واكتفت أم رامي بالقول: "ما ظل إشي يسمعوه الناس، رامي استشهد وراح، وشوف شو خلى وراه... الحمد لله، الله يرضى عليه لو يطلع يشوف شو ترك وراءه من شان شو استشهد هو...".
ترفض أم رامي، قبيل لحظات من بدء فعاليات إحياء الذكرى التاسعة عشرة لهبة القدس والأقصى، في العام 2000، أن تستطرد في الحديث، وتكتفي بإبداء عدم رضاها، سواء عن كيفية إحياء ذكرى الشهداء أو شكلها، ومن وضع المسجد الأقصى والحالة الفلسطينية اليوم.
وتصف أم رامي ما حدث بالقول: "العرب نايمة وغافية ومبيوعة، كلهم مبيوعين... طلع يراجد (يرشق الحجارة) ولم يعد. الله يرحمه".
وتحكي كلمات أم رامي قصة الشهداء، مشيرة إلى أن الشرطة الإسرائيلية استمرت في إطلاق الرصاص المطاطي والعيارات النارية، وأنه لم تتم محاكمة أي منهم.
وأوضحت أم رامي أن النيابة العامة أقرت بعد ثمانية أعوام على أحداث هبة القدس والأقصى، ملفات التحقيق مع عناصر الشرطة وأسدلت الستار على ملف اغتيال وقتل 13 شهيدا من أبناء الداخل الفلسطيني، خرجوا مع الآلاف من فلسطينيي الداخل في المثلث والجليل والنقب، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000 للتظاهر رفضا لاقتحام شارون الأقصى في 28 أيلول من العام 2000.
وصباح اليوم، بدأت فعاليات إحياء هذه الذكرى، كما في كل عام، من قرية جت، مسقط رأس الشهيد رامي غرة، بزيارة ضريحه ثم الانطلاق لزيارة أضرحة باقي الشهداء.
وعلى ضريح الشهيد رامي غرة، أكد رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، أن إحياء الذكرى السنوية هو رسالة وفاء للشهداء أولا ولذويهم.
من جهته، قال رئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، لـ"العربي الجديد"، إن ما يحدث يؤكد أن العقلية الإسرائيلية لم تتغير وهي عقلية استعلاء وبلطجة، مشيرا إلى أن الاحتلال قتل 13 شهيدا قبل 19 عاما يوم اقتحم شارون المسجد القصى، وبالأمس فقط قام جنود الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك، في ما يسمى رأس السنة العبرية.
من جهته، قال النائب امطانس شحادة، عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لـ"العربي الجديد"، إن الجديد اليوم هو انكشاف معالم السياسة الإسرائيلية للانتقام من فلسطينيي الداخل على موقفهم قبل عشرين عاما في هبة القدس والأقصى في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية والألم الفلسطيني.
وشدد شحادة على أن فلسطينيي الداخل لم يخرجوا للتظاهر من أجل قضية مدنية أو مطلبية، بل من أجل القضية الوطنية، والآن يتضح أن إسرائيل تنفذ سياسات عقابية ضد مواقف الفلسطينيين في العام 2000.
وعقب زيارة أضرحة الشهداء، اليوم، فإن من المقرر اختتام فعاليات الذكرى التاسعة عشرة بمسيرة مركزية ومهرجان حاشد في قرية "كفر كنا" في الجليل في الرابعة من بعد عصر اليوم.