وقال غراندي، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، "أنا قلق جداً إزاء أي ترتيب يشمل إعادة أشخاص من دولة إلى أخرى بشكل عشوائي، ولا يعطي تفاصيل عن ضمانات حماية المهاجرين بموجب القانون الدولي".
وكان زعماء الاتحاد أصدروا بياناً، عقب اجتماع عقدوه في بروكسل، مشيرين فيه إلى اتخاذهم قراراً بتطبيق اتفاقية شينغن بشكل كامل، وعدم السماح بإرسال اللاجئين من دولة إلى أخرى، ومضيفين "الآن انتهى تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر طريق غرب البلقان".
وأشار البيان إلى اتفاق الزعماء على تقديم كامل الدعم اللازم لليونان، ومساعدتها في السيطرة بشكل أفضل على حدودها الخارجية، خصوصاً حدودها مع مقدونيا وألبانيا، مشيراً إلى مساعدة اليونان كذلك من أجل إعادة المهاجرين الذين لا يحتاجون إلى الحماية الدولية، إلى تركيا، في إطار اتفاقيات إعادة قبول المهاجرين.
وأفاد البيان بأن دول الاتحاد الأوروبي ستستمر في التعامل مع أزمة اللاجئين، عبر استقبالها المهاجرين من تركيا على أساس طوعي، موضحاً أن قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في 18 مارس/آذار الجاري، ستبحث أزمة اللاجئين، ومقترحات الحل.
وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، رحبت، صباح اليوم الثلاثاء، بالمقترحات التي قدمتها تركيا للاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد حل لأزمة اللاجئين، موضحة أنهم بحاجة إلى أسبوع لدراسة تفاصيلها.
وأفادت ميركل، في مؤتمر صحافي عقب قمة الاتحاد الأوروبي- تركيا، أن القمة تناولت المقترحات التي تقدم بها رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، مضيفة أن على الكثير من دول الاتحاد استشارة برلماناتها.
ولفتت إلى أن رؤساء حكومات ودول الاتحاد الأوروبي سيجتمعون في قمة ببروكسل، يومي 17 و18 مارس/آذار الجاري، مشيرة إلى أنهم سيجرون مباحثات بشأن تفاصيل المقترحات، حتى القمة المذكورة. وأضافت ميركل أنها تدعم النقاط الرئيسية للمقترحات التركية.
وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أمس الاثنين، بأنَّ رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، اقترح على الأوروبيين، في بروكسل، "إلغاء التأشيرة المفروضة على مواطنيه اعتبارًا من يونيو/حزيران المقبل، وتقديم 3 مليارات يورو إضافية، لصالح اللاجئين السوريين (علاوة على الثلاثة المقررة سابقًا)، واستقبال الاتحاد لاجئًا سوريًا من تركيا، مقابل كل لاجئ (غير سوري) يعاد إليها من دول الاتحاد".
إلى ذلك، سجلت ألمانيا وصول 61428 طالب لجوء في فبراير/شباط، أي أقل بمعدل الثلث، مقارنة مع يناير/كانون الثاني، وفقا لأرقام نشرتها، الثلاثاء، وزارة الداخلية. وبين الوافدين الجدد سوريون فروا من الحرب وعراقيون وأفغان، وفقا للمعلومات في نظام تسجيل المهاجرين الراغبين في تقديم طلب لجوء.
وقالت وزارة الداخلية إن عدد طلبات اللجوء التي يتم معالجتها فعليا شهد ارتفاعا كبيرا، في حين أقر المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين مؤخرا بأن 370 ألف ملف كانت لا تزال عالقة نهاية 2015، وبأن 300 ألف إلى 400 ألف مهاجر "لم يسجلوا بشكل فردي".
ويتزامن انخفاض تدفق المهاجرين إلى ألمانيا مع إغلاق حدود البلدان الواقعة على طريق الهجرة في البلقان، على غرار النمسا أو مقدونيا، ما أدى إلى بقاء عشرات آلاف المهاجرين عالقين في اليونان.
أما المهاجرون على حدود اليونان مع مقدونيا، فقد بدؤوا واحدا من أصعب أيامهم، اليوم الثلاثاء، بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الليل المخيم الذي تغمره المياه بالفعل. غرقت الخيام والأغطية والملابس في برك المياه الموحلة بالمخيم، وعانى سكان المخيم البرد القارس، فالتفوا حول النيران وتدثروا بالبطاطين بحثا عن الدفء.
وامتزجت سمات الإرهاق على وجوه المهاجرين بمزيد من الإحباط وخيبة الأمل، بسبب نتائج القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأعرب المهاجرون عن أملهم في أن يقرر زعماء الاتحاد الأوروبي فتح الحدود الموصدة بين مقدونيا واليونان والسماح لهم بالمرور.
وينتظر 12 ألف شخص على الأقل منذ أيام أمام البوابات الحدودية، متحملين الأمطار الغزيرة والبرد، في انتظار فرصة للمرور. لكن السلطات المقدونية سمحت لبضع مئات فقط بالعبور يوميا وأغلقت الحدود بقية الوقت.
وتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي بمساعدة اليونان في التعامل مع أزمة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على أراضيها، ورحبوا بالدعم البحري من حلف شمال الأطلسي في بحر إيجه للتصدي لمهربي البشر.
وقد يتم السماح بعبور عدد قليل للغاية من المهاجرين الحدود اليونانية مع مقدونيا إذا سمح بعبور أحد. وقال مسؤولون في الشرطة اليونانية إنه لم يسمح بعبور أحد على مدار اليوم الماضي.