قلق على تلاميذ مخيّم عين الحلوة

05 فبراير 2015
نسبة التسرب المدرسي في المخيم تجاوزت 11% (فرانس برٍس)
+ الخط -

يبلغ عدد المدارس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، عشر مدارس، تضم أكثر من ستة آلاف وخمسمائة تلميذ. لكنّ التجاذبات السياسية في المخيم تؤثر في مسيرة هؤلاء التلاميذ التعليمية، وتبقيهم خارج إطار العملية التعليمية الصحيحة، بخاصة مع تعطيل الدراسة المفاجئ تبعاً للظروف الأمنية هناك.
وكان "اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني" قد عقد في عين الحلوة أخيراً ورشة عمل حول "الأوضاع التربوية في مدارس "الأونروا" (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين). وقد أكدت الورشة على أنّ المستوى التعليمي لتلاميذ المخيم يشهد تراجعاً واضحاً بخاصة في مرحلة التعليم الأساسي.

كما تشير الدراسات التي استندت إليها الورشة إلى أنّ نسبة التسرب المدرسي في مخيم عين الحلوة تجاوزت 11 في المائة في مرحلة التعليم الأساسي. وهي أرقام تكشفها دائرة التربية والتعليم في مدارس "الأونروا"، ونتائج الامتحانات المدرسية، وبعض الاستطلاعات الميدانية في المخيم.

أما الجانب الآخر الذي يدعو إلى القلق، فيتمثل في تدني نسبة النجاح في الشهادات الرسمية المتوسطة في السنوات السابقة، والتي لم تتعد نسبتها 54 في المائة. وهو ما أعادته الورشة إلى عدة عوامل منها ما له "علاقة بسياسة الأونروا التربوية، وغياب رؤية استراتيجية وعلمية لدى إدارة التربية والتعليم في الأونروا للنهوض بالمستوى التعليمي، ومشاكل إعداد المناهج التعليمية، وأساليب وطرق التعليم التقليدية المعتمدة، وعدم تطوير المناهج، وإن كانت هي المعتمدة لدى الدولة اللبنانية".

وبالإضافة إلى هذه المشاكل التي يعانيها التلميذ الفلسطيني ومدارس الأونروا في مخيم عين الحلوة، فهناك المشكلة المتعلقة باكتظاظ الصفوف، مع تجاوز عدد التلاميذ في كلّ صف 35 تلميذاً، بحسب رئيس "اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني" في لبنان يوسف أحمد.
كما تفتقر المدارس للمختبرات، وغرف الكمبيوتر. وتنتشر فيها ثقافة المحسوبيات في التوظيف، بالإضافة إلى تدخل القوى السياسية في العملية التربوية وممارسة الضغط على الإدارات.
ويشير أحمد إلى أنّ اللجان الشعبية والمؤسسات والاتحادات المعنية في متابعة العملية التربوية، "لا دور فعلياً لها. كما لا يوجد تعاون بين الأونروا والمجتمع المحلي في المخيم".

وفي هذا الإطار، يدعو إلى ضرورة تفعيل دور مجالس الأهل في المدارس وتعزيز دورها، وإبعاد المؤسسات التربوية عن التجاذبات السياسية، وإعادة النظر ببعض المناهج لجهة تبسيطها وإدخال المواد المساعدة، والاهتمام بالنشاطات الوطنية في المدارس.
المساهمون