فوز أوبرادور برئاسة المكسيك يعقد مفاوضات "نافتا"

09 يوليو 2018
لوبيز أوبرادو يواجه مشكلة رفع أجور العمالة(فرانس برس)
+ الخط -
تَصادَف وصول الرئيس المكسيكي المنتخب حديثاً أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إلى الحكم، مع حالة صخب شديدة حول اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية (نافتا) NAFTA، التي يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إعادة صياغتها.

وتعهد الرئيس اليساري خلال حملته الانتخابية، بالقضاء التام على الفساد، وتوفير مليارات الدولارات من محاصرته يتم توجيهها لتحسين معيشة ملايين الفقراء، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة لدى المكسيكيين، كما عُرِفَ بمعارضته السابقة اتفاقية نافتا، إلا أن مستشاريه أعلنوا خلال الحملة نيتهم الالتزام بالاتفاقية التي تجمعهم بأميركا وكندا.

ومن المتوقع أن تزداد صعوبات الوصول إلى حل وسط بين ترامب ورئيس يساري يشبهه البعض برئيس فنزويلا السابق هوغو تشافيز.

وفي وقت سابق، قال ترامب إنه يمكنه توقيع المسودة التي أعدها فريقه التجاري لاتفاقية نافتا معدلة فوراً، إلا أنه يرى أنها ما زالت "غير عادلة بالقدر الكافي"، ويفضل تأجيلها إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.


ويواجه أوبرادور، الذي خسر انتخابات 2006 و2012 وكسبها هذا العام، معضلة كبيرة، بعد أن صنع تحالفاً سياسياً من طوائف شتى داخل المجتمع، فالرئيس اليساري جمع بين مؤيديه من المثقفين اليساريين، وتيار الايفانجيليكال اليميني، مع فلول الحزب الثوري المؤسسي الذي حكم البلاد لأكثر من سبعة عقود متتالية.

لكن عند الدخول في المعارك السياسية، ومنها اتفاقية نافتا، فمن المتوقع أن تكون هناك خلافات حادة بين حلفاء الأمس. ويزيد من تعقيد الصورة، أن الطرف الآخر في المفاوضات التجارية لا يمكن توقع تصرفاته وردود أفعاله، وهو بالتأكيد لن يغير من أسلوبه المتعجرف مع جيرانه بين عشيةٍ وضحاها.


ورغم اتفاق أوبرادور مع ترامب، مع اختلاف الدوافع، على ضرورة رفع أجور العمال في المكسيك، إلا أن كلا الطرفين ينظر إلى الاتفاقية من وجهة نظره الخاصة. لكن الشيء الواضح هو أن أوبرادور ليست لديه حماسة سلفه بينا نييتو للاتفاقية، وبالتالي فلن يكون مضطراً للرضوخ لكل طلبات الأميركيين للمحافظة عليها.

ويوم الأحد الماضي، قال ترامب: "لو لم يقبلوا بخططنا سأفرض ضرائب على سياراتهم القادمة إلى الولايات المتحدة".


وركزت الولايات المتحدة طلباتها في أحدث جولات المفاوضات على صناعة السيارات، حيث تطلب تطبيق قواعد جديدة، تسمح لها بمعاقبة صناعة السيارات في المكسيك لو لم ترفع أجر الساعة للعاملين فيها ليكون المعادل لـ16 دولارا، في محاولة للتغلب على ميزة نسبية توفرها العمالة الرخيصة للسيارات المكسيكية.

ورجحت مراكز أبحاث مستقلة فقدان آلاف العمال المكسيكيين وظائفهم، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي في المكسيك على المدى المتوسط والطويل، وربما دخول الاقتصاد المكسيكي في أزمة، حال إلغاء الاتفاقية.


ويوم الإثنين الماضي، تعهد أوبرادور بالتوصل إلى "تفاهم مع ترامب، رغم كون التوقيت غير ملائم لدولتين يجب عليهما السعي إلى تحقيق التوافق حول كل شيء، من المحادثات التجارية الشاقة إلى التعاون في مجال الأمن والهجرة".

وقال جيسوس سيده، كبير المفاوضين المكسيكيين الذي كلفه أوبرادور بقيادة مباحثات نافتا مع الأميركيين، إن عدم اليقين في ما يخص نتائج انتخابات الرئاسة أدى إلى تباطؤ المفاوضات، لكن بعد فوز أوبرادور، سيسرع المفاوضات.


وأضاف في مقابلة أذاعها التلفزيون المكسيكي: "نحن ندعم ما دفعت به الحكومة المكسيكية، ونسعد ببذل الجهد لاستطلاع طرق جديدة لتنشيط عملية التفاوض".

وتصدر المكسيك أكثر من 80% من صادراتها لأميركا، لكن ترامب يرى أن (نافتا) غير عادلة، كونها تتسبب في خسائر للاقتصاد الأميركي، ولذلك هدد بالانسحاب منها أكثر من مرة.

ويقول جيسوس سيده إن لديه "بعض الأفكار التي ستساعد على تجميل الصفقة بالنسبة لترامب، دون الإضرار بالمكسيك".


وأضاف: "دائماً أضع آراء واحتياجات من أفاوضه في نفس أهمية أرائي واحتياجاتي".

وتحت اتفاقية نافتا، وعلى مدار حوالي 25 عاماً، ارتفعت صادرات أميركا من السلع إلى المكسيك بنسبة 484.4%، وزاد عدد الشركات الأميركية المصدرة إلى المكسيك بنسبة 365.5%.

وكانت هناك أيضاً طفرة مماثلة في ما يتعلق بالشركات الأميركية المستوردة من المكسيك، حيث إنه في عام 2015 بلغ عدد هذه الشركات التي تعتمد على المكسيك في جزء من وارداتها حوالي 15290 شركة.
المساهمون