قلق في سيناء من تكرار سيناريو رمضان 2015

08 يونيو 2017
تخشى القوى الأمنية شنّ التنظيم هجوماً (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

تسود حالة من القلق والترقب في سيناء المصرية نتيجة خشية الأهالي من تكرار تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" لسيناريو رمضان 2015، عندما شن هجوماً واسعاً حاول السيطرة فيه على مناطق وسط رفح والشيخ زويد وأجزاء من العريش.

وكان التنظيم قد قتل في هجومه آنذاك عشرات الجنود المصريين، ودمر عدداً من الكمائن الرئيسية في مناطق رفح والشيخ زويد، وحاول السيطرة على المناطق الحيوية في المدينتين، إضافة لأجزاء من مدينة العريش. وللمخاوف لدى الأوساط الأمنية والقبلية في سيناء أسبابها، فـ"ولاية سيناء" بات أكثر قوة عما كان عليه منذ عامين، وهو ما ظهر في نوعية هجماته واتساع رقعتها خلال الأشهر الماضية. كما أن الجيش فشل في القضاء على التنظيم، رغم استعانته بالقبائل، ومنها قبيلة الترابين.

بالإضافة إلى ذلك فإن نمو "ولاية سيناء" كان ظاهراً، بعد ضمّه العديد من الأفراد إلى صفوفه، خصوصاً من مناطق خارج رفح والشيخ زويد، مناطق نفوذه. وهو الأمر الذي ظهر في عملياته بوسط سيناء، والعريش خلال الفترة الماضية، إذ استطاع التنظيم ضرب قوات الجيش والشرطة في عاصمة محافظة شمال سيناء، مرات عدة. وأبدى المواطنون خشيتهم من أنه في عقيدة "ولاية سيناء" ما معناه بأنه "في شهر رمضان فرصة لتحقيق انتصارات ضد العدو، وأن أجر القتال فيه مضاعف عن بقية الأشهر. وهذا ما يغرسه في نفوس أفراده، مما يدعم إمكانية قيامه بعمل عسكري واسع في سيناء في الأيام المقبلة".

وما أجج التوقعات عن هجوم واسع للتنظيم، هو انشغال النظام المصري في توجيه ضربات عسكرية في ليبيا، بعد مجزرة المنيا التي سقط فيها عشرات الأقباط وتبنّاها "داعش"، ما قد يدفع "ولاية سيناء" لإشعال الجبهة الأخطر في مصر، الأمر الذي من شأنه تشتيت الدولة وأجهزتها الأمنية.

في المقابل، رأى البعض أن "ولاية سيناء" متردد في شن هجوم واسع ضد الأمن المصري، لأن "ظهره بات مكشوفاً للمجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين التي قد تستغل الفرصة للانقضاض على التنظيم، وليس كالمرة الماضية، التي كانت فيها هذه المجموعات خارج حسابات المواجهة".

كما أن المراكز الحيوية التي يمكن للتنظيم الهجوم عليها باتت قليلة في مدن رفح والشيخ زويد، مع بقاء جزء منها في العريش، إذ إن الكمائن والارتكازات المنتشرة في المدن سابقة الذكر، لم تعد هدفاً كما حصل في عام 2015. واتضح من الممارسات الخشنة التي يعاني منها سكان مدن رفح والشيخ زويد، خصوصاً العاملين في مجال التهريب، المنتمين لغالبية العائلات القاطنة في تلك المدن، أفقدت التنظيم "حيادية" أهالي سيناء، الذين باتوا ناقمين عليه بسبب قتله عشرات المدنيين؛ بدعوى تعاونهم مع الجيش، وضيّق سبل رزقهم في مجال التهريب خلال الأشهر القليلة الماضية.



من ناحية أخرى، أفادت مصادر قبلية "العربي الجديد" بأن "المجموعات العسكرية التابعة لولاية سيناء تناقصت حركتها في الأيام القليلة الماضية منذ بدء شهر رمضان، إضافةً إلى أن قوات الجيش عززت قواتها المنتشرة في الكمائن بآليات عسكرية ثقيلة". وأوضحت المصادر أن "المخاوف السائدة لدى أبناء سيناء، تتمثل في أن التنظيم قد يقدم على تنفيذ عملية نوعية، كدليل إثبات على أن معركته الأخيرة مع الترابين والجيش كانت لصالحه، وزادته قوة، بعد تمكنه من الاستيلاء على أسلحة ومعدات تابعة للترابين خلال المواجهات مطلع الشهر الماضي". يذكر أن مناطق شمال ووسط سيناء تعيش أوضاعاً أمنية متدهورة منذ 4 سنوات، خسر خلالها الجيش المصري العديد من جنوده، وسقط العديد من المدنيين. ولم يتمكن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع.