دافع وزير الخارجيّة البريطاني، بوريس جونسون، عن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، معتبراً فوزه "لحظةً لانتهاز الفرصة"، بعد الخلاف الذي اندلع إثر فشل جونسون في حضور اجتماع الاتّحاد الأوروبي لمناقشة وصول ترامب إلى الحكم.
ونقلت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية عن وزير الخارجية البريطاني لحظة وصوله لحضور اجتماع اعتيادي لوزراء خارجية الاتّحاد الأوروبي، اليوم الإثنين: "إن هناك أموراً كثيرة يمكن أن تنظر لها بريطانيا وأوروبّا بإيجابيّة. من المهمّ جدّاً عدم الحكم مسبقاً على الرئيس المنتخب أو إدارته".
وأضاف جونسون أنه "لم تمض سوى أيّام قليلة على نتائج الانتخابات. أعتقد أن علينا الانتظار حتّى نرى إلى ماذا يمكن أن تفضي، لكنني أرى أنّه يجب التعاطي مع الأمر باعتباره لحظة لانتهاز الفرصة".
وأوضح أن "ترامب يجيد صنع الصفقات، وأعتقد أنّ ذلك سيكون جيّداً بالنسبة لبريطانيا، لكنه يمكن أن يكون أمراً جيّداً بالنسبة لأوروبا كذلك، وذلك باعتقادي ما يجدر بنا التركيز عليه اليوم".
وتعرّض جونسون، بحسب الصحيفة البريطانية، إلى هجوم لاذع من منسّقة الشؤون الخارجية في الاتّحاد، فيديريكا موغريني، بعد مقاطعته الاجتماع السابق، الذي عُقد على عجل لمناقشة تبعات فوز ترامب على الرغم من أنّ منسّقة الخارجيّة وكبار المسؤولين في الاتحاد اعتبروا أنّ الدول الأوروبية الأخرى لم يدهشها غياب جونسون.
وقالت موغريني: "هناك وزيران لم يحضرا لأسباب سياسية، واحد على وجه الخصوص تعرفونه جيّداً"، واستدركت: "لكن يمكنني أن أقرّ أن بعض الدول في أوروبا كانت مندهشة من الأمر، ليس بسبب غياب دولة بعينها عن الاجتماع، ولكن من استمرار وجودها، حتّى اليوم، حول الطاولة التي تضمّ 28 دولة".
واعتبرت أنّه "من الطبيعي على دولة قرّرت مغادرة الاتحاد الأوروبي ألّا تكون مهتمّة في مناقشاتنا حول مستقبل العلاقات مع الولايات المتّحدة".
ووصفت موغريني الاجتماع الذي انعقد لمناقشة موضوع ترامب أنّه "مثمر للغاية". وأكّدت على استمرار الشراكة مع الولايات المتّحدة: "بكلّ وضوح، سنواصل العمل مع الإدارة الحالية ليلاً ونهاراً، ولكننا سنستعدّ أيضاً، لتغيير الإدارة في شهر يناير/كانون الثاني، وسوف أكون سعيدة لزيارة واشنطن، ودعوة وزير الخارجية الأميركي المقبل لأحد اجتماعاتنا في مجلس الشؤون الخارجية".
وكان جونسون أوّل سياسيّ أجنبي يتلقّى اتّصالاً من نائب رئيس الولايات المتّحدة المنتخب، مايك بينس. فيما كان رئيس حزب "الاستقلال" البريطاني السابق، نايغل فاراج، أوّل سياسيّ أجنبي يلتقي ترامب منذ انتخابه. كما ذكر، عقب اللقاء، أنّ أعضاء من فريق ترامب أبدوا قلقهم بشأن بعض التصريحات السلبية التي صدرت، أخيراً، من أعضاء في فريق رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي.
وخاطب فاراج إذاعة "توك راديو" بعبارات تهكّمية، قبيل لقائه ترامب، قائلاً إنّه سيبلغ الأخير بالحضور لمقابلة رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة "لكن دون أن يلمسها"، مضيفاً أنّه سيكون حاضراً هناك للإشراف بنفسه على الأمور، والتأكد من "عدم خروجها على السيطرة".