تأثرت الأحكام القضائية في إيران، على مدى الأشهر السبعة الأخيرة، بالأجواء الصعبة التي تعيشها البلاد على خلفية تفشي فيروس كورونا الجديد. وفي أحدث أحكام قضائية اتخذت طابعاً "كورونياً"، حكم قاض في مدينة "هشترود" في محافظة آذربايجان الشرقية، غربي إيران، على عريس بتوزيع 100 علبة من الكمامات على المواطنين في المدينة، التي تشهد انتشاراً واسعاً لكورونا هذه الأيام.
وكتب موقع "فرارو" الإيراني، الجمعة، نقلاً عن حاكم المدينة أمين أمينيان، أن العريس الجديد كان قد نظم حفل زفاف في ظل الأوضاع الصعبة في "هشترود"، متجاهلاً تعليمات السلطات بحظر هذه الحفلات في الظروف الراهنة، وهو ما دفع السلطات المعنية إلى رفع شكوى ضده في المحكمة، التي أصدرت بدورها هذا الحكم ضده ولصالح مكافحة الفيروس.
وليس هذا الحكم الأول من نوعه، إذ سبقته أحكام قضائية مماثلة، إذ أصدرت محاكم إيرانية أحكاماً بديلة عن السجن والغرامات المالية على متهمين، تفاوتت بين إجبارهم على توزيع مستلزمات طبية وصحية على المواطنين، أو القيام بإجراءات صحية، مثل تعقيم الشوارع والأماكن العامة.
وخلال مارس/آذار الماضي، حكمت محكمة في محافظة "كهكيلويه" و"بوير أحمد"، على سارق بشراء معدات طبية وصحية بقيمة 50 مليون ريال إيراني (250 دولارا)، للمراكز الصحية، بدلاً من السجن لعامين تعزيراً و10 جلدات.
إلى ذلك، وخلال إبريل/نيسان الماضي، حكم قاض على متهم آخر بإجباره على تعقيم مساجد مدينة "أصلاندوز" الواقعة في محافظة أردبيل، شمال غربي إيران، بدلاً من الحبس، ونص الحكم على ضرورة عمل المتهم 540 ساعة في تعقيم مساجد المدينة، بمعدل 3 ساعات يومياً، وذلك بدلاً من قضائه حكماً بالسجن التعزيري ضده لمدة 6 أشهر كعقوبة على الجريمة التي ارتكبها.
أما عن طبيعة الجريمة، فأعلنت المحكمة العامة في قضاء مدينة "أصلاندوز"، أن المتهم قام بتهديد الصحة العامة والمخاطرة بصحة أبناء المجتمع، من خلال فتح محل لتدخين النارجيلة في ذروة تفشي كورونا في البلاد.
ويأتي إصدار أحكام بديلة عن السجن أو عقوبات أخرى في ظروف تفشي كورونا في إيران، على خلفية مساعي السلطة القضائية الإيرانية للحد من إصدار أحكام بالسجن إلا عند الضرورة، بسبب المخاوف من انتشار الفيروس في السجون، حيث أصدر رئيس السلطة القضائية الإيرانية بلاغين قضائيين، أكد في الأول على منح الإجازة للسجناء، وفي الثاني على التقليل من إصدار أحكام بالسجن.
وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد منحت إجازات خارج السجن لنحو 100 ألف سجين، خلال مارس/آذار الماضي، مددتها للآلاف منهم لاحقاً مع العفو عن نحو 16 ألفاً منهم لاحقاً.
وفي آخر بيانات حول ظروف تفشي كورونا في البلاد، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري، الجمعة، تسجيل 112 وفاة و2115 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن الأرقام الجديدة رفعت العدد الإجمالي للوفيات إلى 21 ألفاً و249، وحصيلة المصابين إلى 369 ألفاً و911 شخصاً، من بينهم 3811 حالاتهم حرجة.