قصص مسنّين إيرانيين هزموا كورونا

25 مارس 2020
الجميع قادر على الشفاء (فاطمة بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

أثبت مسنّون إيرانيون تعافوا من المرض الذي يسببه فيروس كورونا الجديد أنّ الانتصار عليه ليس مستحيلاً، وهو ما يمنح أملاً كبيراً خصوصاً لمن هم أصغر سناً

تابعت "العربي الجديد" قصص ثلاثة مسنين إيرانيين تمكنوا من هزم فيروس كورونا الجديد، وسجلوا تعافيهم منه، برفقة نحو 8400 ناجٍ منه، تماثلوا للشفاء، خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب آخر أرقام أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية.

خاور أحمدي، تبلغ من العمر 103 أعوام، لُقبت بأنّها الأكبر سناً بين المصابين بكورونا في إيران، لكنّ ذلك لم يشكل عقبة أمام إرادتها لإلحاق الهزيمة بالفيروس، إذ نشرت وسائل الإعلام الإيرانية خبراً عاجلاً يوم 17 مارس/ آذار الجاري، تناقلته وكالات أنباء عالمية أيضاً، حول شفائها وتغلبها على الفيروس.



الخبر حينها بث الأمل والسرور في نفوس آلاف الإيرانيين المصابين، ممن يخضعون للحجر الصحي سواء في المستشفيات أو البيوت، كما هي الحال بالنسبة لأسرهم، وربما بثّ أملاً خارج إيران أيضاً. وحين الإعلان عن شفاء أحمدي، كان مجرد نبأ من دون صورة أو حتى اسمها، لكن عندما اجتاحت صور لها مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام التالية، زاد التفاعل مع الخبر. تمسك هذه السيدة المسنة التي تعيش في محافظة سمنان وسط إيران، ورقة بيديها في بيتها، كُتب فوقها: "أنا هزمت كورونا".



ظهرت أحمدي، وهي تضع الكمامة الواقية، في صور عدة في حالات مختلفة، ماشية داخل البيت أو جالسة وهي تشرب الماء، وذلك لتؤكد أنّها بصحة جيدة، وتروي بذلك قصة نجاحها في دحر كورونا من دون أن تسمح له بقتلها. وفي مقابلة مصورة مع وكالة "فارس" تقول أحمدي إنّ صحتها جيدة، مقدمة جزيل الشكر للطبيب الذي عالجها في المستشفى، متمنية "وافر الصحة للجميع". كذلك، تشرح ابنتها، في مستهل المقابلة نفسها، قصة إصابة أمها بالفيروس، مشيرة إلى أنّها كانت تعاني قبل ذلك من أمراض في المعدة وفشل إحدى كليتيها، لكن مع ذلك هزمت كورونا.

ويتضح من سنّ هذه السيدة، أنّها عاصرت أربع حقب تاريخية في إيران، بدءاً من أواخر حكم القاجاريين، مروراً بالعهدين البهلوي الأول والبهلوي الثاني، وصولاً إلى عهد الجمهورية الإسلامية الحالي. وكان رئيس جامعة "العلوم الطبية لمحافظة سمنان" نويد دانائي، أول من أذاع نبأ شفاء أكبر مسني إيران، وفقاً لوكالة "إيسنا" قائلاً إنّ جهود الطواقم الطبية أثمرت في استعادة هذه المواطنة صحتها، مضيفاً أنّ "وضعها الصحي العام تحسن بعد إصابتها بكورونا وهي بصحة جيدة جداً".



كذلك، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع مسناً راقداً على السرير وطبيباً واقفاً إلى جانبه، في أحد المستشفيات، يرفعان شارة النصر. وأعلن التلفزيون الإيراني، أنّ المريض مسنّ يبلغ من العمر 101 عام، تعافى من كورونا. ونشر نادي "المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني، مقطع فيديو، لهذا المواطن، يظهر لحظة خروجه من المستشفى، ويسأله المراسل عن اسمه فيرد باللغة التركية إنّه فتاح. هو من سكان محافظة أردبيل، غربي إيران، وكان قد زار أقاربه بمدينة ورامين، جنوبي العاصمة طهران، وهناك أصيب بالفيروس ونقل إلى مستشفى "15 خرداد" بالمدينة.



يقول رئيس المستشفى، علي فتحي، إنّ فتاح يبلغ من العمر أكثر من 100 عام، راجع مستشفى "15 خرداد"، يوم التاسع من مارس/آذار الجاري، وهو يحمل أعراض الحمى وضيق التنفس والكحة، مضيفاً أنّه بعد إجراء الفحوص تبينت إصابته بالفيروس. ويضيف فتحي أنّ الطاقم الطبي بالمستشفى بذل جهوداً جبارة لإنقاذ حياة هذا المسن، لكنّه يؤكد أمرا آخر مهما، يلعب دوراً بارزاً في تحسن صحة المصابين إلى جانب الأدوية التي يأخذونها، وهو منح "الطاقة الإيجابية" للمريض. يتابع أنّ طواقم المستشفى، التي يترأسها، يحاولون دوماً تعزيز معنويات المصابين ومنحهم طاقة إيجابية والأمل بالحياة، معتبراً أنّ لهذه الطريقة "تأثيراً كبيراً جداً". ينقل فتحي عن المسن فتاح وعده لطاقم المستشفى بدعوتهم إلى محافظة "أردبيل" واستضافتهم هناك تقديراً وعرفاناً لجهودهم لإنقاذ حياته، وذلك بعدما يختفي فيروس كورونا الجديد من البلاد.



البطل المسن الثالث الذي هزم كورونا، هو حاج أحمد البالغ من العمر 87 عاماً، الذي يسكن في مدينة غناباد، شرقي إيران. يروي حاج أحمد قصته مع الفيروس، لوكالة "تسنيم" الإيرانية، قائلاً: "لا أعرف كيف أصبت به، أعتقد أنّ ذلك حدث عندما ذهبت إلى الشارع". يضيف: "لا أخاف، ليس كورونا فقط، بل ما هو أكبر منه أيضاً... عندما جاءتني الحمى والرعشة، خاف الجميع، وبعدما أكدت نتائج الفحص أنّني مصاب بكورونا زاد قلقهم جداً". يضيف: "لكنّني لم أكن خائفاً أبداً لأنّني توكلت على الله وفوضت أمري إليه وكنت واثقاً بالطبيب والممرضين". يؤكد مع ذلك أمراً آخر: "أكون كاذباً إن قلت إنّ أيام المرض كانت سهلة، بل كانت صعبة، لكنّ ما يساعد المريض هو الثقة بالله. ولا بدّ من القول إنّ طبيبي والممرضين اهتموا بي جيداً كاهتمام الأب بولده".

حاج أحمد أحد المنتصرين على الفيروس (العربي الجديد) 












تتجمع الدموع في عيني حاج أحمد عند حديثه عن الطبيب والممرضين: "لا أحد يعلم خارج المستشفى كيف يعمل هؤلاء الأطباء والممرضون، وفي أي ظروف قاسية. لم تكونوا هناك لتروا كيف يقوم الممرض برعاية أحوال مرضى وضعهم صعب جداً، ويفعل لهم كلّ شيء، وهو ينادي المريض: يا أبي ... أبي العزيز".
المساهمون