وهذا الهدف مبنيّ على التزامها تحويل 25% من حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية في عام 2022، ونشر حافلات كهربائية في مناطق الخدمات الرئيسية خلال كأس العالم لكرة القدم 2022، وبذلك سيصبح المونديال الأول على مستوى العالم الذي تُستخدم خلاله حافلات نقل عام كهربائية صديقة للبيئة.
وفي ندوة عبر الإنترنت تناولت التحول للسيارات الكهربائية، يقول الباحث والخبير الاقتصادي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة في الدوحة، مارسيللو كونتيستابيلي، إنّه في هذه المنطقة حيث يعتبر الوقود غير مكلف، من الصعب الإشارة إلى سبب واحد محدد لغياب المركبات الكهربائية عن شوارع قطر، بل هي على الأرجح عدة عوامل، من بينها رخص سعر الوقود، وارتفاع سعر الشراء، ونقص البنية التحتية لشحن هذا النوع من المركبات، بالإضافة إلى قلة الوعي العام، وتلك بعض الأسباب الرئيسية لقلة انتشارها.
قد يشكل سعر الشراء المرتفع للمركبات الكهربائية عاملاً مثبطاً للغالبية من الأفراد، ويقترح كونتيستابيلي منح حوافز حكومية لتكون إحدى الطرق التي قد تجعل التحول لاستخدام مركبات صديقة للبيئة أكثر جاذبية.
وأوضح أنه "حتى تتمكن قطر من تخطي العقبات القائمة بتكلفة تتناسب مع الفوائد التي يمكن أن تجلبها المركبات الكهربائية، من الضروري أن تضمن الحكومة تصميم سياستها الخاصة بالتحول للمركبات الكهربائية مع مراعاة الاحتياجات المحلية وظروف السوق".
ومن الطرق الأخرى التي يمكن انتهاجها، وفق رأيه، البدء بفرض الضرائب على السيارات التقليدية والوقود، ويمكن أن تكون الحوافز الإضافية في شكل تكليف من الحكومة لشركات تصنيع السيارات بتزويد مشتري السيارات الكهربائية بتركيب مجاني أو مخفض لمحطة شحن خاصة في منازلهم، ما يوفر للمشترين نفقات إضافية تأتي مع شراء سيارة كهربائية، بحسب كونتيستابيلي.
ودعا الباحث إلى حوار مع الجمهور لتعريفه بالمركبات الكهربائية، "إذ إن فئة كبيرة من السكان غير مدركين تماماً للفوائد الهائلة التي يمكن المركبات الكهربائية تحقيقها في ما يتعلق بتحسين البيئة".
ويشير إلى أنّ "هناك أيضاً معلومات مغلوطة شائعة حول المركبات الكهربائية تمثل عاملاً آخر مثبطاً لشراء تلك السيارات، فيجب معالجة مثل تلك الشائعات للبدء بإحداث تغيير حقيقي في الموقف العام تجاه المركبات الكهربائية، وإحدى هذه المعلومات المغلوطة، أن استخدام الكهرباء التي تنتج من طريق حرق الغاز الطبيعي، كما هو الحال في قطر، يلغي بشكل أساسي أي فائدة بيئية ناتجة من السيارات الكهربائية".
وهذا ليس صحيحاً كلياً، وفقاً لكونتيستابيلي، لافتاً إلى أنه حتى لو شُحنت المركبات الكهربائية باستخدام الكهرباء الناتجة من حرق الغاز الطبيعي، فإنها لا تزال تنتج انبعاثات أقلّ من السيارة التي تعمل بالبنزين العادي، وللحصول على الاستفادة القصوى بيئياً من المركبات الكهربائية. وكشفت قطر في عام 2019 عن أولى محطاتها للشحن بالطاقة الشمسية، حيث تعمل 28 من هذه المحطات حالياً، بالإضافة إلى العديد من المحطات الأخرى المخطط لتفعيلها بحلول عام 2022.
إحدى المخاوف الأخرى تتعلق بالـ"القلق حيال الاستخدام طويل المدى"، وهو التخوف من نفاد بطارية المركبة قبل الوصول إلى محطة شحن. وتحرز قطر تقدماً كبيراً في تطوير البنية التحتية للشحن، وتهدف إلى امتلاك 400 محطة شحن بحلول عام 2022.
كشفت قطر في عام 2019 عن أولى محطاتها للشحن بالطاقة الشمسية، حيث تعمل 28 من هذه المحطات حالياً بالإضافة إلى العديد من المحطات الأخرى المخطط تفعيلها بحلول عام 2022
وأشار الباحث إلى أن مساحة دولة قطر ليست كبيرة نسبياً، وهو ما يعني عدم قطع مسافات كبيرة بالسيارات يومياً. وبمجرد تشغيل محطات الشحن المخطط تنفيذها لتبلغ 400 محطة، سيتيح ذلك توافر محطات الشحن على الطرق كل بضعة أميال، ما يجعل احتمالية التعطل بسبب نفاد البطارية ضعيفة.
وأنشأ القطاع الخاص القطري أول مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية بالتعاون مع كُبرى الشركات اليابانية في صناعة السيارات الكهربائية، وأطلق عليها KATARA، وهي الخُطوة الأولى من نوعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وستُنتَج أول سيارة بالتزامن مع فعاليات مونديال كأس العالم 2022، الذي سيقام في قطر ليكون بمثابة الإعلان الرسمي لسيارة كهربائية تحمل شعار صُنع في قطر للمرة الأولى.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع في السنة الأولى 500 ألف سيارة، وستصل الطاقة الإنتاجية، وفقاً لدراسات الجدوى، إلى مليون سيارة في عام 2035.