فنزويلا: المناورات العسكرية تنتهي اليوم والأزمة مستمرة
كاراكاس (فنزويلا)
فرانس برس
تنتهي، اليوم السبت، في فنزويلا، مناورات عسكرية كانت قد بدأت أمس، بمشاركة نحو نصف مليون جندي، بأمر من الرئيس نيكولاس مادورو، الذي حذر من "تدخل خارجي"، بينما يسعى وسطاء دوليون إلى استئناف الحوار مع المعارضة.
وبعد أيام من التصعيد، قام عدد من رؤساء الحكومات السابقين منهم الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بمحاولات لخفض التوتر مساء الخميس، بعد اجتماعات في كراكاس مع رافضي السياسة التشافيزية، وقبل ذلك مع الرئيس الفنزويلي.
وقال ثاباتيرو، الذي يرأس هذا الوفد بناء على طلب اتحاد دول أميركا الجنوبية (اوناسور)، إن "العملية ستكون طويلة ومعقدة وصعبة، لكن هذا هو الطريق الذي يتعين على فنزويلا سلوكه، وهو طريق الحوار الوطني الذي يفترض أن يعالج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والدستورية والتعايش السلمي والحريات"، وأضاف ثاباتيرو أن الطرفين أعربا عن "رغبتهما" في اللقاء وتبادل الآراء.
كما دعت تشيلي والأرجنتين والأورغواي إلى "حوار سياسي عاجل" لإنهاء الأزمة في فنزويلا، البلد الذي، يملك أحد أكبر الموارد النفطية في العالم، لكنه يعاني من تضخم بنسبة 180،9 بالمائة وعجزاً في الحسابات العامة المرتهنة لسعر النفط.
المعارضة، التي باتت أكثرية في البرلمان، تشدد على أن أي حوار مع الحكومة يجب أن يتناول في الدرجة الأولى موضوع تنظيم استفتاء تمهيداً لتنحي الرئيس مادورو. ونبه ائتلاف المعارضة المعروف باسم "طاولة الوحدة الديمقراطية" إلى أن "لا حل اقتصادياً في فنزويلا ما لم يحصل تغيير سياسي".
من جهته، أعرب الرئيس مادورو عن أمله، في أن يؤدي الحوار إلى وقف "السلوك الانقلابي" الذي تقوم به المعارضة. وسرعان ما ارتفعت حدة التوتر في البلاد، سيما بعد إعلان مادورو حالة الطوارىء التي تمنحه مزيداً من الصلاحيات على الصعيد الأمني وتوزيع المواد الغذائية والطاقة، وهو ما رفضه البرلمان.
وعلى وقع تحذير مادورو مما دعاه "تدخل خارجي"، قام 519 ألف جندي بمناورات، رأى مراقبون أن هدفها "حمل الناس على الشعور بالخوف... والقيام بذلك متذرعة بوجود تهديد خارجي هو طريقة جيدة لعرض عضلاتها".
ورد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، أن "المناورات لا تُجرى من أجل التسبب بالقلق لأي كان في البلاد"، مكرراً أن "فنزويلا مهددة في الوقت الراهن". وفيما نزل معارضو سياسة تشافيز (الرئيس الراحل هوغو تشافيز) إلى الشارع الأربعاء، بتظاهرات محدودة، تعرضت للقمع، فإنه يمكن قياس التوتر الاجتماعي في فنزويلا بقدر صفوف الانتظار أمام المتاجر التي تعاني نقصاً حاداً في المواد الغذائية.
