قط ونعامة وصقر

19 مارس 2015
مستوى خطاب النواب الأردنيين محزن (فرانس برس)
+ الخط -
قبل أن ينتهي الجدل الذي أعقب حادثة "قط النواب"، الذي اقتحم مطلع الأسبوع قبة البرلمان الأردني محدثاً حالة إرباك، وهو يتنقل خلال مطاردته من قبل موظفي المجلس بين المقاعد، قبل أن ينتهي الأمر بإلقاء القبض عليه، وسط أنباء تحدثت عن قتله عقاباً على فعلته، حتى جدد المجلس الجدل عندما تبادل أعضاء فيه الشتائم، مستخدمين أمثالاً شعبية تتضمن أسماء حيوانات، على سبيل تحقير بعضهم البعض. يوم الثلاثاء الماضي، وبعد يومين من حادثة القط، وبينما كان نواب الأردن يستجوبون رئيس هيئة طاقتهم الذرية، العالم الإشكالي خالد طوقان، تجرأ النائب محمود الخرابشة صاحب الاستجواب، في لحظة عصبية على شتم العالم قائلاً "العاملون في الهيئة قرفوك وإحنا قرفناك"، فيما كانت النائبة هند الفايز المعروفة بمناهضتها للمشروع النووي، وصاحبة مقولة "على جثني"، تحرك يدها في إشارة تهديد طلباً للمشاركة في النقاش، وربما المعركة، كما كانت تراها.

كان رئيس المجلس عاطف الطراونة، يحاول أن يلطف الأجواء، فيبتدع النكات بين فترة وأخرى، موقعاً بين وزير المياه ورئيس الحكومة، على سبيل المداعبة، ومبرراً طول المدة التي استغرقها الاستجواب بطول قامة العالم طوقان والنائب الخرابشة، لتخفف الابتسامات من وطأة العصبية، قبل أن تطاوله هو نفسه عصبية أحد النواب لتحقره وتستفزه.

كان النواب متلهفين للإيقاع برجل النووي الأوحد في بلادهم، واقتربوا من ذلك، وحصروه بين خياري الإحالة إلى لجنة تحقيق نيابية أو تحويله ومشروعه النووي إلى النائب العام، قبل أن تتسبب مداخلة أصغر أعضاء المجلس سناً النائب معتز أبو رمان، في إفشال مخطط الإيقاع بالرجل، عندما وجه إساءة لرئيسه الطراونة قائلاً له "أسد عليّ وفي الحروب نعامة"، ليغضب الأخير نافياً عن نفسه وصف النعامة، ويرد الإساءة بأخرى مستخدماً مثلاً شعبياً يقول "صقر أم قيس"، وهو صقر عاش حياته في قن الدجاج حتى نسي كيف يرافق الصقور، ما تقدم مؤشرات على مستوى خطاب النواب، والمحزن أن طلاب المدارس يأتون في رحل علمية لمتابعة الجلسات.
نصيحة: توقفوا عن الحضور.
المساهمون