ويدور الفيلم الذي قدم ضمن قسم العروض الخاصة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حول الزوجين تشارلي، المخرج المسرحي (آدم درايفر) وزوجته الممثلة (سكارليت جوهانسن)، التي تبدأ مسيرة تبشر بالنجاح في السينما، قبل أن يدفعها حبها لتشارلي إلى التخلي عن هذا الحلم، والتركيز على المسرح بدلًا من ذلك.
ويعيش الزوجان في مدينة نيويورك، ويبدو الأمر وكأن لا شيء سيعكر صفو علاقتهما، لا سيما في الدقائق الأولى التي نستمع فيها لهما، وقد كتب كل منهما رسالة يعدد فيها، بأدق التفاصيل، ما يحبه في الآخر، لكن سرعان ما يتضح أن الرسالتين كانتا أول خطوة على طريق الانفصال، وشيئًا فشيئًا تنزاح المحبة لتفسح الطريق للكثير من الاستياء والنفور المتبادل، والذي يصل إلى ذروته في مشهد متفجر يصرخان فيه في وجه بعضهما البعض، لنحو 10 دقائق متصلة.
Twitter Post
|
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتناول فيها باومباخ قضية الطلاق، إذ سبق وكانت الموضوع الرئيسي لفيلمه "الحبار والحوت"، لكنها المرة الأولى التي يغوص فيها بهذا العمق في دواخل عالم الطلاق، ليكشف بتفاصيل مؤلمة كيف يلعب التدخل المؤسساتي، ممثلًا في فريق المحاماة المتخصص في التعامل مع قضايا الطلاق، دورًا في تفاقم الأزمة بين الزوجين.
ولا ينحاز المخرج إلى أي من بطلي فيلمه، بل يرى أن الانحياز إلى أي منهما سيكون "ضربًا من الحماقة"، ويقول إنه عرض القصة من منظوري الشخصيتين، وترك المتلقي وحده يتخذ قراره إلى من سينحاز، أو إن كان سينحاز إلى أي منهما أصلًا.
ويمزج الفيلم بين الكوميديا والدراما، ليقدم لحظات محملة بالخفة ومثقلة بالمرارة على حد سواء، ويلعب فيه باومباخ على مكامن قوته، والتي تتمثل في كتابة حوار قوي ومشحون، ورسم شخصيات ثلاثية الأبعاد بعيدة عن الأنماط التقليدية للمتزوجين.
ولاقى الفيلم استحسانًا شديدًا من النقاد عند عرضه، وسط توقعات بأنه سينافس بقوة في موسم الجوائز، ولا سيما جوائز غولدن غلوب وبافتا والأوسكار، في فئات الإخراج لباومباخ، والتمثيل لكل من جوهانسن ودرايفر، ويذكر أنّ الدورة الحالية من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تستمر حتى 7 ديسمبر/كانون الأول.
(رويترز)