنولوجيا" المؤسسات الأوروبية الناشطة في الصين.
وسيزور توسك ويونكر، الثلاثاء، طوكيو لتوقيع اتفاق تبادل حر مع اليابان. وكان اللقاء مرتقبا أصلا الأسبوع الماضي في بروكسل، لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أرغم على إلغاء زيارته بسبب فيضانات قاتلة في اليابان.
والاتفاق مع اليابان "تاريخي" وهو "الأهم الذي تفاوض بشأنه الاتحاد الأوروبي"، كما قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتاس سكيناس. وأوضح: "هذا الاتفاق سيخلق منطقة تبادل حر تغطي حوالى ثلث إجمالي الناتج الداخلي العالمي".
في طوكيو، ستتناول المباحثات إظهار جبهة موحدة ضد الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية التي وصفتها الحكومة اليابانية بـ"المؤسفة جدا".
وأخيرا، وصفت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم الاتفاق الأوروبي-الياباني بأنه "رسالة قوية" ضد الحمائية الأميركية، وستكون ضمن الوفد الأوروبي إلى آسيا.
وبعد زيارته الصين واليابان، سيتوجه يونكر إلى الولايات المتحدة للتفاوض مع دونالد ترامب لإنهاء الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
شكوى لدى منظمة التجارة
وقالت وزارة التجارة الصينية، اليوم الإثنين، إنها تقدمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية بخصوص رسوم جمركية مقترحة من واشنطن على قائمة سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار في 16 يوليو/ تموز.
وقالت الوزارة، الأسبوع الماضي، إنها ستتقدم على الفور بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية من المواقف الأحادية الأميركية بعد أن هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم نسبتها عشرة في المئة على واردات إضافية من الصين بقيمة 200 مليار دولار.
ونما الاقتصاد الصيني بوتيرة أبطأ في الربع الثاني، مع تضرر النشاط من جهود بكين الرامية إلى احتواء الدين، بينما تباطأ نمو إنتاج المصانع في يونيو/ حزيران إلى أدنى مستوى في عامين، في إشارة مقلقة إلى الاستثمار والمصدرين مع اشتداد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وسجل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نموا بلغ 6.7 في المائة على أساس سنوي في الربع الماضي، بما يتوافق مع التوقعات، ويبدو أنه يتجه لتحقيق النمو المستهدف رسميا لعام 2018 عند نحو 6.5 في المائة.
ويقل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني قليلا عن معدل النمو في الربع الأول الذي بلغ 6.8 في المائة، وفقا لما ذكره المكتب الوطني للإحصاء اليوم الإثنين، وأثر صافي الصادرات سلبا في إجمالي النمو الاقتصادي في النصف الأول.
وسجل نمو الاستثمار في الأصول الثابتة مستوى قياسيا متدنيا في النصف الأول، بينما سجل الإنتاج الصناعي في يونيو/ حزيران أبطأ وتيرة للنمو في أكثر من عامين عند ستة في المائة، ليقل عن التوقعات التي أشارت إلى نمو نسبته 6.5 في المائة.
كما أظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاء الوطني، اليوم الإثنين، أن إنتاج الصين من النفط الخام تراجع 2.3 في المائة على أساس سنوي في يونيو/ حزيران إلى 15.85 مليون طن.
التأثيرات في أميركا
وأثار التوتر التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين مخاوف واسعة النطاق بين المزارعين والخبراء في مختلف الصناعات الأميركية، حول مدى التأثير الوشيك له في اقتصاد البلاد، وفق وكالة شينخوا.
وأفاد خبراء في مجال الطاقة في الولايات المتحدة بأن تصعيد معركة التعريفات الجمركية لن يؤدي فقط إلى الإضرار بصناعة الطاقة في كلا البلدين، بل سيعيق أيضا تطوير صناعة الطاقة العالمية.
وأشار مايكل دي. ماهر، وهو مستشار برامج بارز في مركز دراسات الطاقة في معهد بيكر، إلى أنه ليس من الحكمة بالنسبة للولايات المتحدة استبعاد الصين نظرا لأن البلدين هما مستوردان ومصدران كبيران للطاقة في عموم العالم.
وقال ماهر لـ "شينخوا" إن "الصين سوق ضخمة لمستقبل صناعات النفط والغاز في الولايات المتحدة، بيد أن التعريفات تضعها في وضع غير ملائم".
وقال مزارعون من جمعية فول الصويا في ولاية أيوا، في بيان، إن هناك رابحين وخاسرين في أي خلاف تجاري، مشيرين إلى أن "صناعة فول الصويا هي الخاسرة إذا أصبحنا موردا ثانويا، وليس أساسيا، لفول الصويا إلى الصين".
كما أشار فينسنت سميث، وهو أستاذ آخر في جامعة ولاية مونتانا، متخصص في الاقتصاد الزراعي، إلى "أن الضرر لا يقتصر على اقتصاد أميركا فحسب، بل يطاول سمعتها الدولية أيضا"، وأفاد سميث بأن التوتر التجاري "يعزل" مسار الولايات المتحدة عن العالم الحقيقي.