في عيد الأم... أمهات لبنانيات يعتصمن لرفع سنّ الحضانة

21 مارس 2019
لبنانيات يطالبن برفع سنّ الحضانة (حسين بيضون)
+ الخط -
اختارت أمهات لبنانيات الاحتفال بعيد الأم هذا العام من خلال اعتصام نفذنه، صباح اليوم الخميس، أمام مقر المجلس الإسلامي الشيعي في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بدعوى من حملة "رفع سنّ الحضانة"، مطالبات باعتماد الحضانة المشتركة حتى سنّ البلوغ.


وجاء اعتصام النساء أمام المجلس، بعدما أصدرت "المحكمة الجعفرية" العديد من الأحكام القاضية بحرمان أمهات من أطفالهن تحت طائلة السجن في حال التمنع، ورغم فتح أبواب المجلس أمام الأمهات والاستماع إلى بعضهن، غير أن مطالبهن لم تلق استجابةً.

واختارت النساء الاعتصام لكونهن عانين من جور الأحكام التي تحرم نساء الطائفة الشيعية في لبنان من حضانة أطفالهن (الذكر عند بلوغه السنتين، والأنثى عند بلوغها 7 سنوات)، وحملن لافتات تطالب بإنصاف الأمهات بينها "الحرمان مش عيدية"، ووقفت إحدى السيدات بصحبة طفلها لتروي معاناتها داخل المحاكم من أجل عدم خسارته، وتحدثت عن الضغوط التي تعرضت لها من قبل قضاة شرعيين للتنازل عن حقوقها.


وداخل إحدى القاعات، اجتمعت بعض النساء بالأمين العام لأوقاف الطائفة الشيعية الشيخ حسن الشريف، فقالت رئيسة حملة رفع سنّ الحضانة زينة إبراهيم: "جئنا بعد ست سنوات من المطالبة لنقول بأن سنّ الحضانة غير منصف. أنتم تذهبون اليوم لمعايدة أمهاتكم بينما نذهب نحن إلى منازلنا فلا نجد أطفالنا لأننا محرومات منهم. نطالب برفع سنّ الحضانة لتصبح حضانة الطفل مشتركة بين الأم والأب، حتى لا تكون الأم مجرد زائرة".
بدورها، توجهت ريف سليمان إلى الشيخ بالقول: "تقولون إنه يمكن للمرأة تحصين حقوقها عبر عقد الاتفاقات، وعندما تقوم بذلك ينقض القاضي الاتفاق الذي عقده. أنتم تدفعون النساء نحو الزواج المدني، فكاتب العدل لا ينقض اتفاقه". وطالبت المحامية فاديا حمزة برفع الظلم عن الرجل وعن المرأة، وقالت: "هناك ملفات تهمل داخل المحكمة، والقاضي عادة ما ينطق باسم الرجل".




لكن رد الشيخ كان مخيباً بالنسبة للسيدات، إذ لم يعدهن بتنفيذ أي من مطالبهم، ولم يبد جدية في التعاطي مع القضايا، وإنما اكتفى بتسجيلها ووعد بنقلها إلى المرجعية الدينية. وقال الشريف: "منذ علمنا بالاعتصام، طلب مني نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الشيخ عبد الأمير قبلان أن أستقبلكن، وألا تبقين في الشارع. المشاكل لا تشبه بعضها، ونحن نطبق الفتوى، والموضوع متعلق بفتوى من المرجعية الدينية، وسننقل همومكم مكتوبة إلى المرجعية، ويمكننا أن نساعدكم من خلال إيضاح أن الوضع اللبناني مختلف، فعدم تطبيق الشرع يخلّ بالمصلحة".

وطلبت زينة إبراهيم من الشيخ تحديد مهلة لإبلاغ الحملة بالرد على مطالبها، فرفض الشيخ قائلاً: "لست قاضياً". ووعد بإيصال المطالب، فانتزعت منه وعداً باستقبالهن مجدداً خلال الأسبوع المقبل.

بعد الخروج من المجلس، نقلت إبراهيم إلى المعتصمين ما حصل خلال اللقاء، وأكدت أنها حين تحديد موعد اللقاء المقبل مع الشيوخ ستدعو الأمهات للتحرك مجدداً أمام المجلس، وقالت: "اعتقدت أنهم سيستمعون لنا عندما دعونا للدخول، ففوجئنا بوجود رجل دين يسجل مطالبنا التي ننادي بها منذ سنوات".


وقالت منسقة حملات المناصرة في الحملة نادين جوني لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة انطلقت عام 2012 عندما تم رفع سنّ الحضانة لدى الطائفة السنّية، وأنها استطاعت خلال السنوات الماضية تشجيع النساء على رفع صوتهن، وفضح الممارسات التي تعرضن لها، وهو ما مكّن بعضهن من انتزاع قرارات قضائية في مسألة الحضانة".

وأضافت أن الحملة تواصلت مع رجال دين داعمين لمطلب رفع سنّ الحضانة. "نسعى من خلالهم لدعم مطالبنا داخل المحاكم. الغريب أن الفتاوى تصدر من بلاد تعطي حق الحضانة للأم حتى بلوغ أبنائها سنّ الرشد، كإيران والعراق، فتطبق الفتاوى هناك ولا تطبق هنا. أعتقد أنه لا علاقة للأمر بالمرجعيات الدينية بقدر ما هو تشبث المرجعيات اللبنانية بقوانين ذكورية تمييزية بحق النساء".