قال المخرج رومان بولانسكي، الذي يزور بولندا لإخراج فيلم جديد، إنّه سيتعاون مع السلطات البولندية، بشأن طلب أميركي بترحيله، لإدانته في العام 1977 بجريمة اغتصاب طفلة. وقال مكتب المدعي العام في بولندا إنّه يعتزم استجواب بولانسكي بعد تلقّي طلب الترحيل. وهو المولود لأبوين بولنديين لكنّه يعيش في فرنسا.
من جهته قال بولانسكي في مقابلة مع محطة تلفزيون "تي. في. إن24": "أعلم أنّ طلب الترحيل قد ورد، ومؤكّد سأنصاع للإجراء. أثق بالنظام القضائي البولندي، وآمل أن يكون كلّ شيء على ما يرام".
ينظر الكثير من البولنديين إلى بولانسكي (81 عاماً) باعتباره واحداً من أعظم الشخصيات الثقافية اليوم. فقد حقّقت أفلامه نجاحاً وشهرة واسعة، فعن فيلمه (الحي الصيني - Chinatown) نال بولانسكي جائزة الأوسكار كأفضل مخرج في العام 1975 وفيلم (عازف البيانو - The Pianist) حصد عنه أيضاً أوسكار أفضل مخرج في العام 2003، أما فيلمه الذي كان ينوي إخراجه في بولندا، فكان عن فضيحة دريفوس السياسية، التي هزّت فرنسا قبل أكثر من قرن من الزمن.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول استجوبه ممثلون عن الادّعاء في مدينة كراكوف البولندية بشأن مذكرة اعتقال أميركية لإدانته في العام 1977. وقال ممثّلو الادعاء إنّه ما من سبب لاعتقاله، وإنّهم سينتظرون طلب الترحيل الأميركي، قبل أن يقرّروا أيّ خطوات أخرى.
في العام 1977 اعتُقل بولانسكي بتهمة اعتداء جنسي على قاصر تبلغ من العمر 13 عاماً فقط، ووُجّهت إليه ستّ تهم، من بينها تهمة الاغتصاب، وقد أنكر بولانسكي جميع التهم، لكنّه وبعد مساومة مع محامي الطفلة، تنصّ على أنّه إذا اعترف بإحدى التهم ستسقط عنه البقية، اعترف أنّه أقام علاقة جنسية غير قانونية، مع طفلة في لوس أنجليس، بعدما قدّم لها الشمبانيا والمخدرات. لكنّه هرب إلى فرنسا قبل الحكم النهائي للمحكمة، وبقي فيها لا يجرؤ على العودة إلى أميركا خوفاً من اعتقاله.