شارك ثلاثة عشر طفلًا لاجئًا يدرسون في مدرسة نوبل بارك الابتدائية، جنوب شرق منطقة ملبورن الأسترالية، بكتابة قصة عن رحلة نجاة طفل في العاشرة من عمره، فر من الحرب متجهًا إلى أستراليا في قارب صغير، وتحولت القصة أخيرًا إلى فيلم رسوم متحركة عرض للمرة الأولى في أسبوع اللاجئين في أستراليا في 17 الشهر الحالي.
ويتحدر 90% من الأطفال في مدرسة نوبل بارك من خلفيات لا تتحدث اللغة الإنكليزية، كثيرون منهم لاجئون فروا من مناطق الأزمات الإنسانية، ويقول ديفيد روثستاد، مدير المدرسة: "وصل إلينا العديد من الأطفال الذين أجبروا على الخدمة في الجيوش، أو شهدوا وفاة أحد أفراد عائلتهم. كان لدينا طلاب عرّضوا حياتهم للخطر ليصلوا إلى أستراليا بالقوارب، وهذا ليس أمرًا سهلًا"، وفقًا لموقع "ذا غارديان".
وأكد السيد روثستاد أن معظم الأطفال الذين شاركوا بكتابة قصة "علي والرحلة الطويلة إلى أستراليا"، وصلوا إلى أستراليا بالقوارب، وأمضى بعضهم فترات طويلة في مخيمات اللاجئين في كينيا، السودان، أو على الحدود التايلاندية/البورمية، ما دفعهم لرواية تجاربهم الحقيقية على لسان "علي"، الشخصية الخيالية، وأشار إلى أن أعمارهم اليوم تراوح بين 11 و13 عامًا.
ونشرت القصة لأول مرة ككتاب مصور عام 2017 بالتعاون بين مدرسة نوبل بارك الابتدائية، وميرفي كاكو، الباحثة الفنلندية في جامعة موناش، التي أجرت مقابلات مع 45 طفلًا لاجئًا لم يتمكنوا من النجاة من الحرب فحسب، بل حصلوا على تقدير معلميهم في المدارس، حيث قالت: "لا يتعلق الأمر بالصدمات التي تعرض لها هؤلاء الأطفال فحسب، بل بما يبرعون اليوم بالقيام به" وأضافت: "أراد علي إنقاذ كرة قدمه، أشياء صغيرة كهذه تخص أي طفل، والأطفال اللاجئون ليسوا استثناء".
وأمضت كاكو 18 شهرًا تجري مقابلات مع الأطفال قبل أن تقترح عليها فتاة صغيرة تحويل حواراتهم إلى كتاب، وهذا ما حدث. وأكدت الباحثة أن الأطفال الـ13 جميعهم شاركوا بكتابة القصة بأسهل الطرق التي تجعلهم يتغلبون على عدم درايتهم باللغة الإنكليزية، جامعين أفكارهم وتجاربهم كلها ليحيكوا تسلسل الأحداث. كما أشارت إلى أنها حاولت دفعهم لإظهار نقاط القوة لديهم، آملة أن يظهر فيلم الرسوم المتحركة قصصًا إيجابية عن اللاجئين.
وتركز مدرسة نوبل بارك الابتدائية على التعلم القائم على اللعب، أو ما يعرف بالتعلم الاستكشافي، وتطبقه حتى الصف السادس، حيث قال السيد روثستاد: "لا تراعي مناهج التعليم الأسترالية الأطفال الذين تعرضوا للصدمات. علينا أن ندرك أن أول شرط لتعليم الأطفال هو مساعدتهم على الشعور بالأمان"، وأضاف: "لا يمكنك وضع طفل في الـ14 من عمره في فصل دراسي بمجرد وصوله من السودان، ثم تعلمه عن التاريخ الأوروبي الحديث. علينا إعادة النظر في كيفية توفير التعليم لهؤلاء الأطفال، وتقديم الدعم الحقيقي بحيث يتمكنون من النجاح".