في يومها العالمي... أصوات عربية صنعت تاريخ الإذاعة

13 فبراير 2019
الإذاعة المصرية بدأت بالبث عام 1934 (Getty)
+ الخط -

على الرغم من أن اختيار إحياء "اليوم العالمي للإذاعة" جاء تزامناً مع ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة في 13 فبراير/شباط عام 1946، فإن الإذاعة المصرية بدأت بالبث في 31 مايو/ أيار عام 1934، تلتها إذاعات عربية عدة. وبرز فيها رموز تركوا بصمتهم، نستعرض أبرزهم أدناه:

أحمد سالم (1910-1949)

أول مذيع في الإذاعة المصرية، وكانت جملته الأولى "هنا القاهرة"، وهي العبارة الأشهر في تاريخ الإذاعات العربية. وهو أول مدير للقسم العربي في الإذاعة.

ولد سالم في مدينة أبو كبير في محافظة الشرقية. درس الطيران، وكان مقرباً من الملك فاروق. عمل ممثلاً ومنتجًا ومخرجاً، وأسس مع الاقتصادي المصري، طلعت حرب، "استوديو مصر".

وهو صاحب فكرة فيلم "لاشين" الذي أثار حفيظة الملك لما يتضمنه من معانٍ ثورية ضد النظام الحاكم المستبد. تزوج مرات عدة من الوسط الفني، ومن زوجاته المطربة أسمهان والممثلة مديحة يسري والراقصة تحية كاريوكا.


محمد فتحي (1910-1986)

من الرواد الأوائل، ويُلقب بـ "كروان الإذاعة". أصبح كبيراً للمذيعين، ثم مديراً للتمثيليات والبرامج، ثم مساعد المراقب العام، إلى أن صار المراقب العام للإذاعة المصرية في 1947.

كان أول من ابتكر التمثيلية الإذاعية، فقدم لأول مرة "روميو وجولييت" ترجمها بنفسه عن نص الأديب الإنكليزي ويليام شكسبير، وأخرجها، وأدى فيها دور "روميو". وقدم مسلسلاً اجتماعياً من تأليفه عنوانه "دنيا الناس". وقدم الأوبريت الغنائي عبر الإذاعة مثل "روما تحترق" و"عذراء الربيع" و"الورد والفل والياسمين". له العديد من المؤلفات والترجمات مثل كتاب "عالم بلا حواجز" و"14 عاماً على الهواء".

أحمد سعيد (1925-2018)

يعد أشهر مذيع مصري خلال الحقبة الناصرية. ترأس إذاعة "صوت العرب" في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من عام 1953 إلى 1967. ساند حركات التحرر العربي بشراسة، فبلغت شهرته الآفاق، لدرجة أن الحكومة البريطانية طلبت من عبد الناصر، عام 1965، رفع اسمه من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن بحجة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن.

كانت هزيمة 1967 المحنة الكبرى في حياة سعيد، إذ كان يلقي البيانات المغلوطة التي كان العسكريون يلقونها إليه عن انتصارات زائفة للجيش المصري على جبهات القتال مع الصهاينة. وقد حُمّل مسؤولية الهزيمة وخداع الشعب!


فهمي عمر (1928-)

من مواليد محافظة قنا. اشتهر بلقب المذيع الصعيدي. عين في وظيفة مذيع خارج الميكروفون عام 1950، بسبب لهجته الصعيدية. وفي 23 من يوليو/ تموز 1952 فتح الميكروفون لأحد ضباط الثورة المصرية، وهو أنور السادات (الرئيس الراحل)، ليلقي أول بيان للثورة المصرية. قدم عدداً من حفلات المطربة الراحلة، أم كلثوم، وبرنامج "ساعة لقلبك"، و"مجلة الهواء".

وهو صاحب أول تعليق وتحليل لمباريات دوري كرة القدم في مصر قبل ظهور التلفزيون. وهو المؤسس الحقيقي لـ "إذاعة الشباب والرياضة". وعُين رئيساً لـ "الإذاعة المصرية" عام 1982.


أحمد طاهر (1915-1988)

حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1937، عُيّن مذيعُا ومترجمًا ومحررًا في الإذاعة البريطانية حتى أوائل 1950. وفي نفس العام بدأ بالعمل مراقبا عاما للبرامج العربية في "الإذاعة المصرية" حتى عام 1965، حيث ابتكر أكثر من 20 برنامجًا، منها: "على الناصية" و"أوائل الطلبة" و"جرب حظك" و"ساعة لقلبك".

آمال فهمي (1926-2018)

كانت من أبرز الأصوات الإذاعية العربية التي أحبها الجمهور المصري والعربي وتابعها على مدى أكثر من نصف قرن عبر برنامجها الشهير "على الناصية" الذي خَلَفت فيه أحمد طاهر، وأضافت إليه نكهتها الخاصة. لقبت بـ "ملكة الكلام" إلى أن اعتزلت العمل الإذاعي تماماً عام 2014.

بدأت العمل في "الإذاعة المصرية" عام 1951. وتعد آمال فهمي أول امرأة ترأس إذاعة "الشرق الأوسط"، عام 1964، كما شغلت العديد من المناصب، مثل منصبها وكيلة لوزارة الإعلام، ومستشارة لوزير الإعلام. كانت صاحبة فكرة برنامج "الشعب يسأل والرئيس يجيب" مع الرئيس المعزول محمد مرسي.


محمد عيسى مسعودي (1931-1994)

أشرف مسعودي عام 1956 على انطلاق برنامج "صوت الجزائر العربية" من الإذاعة التونسية، ثم انتقل إلى الإذاعة السرية لجيش التحرير على الحدود المغربية المعروفة بـ "صوت الجزائر الحرة"، فكان رئيس تحريرها وأشهر مذيعيها. عُرف عيسى بالتفاعل الشديد أثناء التعليق على الأحداث السياسية والعمليات العسكرية. وفي 1959 انتقل إلى إذاعة "الناظور" في المغرب، بعد التحاقه بجهاز اللاسلكي التابع لجيش التحرير الوطني. في أكتوبر/تشرين الأول عام 1961 عاد إلى تونس ليشرف على "صوت الجزائر" من إذاعة تونس. كان لنشاطه الأثر البليغ في رفع معنويات أعضاء جيش التحرير والشعب الجزائري. ومن أقوال الرئيس الراحل هواري بومدين عنه إن "صوت عيسى مسعودي شكل نصف الثورة".  كان أول من تقلد منصب المدير العام للإذاعة والتلفزيون، بعد الاستقلال. كما شغل منصب سفير الجزائر في بعض دول الخليج.


يونس الجبوري (1900-1979)

 وهو رحالة وصحافي ومذيع وإعلامي وأديب ومؤلف عراقي. أسس عدة إذاعات، وهو مؤسس أول إذاعة عربية في قارة أوروبا عام 1939، وهي إذاعة "برلين العربية" التي كانت تبث من ألمانيا وموجهة إلى أقطار الوطن العربي ومردداً عبارته الشهيرة به: "هنا برلين حيَّ العرب". وكان يذيع على الهواء خطبًا معارضة رنانة. التقى بمعظم الشخصيات المشهورة في عصره، وحكم عليهِ بالإعدام أربع مرات.

أثارت شخصيته جدلاً كبيرًا حول طبيعة الأعمال والمهن التي مارسها خلال حياته، حتى أنه جمع بين عدة مهن رغم تناقضها، ولوحظ أنه في فترة من حياته في الهند كان يعمل راهباً في النهار وراقصاً في ملهى ليلاً، ويجد وقتاً ليقوم بعمل إضافي مراسلاً صحافياً لإحدى الصحف الهندية. وفي وقت آخر شغل منصب مفتٍ في إندونيسيا، وكان يعمل في منصب رئيس تحرير صحيفة في جاوة وإمام جامع في باريس.

يلقب بـ "أسطورة الأرض". لهُ العديد من المؤلفات والكتب، سافر إلى عدة بلدان وقيل إنه أتقن 17 لغة أجنبية، منها اللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية والإنكليزية.

فوزي عبد الستار

لا يعرف الكثير عن حياة الإذاعي العراقي فوزي عبد الستار، لكنه كان الصوت الأول الذي تنطق به الإذاعة العراقية التي انطلقت بعد افتتاح الإذاعة المصرية بعامين، تحديداً في يوليو/ تموز عام 1936. وبدأ بجملة "هنا بغداد".

فؤاد شحاتة

كان فؤاد شحاتة من المذيعين الرواد في الإذاعة السورية، وقد اشتهر بالنقل الخارجي أيام الوحدة بين مصر وسورية، كما قدم في التلفزيون المسلسل الشهير "مذكرات حرامي". أقام في مصر لاجئاَ سياسياَ عام 1963، وعاد بعد نكسة 1967. شغل منصب مدير البرامج في التلفزيون السوري، وكان برنامج "مجلة الإذاعة" آخر أعماله.

 
دلالات
المساهمون