وحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "المسير الوطني"، على كورنيش الدوحة، إلى جانب الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وشهد العرض أسلحة جديدة نوعية منها صواريخ من طراز "باتريوت" الأميركية، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض ــ جو.
وفي ختام العرض العسكري، قام أمير قطر بجولة مشياً على القدمين، واختلط بالجماهير التي احتشدت على كورنيش الدوحة.
ويحمل العرض العسكري الأضخم بتاريخ دولة قطر، ومشاركة أسلحة نوعية للمرّة الأولى، دلالات سياسية، كونه يأتي وسط استمرار الحصار الذي تفرضه دول خليجية في مقدّمتها السعودية والإمارات على دولة قطر، منذ يونيو/حزيران 2017.
وشارك في عرض "المسير الوطني"، القوات المسلّحة القطرية، ووزارة الداخلية، وقوة الأمن الداخلي "لخويا"، والحرس الأميري. كما شارك في العرض لأول مرة كتيبة من الشرطة النسائية، وكتيبة أفراد الخدمة الوطنية، والأكاديمية البحرية.
وكان اللواء الركن سالم فهد الحبابي، قائد مركز العروض العسكرية والمنسق العام لـ"المسير الوطني، قد أشار، في تصريحات صحافية، أنّ 90 في المائة من الأسلحة التي شاركت في "المسير الوطني"، "هي أسلحة جديدة".
واختارت قطر شعاراً لاحتفالاتها هذا العام، هو شطر من أبيات شعرية كتبها مؤسسها، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، "فيا طالما زيّنتها افعالنا". كما جددت تأكيدها التمسّك بسيادتها واستقلالها، من خلال الشعار الثاني الذي تم اختياره للاحتفالات الوطنية، والمتمثّل بشطر من نشيدها الوطني "قطر ستبقى حرة"، تأكيداً للولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية.
وأطلقت المدفعية في بداية الاحتفال 18 طلقة، تحية لمؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، كما قدمت طائرات الميراج والطوافات العسكرية، والقطع البحرية، والمظليون، عروضاً عسكرية احتفاء بالمناسبة.
وشاركت طائرات الأباتشي الهليكوبتر والرافال والتايفون، وطائرات "إف 15" و"يورو فايتر" وطائرات "سي 130" و"سي 117"، في العروض الجوية.
ورفع العلم القطري "الأدعم" على أعمدة الإنارة والسواري، على امتداد كورنيش الدوحة، حيث احتشد آلاف المواطنين والمقيمين، منذ ساعات الصباح الأولى، للمشاركة في الاحتفالات.
وتم تجميل الكورنيش بمجسمات الإضاءة بأشكال مختلفة من أقواس ونافورات ومكعبات ودلة وصدف، كما تم تجميل المسطحات الخضراء المختلفة، والتي امتدت لعشرات الكيلومترات، وزينتها الورود والشتلات، فيما تم توزيع 5 شاشات عرض كبيرة على امتداد الكورنيش، لتيسير مشاهدة المسير الوطني عبرها، وفي داخل حديقة البدع الجديدة وسوق واقف، مع توفير الخدمات والتسهيلات اللازمة للجماهير الحاضرة.
كما تم توزيع مقاعد الجمهور على امتداد الكورنيش، وعلى مسافات متقاربة، بهدف توفير سبل الراحة لهم، وبالشكل الذي يوفر الاستمتاع بالمسير الوطني، وما يصاحبه من أجواء تراثية تعيدهم إلى عراقة التراث القطري، حيث المحامل التقليدية، والتي يحتضنها خليج الدوحة، وما يترافق معها من إضاءة لمنطقة الأبراج، لتبدو وكأنها تناطح السحاب، في إطلالة منها من حاضر قطر إلى مستقبلها، حيث رؤية قطر 2030، بكل ما تحمله من بشائر العز والخير.
وسبق "المسير الوطني"، عرض للسيارات الكلاسيكية، امتد على مسار كورنيش الدوحة، فيما تُستكمل الاحتفالات بعروض تراثية للمحامل التقليدية، كناية عن ارتباط ماضي دولة قطر بالبحر، وعروض الألعاب النارية، والتي ستنطلق عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت الدوحة.
واليوم الوطني القطري، هو احتفال يُقام لإحياء ذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد، في 18 ديسمبر/كانون الأول عام 1878، ويُحْتَفَل به في اليوم ذاته من كل عام.
وأصدر أمير قطر، الأحد، أمراً بالعفو عن عدد من السجناء، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني، كما أعلن الديوان الأميري عن عطلة رسمية، اليوم الثلاثاء، للمناسبة.