يبدو أنّ المشاهد والتصريحات والوثائق التي كشفت حيلة برامج المقالب التي يؤديها رامز جلال كل عام، والتي باتت واضحة أمام المشاهدين، لم تكن كافية لتغيير معايير البرنامج. فحلقات رمضان المنصرم كانت أشبه بمشاهد تمثيلية يقوم بها كل من الضحية والجلاد، وغدت مجرد مسلسل طريف يتقن خلاله كل ممثل أداء دوره.
من البحر إلى الجو، انتقل برنامج المقالب هذا العام إلى فندق 7 نجوم في الدار البيضاء في المغرب، وتدور أحداثه في إطار استضافة مجموعة من الفنانين لتكريمهم، وأثناء تكريمهم، يحدث انفجار ضخم، وحريق داخل الفندق، ثم ينقذ جلال الضيف عبر الصعود به لأعلى الفندق، ليجد طائرة هيليكوبتر في انتظاره، ليدرك بعد لحظات أنه مقلب.
يوم أمس، افتتح رامز جلال برنامجه باستضافة الفنان راغب علامة، بدأت الحلقة بمقابلة صحافية داخل غرفة الفندق. وما هي إلا دقائق حتى اشتعلت النيران داخل الغرفة، وبدأ الصراخ والخوف والهلع يحاوط المكان، إلا أن علامة لم يخرج إلى الشرفة، بل حمل عبوات المياه الصغيرة بشكل طريف وبدأ بإطفاء الحريق الهائل.
بعد لحظات دخل رامز المتخفّي في زي رجل إطفاء الغرفة، وبدأ بإخماد الحريق وإخراج الضحايا، وأثناء صعودهم الدرج حمل علامة هاتفه وبدأ بالاتصال. السؤال هنا: هل يمكن لأيّ شخص تحاوطه النيران من كل الجهات أن يحمل هاتفا ويتصل بدلا من الهروب؟ لا بأس، صعد علامة الدرج وخرج إلى السطح، وما إن وصل حتى وضع نظارته الشمسية، وكأنه في نزهة أو في حفل افتتاحية الفندق.
ما هي إلا لحظات، حتى نزع جلال قناع رجل الإطفاء وقال: رحّبوا براغب علامة. وهنا بدأ المشهد الرومانسي بحركة بطيئة وهادئة، ووضع علامة الهاتف داخل شنطته المحمولة وبدأ بالضحك، ومن ثم استدرك أنه في مشهد تمثيلي، فبدأ بالصراخ والكلمات النابية المعتادة والتي يعمد الضيوف إلى استخدامها كل عام.
ضخامة المقلب فضحت رامز هذا العام، فلم يقتنع المشاهد باستضافة نجوم وتعريض حياتهم للخطر أو إصابتهم بأذى، وهذا الأمر ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي التي غصّت بالآلاف من التغريدات يوم أمس، والتي أجمع فيها الناشطون على أنّ البرنامج محضّر مسبقا.
وإن كان ذلك حقيقياً فمن المرجح أن يصاب الضيف بمرض السكري أو بأزمة قلبية نتيجة الرعب الذي يعيشه داخل الفندق وهو يحترق. وهذا ما يعرّض البرنامج وبطله للمساءلة القانونية. تلك مخاطرات تعتبر البرامج أنها في غنى عنها.
والجدير ذكره، أن موقع TMZ الأميركي، كشف العام الماضي عن وثائق تظهر أنّ النجمة العالمية باريس هيلتون كانت على علم بحيلة المقلب، حتّى ظهر فيديو آخر للفنان هشام عباس يؤكد مرة جديدة أن الضيوف على علم مسبق بالمقلب.