فولكهارد فينفورد.. شيخ المراسلين الأجانب

29 سبتمبر 2014
غطى أحداثاً في فلسطين ولبنان والعراق (فيسبوك)
+ الخط -
ولد في عصر صعود النازية بألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، وجاء إلى مصر بعدما فقد والده في الحرب العالمية الثانية. صحبته والدته، التي جاءت للتدريس في المدرسة الألمانية بالقاهرة، وألحقته بها.
وعبر أكثر من نصف قرن قضاها في مصر، عمل مذيعاً بالإذاعة المصرية، ثم صحافياً ومراسلاً لمجلة "دير شبيغل" الألمانية. وغطى من خلال عمله الصحافي أزمات المنطقة العربية، والتقى وحاور كل الزعماء والقادة العرب، بمَن فيهم الرؤساء الثلاثة لمصر.
وقع في غرام مصر وشهد فيها أحداثاً جساماً، وصولاً إلى ثورة يناير التي حضر وقائعها في ميدان التحرير. كما شهد وغطى أحداثاً في فلسطين ولبنان والسودان والعراق والجزائر وتونس وإيران. لكنه كان يجد أنّ الشعب المصري أكثر "نعومة"، وأقل عنفاً من غيره في حراكه. فعندما أطاح العراقيون بالملكية في 1958، على سبيل المثال، قتلوا ملكهم الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً.
أما المصريون فاكتفوا عام 1952 بنفي ملكهم فاروق الأول خارج البلاد على متن يخته وودّعوه بطلقات التحية من حرس الشرف. الطبيعة الخاصة للمصريين هي ما جعلته يبقى ليصبح، كما يقول عن نفسه: ألمانيّاً مصرياً.
التقى فينفورد الرئيس المصري جمال عبد الناصر في الستينيات، عندما عمل في الإذاعة المصرية وطُلب منه أنّ يعمل مترجماً لحوار بين جمال عبد الناصر والزعيم الألماني الشرقي والتر أولبريخت. ويتذكر كيف وضع الرئيس المصري يده على كتفه وقال له إنّه يريد "كلماته واضحة للمستمعين".
وفي عام 1970، الذي شهد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، عاد فينفورد إلى ألمانيا ليعمل في الخدمة العربية بالإذاعة الألمانية، قبل أن ينتقل إلى مكتب "دير شبيغل" في بيروت عام 1974. غطى فينفورد الثورة الإيرانية وعاد إلى طهران على الطائرة نفسها مع الخميني.
وكان على متن أول طائرة مروحية تطير فوق خط بارليف في 1973 التي أقلّت المهندس عثمان أحمد عثمان.
كما صحب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في رحلته التاريخية من تونس إلى قاعدة أندروز الأميركية وكان معه وهو يدخل إلى فلسطين عبر مدينة رفح. ولا ينسى فينفورد حرب أكتوبر، التي انتصر فيها السادات على إسرائيل، ثم صحبه في رحلته إلى القدس وغطى خطابه في الكنيست.
مبارك، الذي يرى فينفورد أنه يفتقد "كاريزما" عبد الناصر وليس له رؤية السادات الثاقبة، لم يتمكن من كسب القلوب خلال فترة حكمه التي امتدّت 30 عاماً حاوره خلالها مرات عديدة. ولا يخفي فينفورد شعوره بالعار يوم موقعة الجمل في 2011، التي نجا خلالها من الموت.
ولم يتوقف عن متابعة ما تلا من أحداث في عهد المجلس العسكري ثم عهد الإخوان وحتى اليوم، منتقداً أحياناً ومحللاً دائماً.
ولم يتوقف عن التغطية التي بدأها منذ عقود مراسلاً صحافياً، ومنذ ربع قرن رئيساً لـ"جمعية المراسلين الأجانب" بالقاهرة، أكبر تجمع صحافي على مستوى دول الشرق الأوسط، وثالث أكبر تجمع صحافي على مستوى العالم، اذ يقترب أعضاؤها من 800 مراسل صحافي.
ولم يتوقف عن إثارة الاهتمام في مصر، فقد حلّ ضيفاً لساعات على محطتين تلفزيونيتين في الفترة الأخيرة، ولم يتوقف عن الرجوع إلى شريط ذكرياته التي شاركها ملايين المشاهدين الذين تابعوها بشغف، اتفقوا أو اختلفوا معه.
المساهمون